“ما الذي يدعو المتعبين إلى اللعب؟”.. تميم البرغوثي يبدع في ختام المونديال

افتتح الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي حفل اختتام كأس العالم 2022 قطر في ملعب لوسيل، بكلمات نثرية حاكى فيها بإبداع القضية الفلسطينية بمباراة كرة قدم.

واعتلى الشاعر منصة حفل نهائي كأس العالم، اليوم الأحد، متوشحا بالكوفية الفلسطينية، ليبدأ بإلقاء كلماته بحضور جماهير عريضة ملأت الملعب، وحضور رسمي على رأسه أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والفرنسي إيمانويل ماكرون.

ويقول البرغوثي:

ما الذي يدعو المتعبين إلى اللعب؟

ما الذي يدعو الحزين إلى الغناء؟

وما الذي يأتي بشاعر مثلي إلى احتفال كهذا؟

إعلان

اللعب.. زيارة قصيرة إلى عالم بديل

ساعتان من المساواة والعدل

فلا ترى فريقا يلعب بأحذية نفاثة مثلا، وفريقا حافيا

إعلان

ولا فريقا مسموحا له بالركض في طول الملعب وعرضه

وآخر يحتاج لاعبوه تأشيرات ليجتازوا خط الوسط

وعندما تكون الكرة في الميدان فالتسديد مسموح به للفريقين وفي النهاية يبقى الجميع بصحة جيدة

إعلان

لم يسل إلا العرق ولم يعلُ الصراخ إلا تطوعا

ليست هذه لعبة يا سادة

هو شيء تقترحه هذه البلاد والشعوب

إعلان

بل لا تزال تقترحه البشرية على نفسها منذ كانت

حلم عمره ساعتان وعمره الأبد

يقترب كلما حاولوا إبعاده

إعلان

..هذا الذي يدعو المتعبين إلى اللعب

وهذا هو الفوز الحقيقي في نهاية المطاف

وتفاعل الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع الشاعر الفلسطيني، معتبرين أن قطر تميزت في تنظيم حفل ختام كأس العالم 2022 كما فعلت في الافتتاح، بعرض قضية العرب الأولى والهوية العربية.

ترجّل الشاعر الفلسطيني من المنصة ليعتليها الفائز بلقب أمير الشعراء لسنة 2008، الموريتاني سيدي محمد ولد بمبا.

وتلا قول الشافعي:

وعين الرضا عن كل عيب كليلة
ولكن عين السخط تبدي المساويا
ولست بهياب لمن لا يهابني
ولست أرى للمرء ما لا يرى ليا

واستطرد “هي الحياة وإن طال الأمد تنصف الصادق الجسور دائما”، ثم استشهد ولد بمبا بأبيات لمؤسس دولة قطر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني:

فلا همنا من بار فينا وغرنا بحكي الضحي
في فئ برد الظلايل فسرنا وسيرنا الاله وعاننا

إعلان

ولا ردنا كثر العذل والعذايل

وشهد الحفل الختامي لكأس العالم FIFA قطر 2022، قبل انطلاق المباراة النهائية للبطولة بين منتخبي فرنسا والأرجنتين أعمالاً فنية مبهرة مزجت بين الانتقال من القدم والتراث إلى الحداثة والعالمية.

وقدّم الحفل لوحات فنية وموسيقية تميّزت بالابهار والإبداع الفني وعكست مدى التطور والحداثة التي تعيشها دولة قطر.

وكان حفلاً شكرت فيه دولة قطر العالم أجمع وودّعته بعد استضافة بطولة استثنائية وفريدة من كأس العالم تحطّمت فيها الأرقام القياسية وتركت للعالم ذكريات لا تنسى.

وشهد الحفل الختامي لكأس العالم FIFA قطر 2022، الاحتفاء بتقارب شعوب العالم في 29 يوما خلال فترة البطولة، بدءا من حفل الافتتاح وحتى التحية الأخيرة وسط مزيج موسيقي من أغاني الألبوم الغنائي الرسمي للمونديال.

بدأ الحفل الختامي بأداء غنائي فريد عنوانه (يا له من عالم رائع) أدّته المؤدية القطرية دانا.

وشهد الحفل الذي استمر حوالي 12 دقيقة، إضاءة 32 كرة، تشبه الأجرام السماوية مزيّنة بأعلام البلدان التي شاركت في المونديال، إذ تظهر الأجرام السماوية على ساحة الملعب وتحاكي بحركاتها مسار المنتخبات المشاركة.

واستمر الحفل بمزيج موسيقي لأغاني الألبوم الرسمي للمونديال، بدأ بأغنية (هيا هيا) لدافيدو وعائشة، وأغنية (أرحبو) لأوزونا وغميس، وانتهي بأغنية (لايت ذا سكاي) لنورا فتحي وبلقيس ورحمة رياض ومنال.

وساعد أسلوب التصميم الإبداعي الفريد للإضاءة في استاد لوسيل في الإبهار والإبداع الذي خرج به حفل الختام، والذي انتهى بالكشف عن الموسيقى الرسمية لنهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022، والتي تحمل اسم (وان داي) التي أدّتها دانا.

وأحاط المشجّعون بحافة أرضية الملعب وتم تشغيل عرض مشوّق عبر الإسقاط الضوئي في أرضية الملعب وتمحور هذا الأداء “حول الحب والسلام وأننا جميعاً جزء صغير من كون عملاق”.