شاهد: معاناة أم سودانية عجزت عن توفير اللبن والدواء لطفلها المعاق

رصدت كاميرا الجزيرة مباشر معاناة أسرة سودانية عجزت عن تقديم الرعاية الطبية لأحد أطفالها من ذوي الاحتياجات الخاصة في ظل الاشتباكات المستمرة بالعاصمة الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأمام كاميرا الجزيرة مباشر، اشتكت الأم من عدم قدرتها على توفير الرعاية الطبية لولدها (10 سنوات) الذي يعاني أمراضا مزمنة.

وقالت الأم “ابني يحصل على التغذية عبر أنبوب طبي، وبعد نزوحنا بسبب الحرب لم يعد باستطاعتنا توفير الرعاية الطبية له”.

وأشارت إلى عدم قدرتها على توفير التغذية الخاصة به في ظل الأوضاع والظروف الاقتصادية الحالية، لافتة إلى أن الاشتباكات زادت الأمر تعقيدا.

وأكدت الأم المعاناة الشديدة التي يواجهونها بسبب أوضاعهم الاقتصادية بالغة السوء، في إشارة إلى عدم قدرتها على توفير “اللبن” الخاص بتغذية ابنها.

وألمحت الأم إلى أن الدواء الخاص به غير متوافر، كما أن الصيدليات مغلقة بسبب الحرب الدائرة، داعية إلى وقف الاشتباكات.

ومنذ صباح الاثنين، شهدت الخرطوم غارات جوية وانفجارات ورشقات نارية على الرغم من هدنة جديدة لمدة 72 ساعة وافق عليها الجيش وقوات الدعم السريع، في حين حذرت الأمم المتحدة من أن السودان بات على شفا “كارثة” إنسانية، وأن مئات الآلاف قد يفرون منه.

وتحولت الأزمة الصحية التي كان يعانيها السودان قبل اندلاع القتال الى “كارثة بكل معنى الكلمة”، بحسب المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة شرق المتوسط أحمد المنظري.

وأوضح المنظري أنه قبل المعارك الأخيرة “مرّ النظام الصحي في السودان كما هو معروف بسنوات من الأزمات المختلفة، مما عرّضه للكثير من الهشاشة والضعف الحقيقي، ضعف بكل ما تعنيه الكلمة من حيث البنى التحتية، أي المستشفيات أو مراكز رعاية صحية أولية بمختلف مستوياتها في عموم السودان”.

وتابع “هناك فعلا نقص حقيقي في الكادر الطبي وخصوصا بعد ظهور هذه الأزمة خلال الأسبوعين الماضيين، وبخاصة الكادر الطبي المتخصص على سبيل المثال في الجراحة والتخدير”.

وأشار الى أن “23% من المستشفيات في الخرطوم تعمل بشكل جزئي في حين تعمل 16% فقط بكامل طاقتها”.

وأسفرت المعارك عن ما لا يقل عن 528 قتيلا و4599 جريحا، وفق أرقام أعلنتها وزارة الصحة السودانية، السبت الماضي، في حصيلة يُرجَّح أن تكون أعلى.

ومنذ 15 أبريل/نيسان، يشهد عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، يتبادل فيها الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن اندلاعها عقب توجه قوات تابعة لكل منهما للسيطرة على مراكز تابعة للآخر.

المصدر : الجزيرة مباشر