غريبة ومثيرة للفضول.. الفيفا يعرض حكايات من المباراة النهائية في كأس العالم

البرازيل تفوز بكأس العالم 1994
البرازيل تفوز بكأس العالم 1994 (غيتي)

قبل ساعات من انطلاق المباراة الختامية لمونديال قطر 2022، استرجع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عددًا من القصص المثيرة للفضول بتاريخ المباراة النهائية لبطولة كأس العالم في نسخ سابقة.

1930

اتخذ منتخبا الأرجنتين وأوروغواي قرارًا قبل البطولة أن يلعب كل منهما بكرته الخاصة، وهو ما خلق حالة من الاضطراب عندما تأهلا إلى المباراة النهائية.

أدار هذه المباراة الحكم البلجيكي جون لانجينوس مرتديًا قميصًا وربطة عنق وسترة رسمية وسروالًا فضفاضًا.

يقول لانجينوس “ظهرت العداوة الكبيرة بين البلدين عندما حان وقت اختيار الكرة، إذ طالب كل من الفريقين باستخدام كرته الخاصة”.

توجّب على رئيس الفيفا جول ريميه -آنذاك- التدخل واتخاذ قرار بأن يستخدم كل فريق كرته في أحد شوطي المباراة، ويبدو أنه كان لذلك أثره على مجريات الأمور داخل المستطيل الأخضر.

لعب المنتخب الأرجنتيني بكرة مستوردة من اسكتلندا وأنهى الشوط الأول متقدمًا بنتيجة 2-1، أما منتخب أوروغواي الذي لعب بكرة حصل عليها من إنجلترا، فقد انتفض في الشوط الثاني، وتمكّن من الفوز بنتيجة 4-2.

سجّل آخر أهداف أوروغواي هيكتور كاسترو الذي كان يحمل لقب “إل مانكو” (صاحب الذراع الواحدة) بسبب فقدان يده اليمنى في سن الثالثة عشرة إثر حادث نجم عن استخدام منشار كهربائي.

1950

صبيحة يوم إجراء المباراة النهائية في ملعب ماراكانا الذي بُني خصيصًا للبطولة، نشرت صحيفة (أو موندو) صورة لتشكيلة المنتخب البرازيلي تحت عنوان “إليكم أبطال العالم”.

أثار ذلك غضب أوبلوديو فاريلا -الكابتن المشاكس لمنتخب أوروغواي- الذي اشترى 20 نسخة من الصحيفة ووضعها على أرض مرحاض الفندق الذي كان الفريق يقيم فيه، وكتب بالطبشور على المرايا “لندوس ونتبوّل على هذه الصحف”، ثم طلب من زملائه التوجه إلى المرحاض واتباع إرشاداته.

كانت البرازيل بحاجة إلى تعادل فقط، وتقدمت في مجريات اللقاء بهدف دون رد، إلا أن المنتخب الزائر استقى الإلهام من قائده الصاخب، وتمكن من قلب تأخره إلى فوز بنتيجة 2-1 ورفع الكأس الذهبية، ليدوس على الصحف البرازيلية ويقضي على آمالها بنيل اللقب في اليوم ذاته.

أما فاريلا، ورغم التحذيرات الشديدة اللهجة بألا يقوم بذلك، فقد توجه إلى إحدى حانات ريو بمفرده، وقال عن تلك التجربة “طلبتُ مشروبًا، وتوقعتُ ألا يعرفني أحد. فقد ظننتُ أنهم سيقتلوني في حال تعرّفوا عليّ، لكني فوجئتُ بأنهم رغم صدمتهم (من الخسارة)، فقد توجهوا لي بالتهنئة واحتسوا المشروب معي”.

منتخب أوروغواي بمونديال 1950
منتخب أوروغواي في مونديال 1950 (غيتي)

1970

خاض النجم البرازيلي توستاو الدقائق العشرين الأخيرة من المباراة النهائية أمام إيطاليا وهو يبكي بحرقة، إذ إن صانع الألعاب المتألق وصاحب القميص رقم 9 عانى انفصالًا في شبكية العين قبل البطولة، وقيل له إن مشواره في عالم كرة القدم انتهى.

وبعد عملية جراحية طارئة في مدينة هيوستن الأمريكية ومناشدة بيليه للمدرب ماريو زاغالو، تم ضمّ توستاو إلى تشكيلة المنتخب، واستمر في مشواره الكروي حتى سن الـ26.

وعن تلك التجربة، يقول توستاو “بعد تسجيلنا الهدف الثالث، حسمنا الأمور أمام إيطاليا، وغلبتني العواطف. بدأتُ البكاء ولم أكن قادرًا على التوقف. كنتُ أفكر بكل ما مررتُ به لكي أشارك في تلك النسخة من كأس العالم، وكيف أني كدتُ أغيب عنها. سافرتُ حول العالم لإجراء عملية لعيني. وكنتُ على وشك الغياب عن البطولة دون استدعائي. وكان صعبًا عليّ جدًّا أن اعتاد على اللعب مجددًا. وعندما أدركتُ أننا سنصبح أبطالًا للعالم، لم أتمكن من التوقف عن البكاء”.

وبعد ذلك النهائي، غادر توستاو أرض الملعب بلباسه الداخلي الذي حاولت الجماهير أخذه أيضًا، أما الميدالية الذهبية فكانت من نصيب طبيب العيون الذي عالجه.

البرازيل في مونديال 1970
البرازيل في مونديال 1970 (غيتي)

1986

رغم التهديف، حلّت كارثة بخوسيه لويس براون، الذي افتتح التسجيل في لقاء الحسم أمام ألمانيا الغربية، ولكنه خلع كتفه في مطلع الشوط الثاني.

وقال براون بهذا الخصوص “كان الألم لا يُصدَّق، ولكني كنتُ حاسمًا مع طبيب الفريق، قلت له لا تفكّر على الإطلاق بإخراجي من الملعب. أحدثتُ شقًّا في القميص وضعتُ فيه إصبعي لتثبيت يدي”.

المذهل أن براون -رغم الإصابة- لم يخرج من المستطيل الأخضر سوى 28 ثانية، وأكمل المباراة التي انتهت بفوز الأرجنتين بنتيجة 3-2.

1990

تمكّن لوثار ماتيوس ببراعة من تحويل ركلة الجزاء إلى هدف وحيد في لقاء ربع النهائي أمام تشيكوسلوفاكيا، لكن عندما حصل منتخب ألمانيا الغربية على ضربة ثابتة في الدقيقة 85 من موقعة الحسم التي كان التعادل السلبي مخيمًا عليها، تقدّم أندرياس بريمه لتنفيذها.

شرح ماتيوس ما جرى قائلًا “تشقّق نعل حذائي في الشوط الأول. ولم يكن لديّ حذاء احتياطي، ولذلك استخدمتُ الحذاء الوحيد المتوافر لدى المسؤول عن طاقم المنتخب. لم يكن قياسه جيدًا، ولطالما فضّلتُ الأحذية القديمة أصلًا. ولكن عندما حصلنا على ركلة الجزاء، طلبتُ من آندي تنفيذها. كان أمامنا خيارات أخرى، لاعبون متألقون بالضربات الثابتة، ولكن آندي كان زميلي في الغرفة، وكنتُ على يقين بأنه اللاعب المناسب”.

تقدّم بريمه لتنفيذ الركلة، مع العلم أنه هزّ الشباك من إحدى ركلات الترجيح في اللقاء أمام المكسيك في ربع نهائي النسخة السابقة من البطولة، ونجح مجددًا هذه المرة ليسجل الهدف الوحيد في المباراة النهائية ويهدي ألمانيا الغربية الكأس الغالية، ولا يزال اللاعب الوحيد في تاريخ كأس العالم الذي يسجل ضربات جزاء بقدميه اليمنى واليسرى.

تكمن المفارقة في أن ماتيوس أصبح -في لقاء دور المجموعات أمام يوغوسلافيا- اللاعب الوحيد في تاريخ كأس العالم الذي يسجل من خارج منطقة الجزاء بقدميه.

منتخب ألمانيا الغربية بمونديال 1990
منتخب ألمانيا الغربية في مونديال 1990 (غيتي)

1994

كان قد مضى 24 عامًا على فوز البرازيل بكأس العالم، وأقر اللاعبون أن ذلك كان مصدر توتر كبير لهم. أمسك اللاعبون بأيدي بعضهم وأدوا طقوسًا معينة، وقرر المدافع ريكاردو روتشا حشد همة زملائه فتوجه إلى الجميع قائلًا “قاتلنا بقوة، وبلغنا هذه المرحلة، فلننفذ ما قام به أولئك اليابانيون، الكاواساكي”، حيث أخطأ في العبارة مستخدمًا علامة (الكاواساكي) للدراجات النارية بدلًا من (الكاميكازي) وهم الطيارون اليابانيون الانتحاريون في الحرب العالمية الثانية!

ويتذكر الحارس البرازيلي كلاوديو تافاريل تلك الحادثة الطريفة قائلًا “انفجر عندها الجميع بالضحك. لقد غيّر ذلك من الأجواء بشكل فوري، وجعلنا نسترخي”.

تمكن منتخب السيليساو فعلًا من التغلب في النهاية على إيطاليا بركلات الترجيح.

المصدر : الجزيرة مباشر + موقع الفيفا