مشروع “عقل الدولة”.. هل يسعى السيسي لتجنب ثورة جديدة؟

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وإلى جانبه رئيس الوزارء المصري مصطفى مدبولي (يسار) ووزيرة التخطيط هالة السعيد

خلال المؤتمر السابع للشباب الخميس الماضي، كشف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عما أسماه “عقل الدولة” لحفظ بيانات المصريين.

السيسي أشار في كلمته إلى “مخازن بيانات عن المصريين موجودة في مكان سري تحت الأرض بعمق 14 مترا”.

السيسي قال إن هدف المشروع “تحسين الأداء الحكومي ورصد التغيرات الاجتماعية والشخصية التي تطرأ على المصريين”.

ولكن نشطاء وخبراء مصريون تساءلوا عن الهدف الحقيقي من المشروع، وهل له أهداف أمنية تتعلق بمنع ثورة شعبية جديدة على غرار 25 يناير 2011؟

تفاصيل “عقل الدولة”
  • أوضح السيسي أن هذا “العقل” هو مجمع لخوادم الأجهزة الحكومية ويمثل قاعدة شاملة للبيانات، يمكن من خلالها تحليل أحوال المصريين واتخاذ قرارات تخصهم باستخدام الذكاء الاصطناعي.
  • قال الرئيس المصري إن ما وصفه بـ”عقل الدولة” يخضع لتأمين مشدد، في منطقة لم يكشف عنها، بخلاف وجود عقل آخر تبادلي بنفس القدرات في مكان آخر بعيداً عنه.
  • أكد السيسي أن بيانات المواطنين “سيتم التعامل معها بسرية مناسبة ولا يمكن أبدًا أن تكشف إلا بأنساق أمنية مختلفة”، ولم يوضح ماهية القواعد، في ظل عدم إقرار البرلمان لقانون حماية البيانات الشخصية حتى اﻵن.
  • في مارس/ آذار الماضي 2019 تم الإعلان عن مناقصة إنشاء مركز بيانات العاصمة الإدارية، التي تقدمت لها ست شركات، من بينها شركتي هواوي الصينية، ونوكيا الفنلندية، حسبما نقلت صحيفة المال، ويعتقد أن هذا له علاقة بمشروع “عقل الدولة”.
  • كان مقررًا إعلان نتيجة تقييم العروض الفنية في مايو/ أيار الماضي، وأن يتم إعلان نتائج العروض المالية في أواخر يونيو/ حزيران، بحسب الموقع الرسمي لشركة العاصمة الإدارية، إلا أن أيًا من النتيجتين لم يتم إعلانه حتى الآن، بينما قال السيسي إنه سيبدأ العمل به نهاية العام المقبل 2020.
“عين النسر”

اعتبر نشطاء أن الهدف من المشروع أمني، لا بغرض تطوير أداء الحكومة كما قال السيسي. بعدما صرح الأخير أكثر من مرة أنه لن يسمح بتكرار ما حدث عام 2011، في إشارة لثورة يناير ضد نظام حسني مبارك.

  • السيسي قال إن تأخر الدولة المصرية أثر بالسلب على المواطن المصري وعلى تلبية احتياجاته بشكل أو بآخر، متابعا أن تأخر الدولة يمكن أن يمس الأمن القومي المصري، مضيفا “الدليل كان ما حدث عام 2011”.
  • السيسي: دولة بحجم مصر يحدث ما حدث فيها عام 2011 يؤكد أنه كان هناك مشكلة كبيرة في جميع قطاعات الدولة المصرية دفعت الشعب إلى التحرك بهذا الشكل لتغيير الواقع.
  • قال نشطاء إن هدف هذا العقل الإلكتروني السري تحت الأرض هو تحليل تحركات المصريين ورصد غضبهم بغرض التجسس عليهم على غرار فكرة الفيلم الامريكي Eagle Eye (عين النسر) الذي يقوم على التنصت ومراقبة تحركات الأفراد والتحكم في المستقبل.
  • تقوم فكرة الفيلم على قيام الحكومة الأمريكية بإنشاء منظومة تجسس إلكتروني عملاقة تسمى “عين النسر” وظيفتها التجسس على السكان عبر توثيق وتصوير وتسجيل كل ما يفعلونه في الشارع والبيت والعمل ومكالماتهم ورسائلهم القصيرة ومراقبة كل شيء على الإنترنت.
  • يري جمال غيطاس، رئيس قسم “تكنولوجيا المعلومات” بصحيفة الأهرام، عبر صفحته على فيسبوك أن “الهاجس الأمني والرقابي كان حاضرا وبشدة خلال تبني ذلك المشروع ربما بدرجة تفوق قدره الطبيعي المعقول والمطلوب في مشروعات حساسة من هذا النوع”.

خلفيات
  • أشاد السيسي حين كان وزيرا للدفاع بثورة يناير ووصفها بأنها “عظيمة جداً”، ولكنه هاجمها لاحقا في عدة مناسبات مختلفة.
  • في أبريل/ نيسان 2017 قال السيسي ضمنا إن الثورة “خدعة” وأن الوعي وقتها كان وعيا زائفا، وأن تحرك الناس جاء بناء على توصيف غير حقيقي لمشكلة مصر.
  • في ديسمبر/ كانون الأول 2015، ويناير/ كانون الثاني 2018 قال السيسي بشكل غير مباشر إن ثورة يناير لن تتكرر مرة أخرى وإنه لن يسمح بذلك.
  • في 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2018 انفعل السيسي خلال كلمته في ندوة للقوات المسلحة عند حديثه عن ثورة 25 يناير قائلا: “إن ما حدث في 2011 هو علاج خاطئ لتشخيص خاطئ”.
  • في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، عاد السيسي ليكرر هجومه على الثورة قائلا إنه “كان تحركا غير مدروس”، وإنه لن يصفها بالمؤامرة. وقال إن “التكلفة الإنسانية والمالية والأخلاقية التي دفعتها دول المنطقة التي شهدت صراعات وأزمات، أكبر بكثير مما لو كان استمر الوضع فيها دون تغيير”، وإن “الفراغ الذي سببه التغيير ملأه الأشرار”، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.
  • كشف المهندس يحيى حسين عبد الهادي، المتحدث باسم “الحركة المدنية”، والمعتقل حاليا، أنه جرى التحقيق معه بسبب مقال رفض فيه اعتبار السيسي الثورة “مؤامرة” أو علاجا خاطئا، ووجهت له تهم إهانة السيسي وتكدير السلم ونشر أخبار كاذبة.
المصدر : الجزيرة مباشر