تفاكر.. ما آفاق الثورة المعرفية؟ وهل استنفد العقل التقليدي مهامه؟ فيديو)

تحدّث الدكتور مصطفى المرابط، رئيس مركز مغارب لدراسات الاجتماع الإنساني، في حلقة جديدة من برنامجه (تفاكر) عن موضوع آفاق الثورة المعرفية، وطرح سؤالًا حول استنفاد العقل التقليدي لمهامه.

بدأ المرابط حلقته بمقولة للكاتب والمفكر الأمريكي والعالم في مجال المستقبليات آلين توفلر يقول فيها “إن أمّيّ القرن الواحد والعشرين ليس من لا يعرف القراءة والكتابة، بل سيكون من لا يعرف كيف يتعلم، ومن لا يعرف كيف ينسى ما تعلم، ولا يعرف كيف يجدد العلم”.

وأشار المرابط إلى أن الطفرات التي شهدتها المعرفة كمًا وكيفًا خاصة في الربع الأخير في القرن العشرين، فتحت آفاقًا على المستوى العلمي، وقلبت مفاهيم ومقولات وتصورات ظلت منذ القرن التاسع عشر تتحكم في رؤية العالم.

وأضاف أن ما نعيشه ثورة في صدد تحرير الإنسان من رؤية تقوم على الاختزالية والحتمية والاطلاقية والواحدية، وتفتح آفاقه نحو رؤية قادمة تقوم على الاحتمالية والنسبية والتعددية.

وقال إننا “نكتشف يومًا بعد يوم أن معرفتنا بالكون والطبيعة والإنسان، متواضعة مثل معرفة الطفل بما في أعماق البحر”.

ورأى أن مساحة العلم ضئيلة مقارنة بالجهل الذي هو بحر كبير، “فالعلم مهما تقدم يتعاظم الجهل معه، مما يطرح إشكالية تدبير الجهل كمكون رئيس للانشغالات البحثية والعلمية والتربوية”.

ونقل عن الفيلسوف الفرنسي رولان بارت قوله إنه “فيما مضى كنا نعلّم ما نعلم، وسيأتي زمن بعد هذا سنعلّم فيه ما لا نعلم”.

وقال المرابط “العلم وفق هذه الرؤية ليس مقابلًا للجهل، إنما الجهل كاشف للعلم، وهو الحامل له”.

وأضاف أن “البنيات الذهنية والنفسية والتخيلية لم ترافق بعض الكشوفات والثورات العلمية، فإذا كان الكون والطبيعة والإنسان يظهر في معادلات رياضية وفق منطق الكلية والاحتمالية والنسبية والتعددية فإنه مع الأسف ما زال محكومًا في الخطاب اللغوي بمنطق الاختزالية والحتمية والاطلاقية والواحدية”.

المصدر : الجزيرة مباشر