السودان.. الجيش يقول إنه قادر على “الحسم” والدعم السريع يعلن إسقاط طائرة حربية

قال قائد الفرقة الرابعة عشرة من مشاة الجيش السوداني، إن القوات المسلحة قادرة على “حسم كل عدو يتربص بتراب هذا الوطن ومكتسباته”، مشيرا إلى أن قوات تابعة للدعم السريع سلمت نفسها للجيش، على حد قوله.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن قائد الفرقة الرابعة عشرة قوله إن 7 ضباط برتبة نقيب و468 جنديًّا من قوات الدعم السريع سلموا أنفسهم للقوات المسلحة بمدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان في غرب السودان.

وقال المسؤول العسكري في الجيش السوداني “معركتنا ليست مع قوات الدعم السريع بل هي صراع مع عائلة المتمرد حميدتي وبعض المأجورين” حسب تعبيره.

إسقاط طائرة

من جانبها، قالت قوات الدعم السريع، اليوم الثلاثاء، إنها تمكنت من إسقاط طائرة من طراز (ميغ) تتبع لما سمته “القوات الانقلابية وفلول النظام البائد المتطرفة”.

وقالت “شنت قوات الانقلابيين والفلول غارات بالطائرات، صباح اليوم الثلاثاء، على عدد من المناطق السكنية بالخرطوم فتصدت لها قواتنا بإسقاط طائرة من طراز (ميغ) ظلت تهاجم وتقتل المواطنين الأبرياء في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان” بحسب تعبير البيان.

ارتفاع عدد القتلى

وفي هذا السياق، أعلنت نقابة أطباء السودان ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين منذ بداية الاشتباكات إلى 447 شخصا والإصابات إلى 2255، وقالت إن المستشفيات والمرافق الصحية في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور متوقفة عن الخدمة.

وكانت آخر حصيلة أعلنتها النقابة يوم الاثنين، هي 436 قتيلا و2175 إصابة منذ بداية الاشتباكات.

وأوضحت النقابة أن الاشتباكات ما زالت جارية بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة لليوم السابع عشر على التوالي، وأنها أسفرت عن مزيد من الضحايا يجري حصرهم حتى لحظة إصدار التقرير في العاصمة والأقاليم.

وقالت النقابة إنه يوجد العديد من الإصابات والوفيات غير مشمول في هذا الحصر، لعدم التمكن من الوصول إلى المستشفيات لصعوبة التنقل والوضع الأمني في البلاد.

من جانبه، دعا رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، إلى إعطاء الأولوية الآن لإخلاء المناطق السكنية والمرافق العامة من الوجود العسكري، وقال إنه لا بديل عن المسار السياسي السلمي الجماعي للتحول الديمقراطي عبر التوافق على سلطة مدنية تمثل ثورة ديسمبر/ كانون الأول.

ومنذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، يشهد عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، يتبادل الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن اندلاعها عقب توجه قوات تابعة لكل منهما للسيطرة على مراكز تابعة للآخر.

يأتي ذلك في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من أن البلاد على أعتاب كارثة حقيقية، مشيرة إلى تردي الأوضاع في القطاع الصحي وانعدام الخدمات الأساسية، بالإضافة إلى نزوح السكان العالقين وسط القتال.

ويرى الخبراء أن اتفاقات وقف النار تهدف خصوصا إلى ضمان أمن طرق إجلاء الرعايا الأجانب، والسماح بمواصلة بعض الجهود الدبلوماسية التي تقودها أطراف خارجية في ظل رفض القائدين العسكريين التواصل بشكل مباشر.

وتصطدم كل محاولات الحلّ، بصراع النفوذ الشخصي بين البرهان ودقلو (حميدتي) اللذين كانا قد أطاحا معًا في 2021 بشركائهما المدنيين بعدما تقاسما السلطة معهم منذ الإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير عام 2019.

المصدر : الجزيرة مباشر