تحدث عن تداعيات اقتصادية.. السيسي: السودانيون في مصر ضيوف وليسوا لاجئين

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (غيتي)

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن بلاده “ستواجه تداعيات اقتصادية وصعوبات” في حال استقبالها مزيدا من السودانيين، في خضم الأزمة الجارية بين الطرفين المتصارعين في بلدهم.

وأضاف السيسي في مقابلة استمرت نحو 70 دقيقة مع صحيفة “The Asahi Shimbun” اليابانية أن العديد من السودانيين يفرون إلى مصر بينما تواجه بلاده “صعوبات”، وذلك في معرض الحديث عن الأزمات الاقتصادية التي ضربت العالم على خلفية الحرب الروسية في أوكرانيا، لا سيما أسعار السلع والأغذية.

وتابع “إذا وافقنا على استقبال مزيد من السودانيين، فسوف تشعر مصر بالتأكيد بهذه الآثار (الاقتصادية)”.

وزاد “لدينا بالفعل ملايين السودانيين في مصر، ونعتبرهم ضيوفا وليسوا لاجئين، لكن في خضم الصعوبات الاقتصادية التي خلفتها الحرب الروسية في أوكرانيا، وفرار العديد من السودانيين، تواجه مصر أيضا مشكلات”.

وأشار إلى أن المصريين يعانون بالفعل من “تصاعد التضخم، والارتفاع المتزايد في أسعار الاحتياجات اليومية”.

وتحدث السيسي عن وجود ما بين 8 و9 ملايين لاجئ بشكل عام في مصر، قائلا إن بجانب السودانيين هناك من جاؤوا من سوريا وليبيا واليمن، وغيرها من الدول الأفريقية.

الصراع في السودان

وشدد الرئيس المصري على أن بلاده “لن تتدخل” في الصراع القائم بالسودان، عملا بمبدأ “عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى”، قائلا: “لا نريد زيادة الأمور تعقيدا”.

ولفت إلى أن مصر “ستوفر الدعم اللازم لبدء الحوار بين السودانيين، بهدف وضع حد للصراع وتحقيق الهدنة”.

وأشار إلى أهمية “تأسيس حكومة مدنية مؤقتة في السودان، وإجراء الانتخابات بهدف تنصيب حكومة مدنية” في نهاية المطاف.

وعن التداعيات السلبية للصراع في السودان، أكد السيسي أن استمرار النزاع “سيؤثر على المنطقة بالكامل”.

واستطرد “نبذل قصارى جهدنا لعقد مباحثات بين الجيش وقوات الدعم السريع”.

ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي، تشهد ولايات بالسودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، يتبادل فيها الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن اندلاعها عقب توجه قوات تابعة لكل منهما للسيطرة على مراكز تابعة للآخر.

رسالة شفهية

في السياق، نقل دفع الله الحاج مبعوث رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، رسالة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بشأن تطورات الأوضاع في بلاده، وذلك خلال لقائه مع وزير الخارجية المصري سامح شكري في العاصمة القاهرة.

ووفق البيان المصري “نقل الحاج إلى وزير الخارجية رسالة شفهية حول تطورات الأوضاع في السودان على ضوء العمليات العسكرية الجارية منذ أكثر من أسبوعين”.

وبحسب البيان، قدّم المبعوث السوداني “الشكر لمصر حكومةً وشعبًا على استقبالها بكل مودة وترحاب للمواطنين السودانيين الفارين من نيران الحرب”.

وخلال اللقاء مع المبعوث السوداني، أكد وزير خارجية مصر “موقف بلاده الثابت الداعي إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وأهمية التزام جميع الأطراف بتثبيت الهدنة وعدم خرقها؛ لإتاحة الفرصة لعمليات الإغاثة الإنسانية، وبدء حوار جاد يستهدف حل الخلافات القائمة”.

واستعرض شكري مع المبعوث السوداني “مجمل الاتصالات التي أجراها مع نظرائه بعدد من الدول الفاعلة والمؤثرة دوليا وإقليميا”، وفق البيان المصري.

كما نقل إلى المبعوث السوداني “قلق مصر البالغ من استمرار الوضع الحالي في السودان، وأنها لن تألو جهدا في سبيل مساعدته على تجاوز تلك المحنة”.

وتأتي زيارة الحاج لمصر بعد زيارة مماثلة قام بها إلى السعودية.

وفي 27 أبريل الماضي، أعلنت الخارجية المصرية تسهيل عبور “أكثر من 14 ألف سوداني وما يزيد على ألفي مواطن أجنبي من 50 دولة و6 منظمات دولية”، منذ بداية الاشتباكات السودانية.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات