“مقابل ماذا؟”.. سياسيون ونشطاء سودانيون يرفضون اتفاق حمدوك مع البرهان (فيديو)

قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان "يسار" ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك (وكالة الأنباء السودانية)

أحدث الاتفاق السياسي بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء المعاد إلى منصبه عبد الله حمدوك جدلا واسعا بين النشطاء والمدونين والسياسيين.

وتحت شعار “لا تفاوض، لا شراكة، لا مساومة”، أعلن تجمع المهنيين السودانيين رفضه الاتفاق السياسي ووصفه في بيان بأنه “اتفاق الخيانة”.

وأضاف البيان أن الاتفاق “جاء تلبية لرغبات الانقلابيين ومحاولة لشرعنة الانقلاب والانتحار السياسي لحمدوك”، وفق تعبيره.

وقال الحزب الشيوعي السوداني في بيان على فيسبوك إن الاتفاق “يبقي على الوثيقة الدستورية الشائهة التي كانت عنصر أساسيًا في جر البلد إلى ما وصلت إليه خلال العامين الماضيين”، كما وصف الناطق باسم الحزب فتحي الفضل الاتفاق بأنه “خيانة للشعب السوداني ولمطالبه العادلة”.

كما اعتبر حزب المؤتمر السوداني الاتفاق “شرعنة صريحة لاستمرار النظام الانقلابي في الحكم”، كما اعتبره “تهديداً خطيرا لاستقرار البلاد وأمن مواطنيه لما يمنحه من صلاحيات لقوى متعددة لا تؤمن بالتحول المدني الديمقراطي أو بحق الشعوب في تقرير مصائرها ومستقبلها”، محذرا من “انفجار النظام داخليا وتحويل البلاد إلى ساحة صراع إقليمي محتدم”.

وقال التجمع الاتحادي في بيان “موقفنا الحاسم هو الانحياز لموقف الشارع، وتصعيد النضال السياسي ضد المجلس الانقلابي حتى يسلم السلطة لحكومة مدنية خالصة”.

بدوره، عبر القيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي محمد حيدر عن خيبتهم الشديدة في حمدوك بعد انضمامه إلى صف الانقلاب، على حد قوله. وأضاف للجزيرة “حمدوك خذلنا، ولا مبرر البتة لموقفه في ظل مساندة الشارع له”، مشيرا إلى أن الشارع أعلن تجاوزه لحمدوك ولكافة الأشخاص باتخاذه موقفا متقدما ينادي بخروج العسكر من المشهد السياسي لصالح حكومة مدنية كاملة.

ووصل حمدوك إلى السلطة بترشيح من قوى الحرية والتغيير- مجموعة المجلس المركزي (الحاضنة السياسية للحكومة المعزولة).

في المقابل، أيّد رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر الاتفاق السياسي، وقال إن الاتفاق على حمدوك جاء وفقا لما يجده من قبول في الداخل والخارج، حسب تعبيره.

“مقابل شنو؟”

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، أصر مدونون ونشطاء على رفض الاتفاق. وقال محمد “جاء السيد عبد الله حمدوك منح البرهان الشرعية والغطاء السياسي وسند المجتمع الدولي ومقابل شنو؟ مبروك لحمدوك بيع شعبه وهذا الحضيض”.

وقال محمد عبد الرحمن “ناس كتيرة في حالة صدمة وغضب وإحباط وحالة إنكار للحصل اليوم. ساعات أو أيام وحيعيدوا وزن الأمور. السودان القديم ما في طريقة يستمر. ولا الوضع الانقلابي حينتج وضعا أفضل لينا وللجايين بعدنا. الحق ما بنتصر لأنو حق، لكن عشان عندو أدوات النصر. السكة طويلة. والثمن اتدفع مقدم. اتدفع دم”.

وكتب Athkar Yasir “حقن الدماء هو في تجريم استخدام الرصاص الحي وأن ترقى الأجهزة الأمنية لمستوى سلمية التعبير الشعبي عن الرأي. المشهد أن قوى تعبر عن رأيها وأخرى تقتل وهو ما يستوجب تفعيل القانون والمحاسبة إذا كان الهدف حقا حقن الدماء”.

وانتقد البعض حمدوك لتوقيعه الاتفاق مع البرهان، بينما دعا آخرون إلى الصبر والثقة في رئيس الوزراء.

واستنكر مدونون كذلك توقيع الاتفاق مع البرهان بعد سقوط ضحايا في المظاهرات التي خرجت احتجاجا على قرارات قائد الجيش. وكتب حساب باسم (Maaz ok) قائلا “وين حق الشهداء وما مصير البرهان وحميدتي بعد قتل الشهداء بتلك الوحشية الشنيعة؟ لن يهدأ لنا بال حتى نراهم يقدمون للعدالة لأن دماء الشعب السوداني غالية لا تذهب سدى. رجوع حمدوك لرئاسة الوزراء ما بخدر الشارع وثورتنا مستمرة”.

وأمس الأحد، رفع الجيش السوداني الإقامة الجبرية عن حمدوك عقب اتفاق معه للعودة إلى منصبه خلال الفترة الانتقالية، في حين تتواصل الاحتجاجات ضد قرارات سابقة للمكون العسكري.

وجاء الاتفاق بعد مرور نحو شهر على عزل حمدوك واعتقاله والعديد من أعضاء حكومته في تحرك اعتبره الجيش تصحيحا لمسار الثورة.

وقال حمدوك للجزيرة إن توقيعه على الاتفاق هدفه حقن دماء السودانيين، والحفاظ على مكتسبات العامين الماضيين، مشددا على أنه توافق مع قيادة الجيش على إجراء الانتخابات قبل يوليو/تموز 2023.

وأضاف أن الفكرة الأساسية في الحكومة المقبلة أنها حكومة تكنوقراط من كفاءات مستقلة، مؤكدا أنها ستركز على قضايا محدودة على رأسها التحول الديمقراطي.

وأردف قائلا “بناء الثقة بين الأطراف السودانية يحتاج إلى الوضوح والجدية ورحابة الصدر”، مشيرا إلى أنه تواصل مع طيف واسع من القوى السياسية أثناء وجوده قيد الإقامة الجبرية.

المصدر : الجزيرة مباشر