جيروزاليم بوست: لهذه الأسباب يدعم القوميون الهندوس بقيادة مودي إسرائيل بشكل “غير مسبوق”

مودي كان أول رئيس وزراء للهند في تاريخها يزور إسرائيل
مودي كان أول رئيس وزراء للهند في تاريخها يزور إسرائيل (غيتي)

قالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إنه لم تمض سوى ساعات قلائل على عملية طوفان الأقصى، التي أطلقتها حركة “حماس” في السابع من أكتوبر/تشرين الماضي، إلا وسارع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي إلى حسابه على منصة “إكس”، أو تويتر سابقا، الذي يتابعه 94 مليون من أنصاره، للتعبير عن مساندته ودعمه لإسرائيل.

وغرد مودي حينها قائلا: “أصبت بصدمة شديدة نتيجة أخبار الهجمات الإرهابية في إسرائيل. مشاعرنا وصلاتنا مع الضحايا الأبرياء وعائلاتهم. نقف مساندين لإسرائيل في هذا الوقت الصعب”.

وذكرت الصحيفة في تقرير لها أن مودي ظل ملتزما بموقفه الداعم بقوة لإسرائيل منذ بداية الحرب. موقف وصفه سفير إسرائيل في الهند ناعور جيلون في مقابلة مع الصحيفة بأنه “غير مسبوق، إذ لم نر فيما مضى هذا المستوى من دعم الهند لإسرائيل”، كما أنه حدد للحكومة الهندية السياسة التي يجب أن تتبعها في التعامل مع الحرب في غزة.

وشملت هذه السياسة، حسبما قال جيلون ألا “تنتقد الحكومة الهندية إسرائيل أو تقدم مساعدات إنسانية لغزة”. كما أنها “تتحدث عن حل الدولتين وعن الحد من الخسائر في صفوف المدنيين، لكنها لا تحدد، كما يفعل كثيرون آخرون، الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين فقط”.

وعمل مودي منذ وصوله للسلطة في عام 2014 على دعم العلاقات مع إسرائيل، والخروج بها من دائرة القضية الفلسطينية، وكان أول رئيس وزراء في تاريخ الهند يزور إسرائيل في عام 2018.

منعت الحكومة الهندية المظاهرات المناصرة لفلسطين
منعت الحكومة الهندية المظاهرات المناصرة لفلسطين (جيتي)

انتقادات لدعم مودي لإسرائيل

وأشارت جيروزاليم بوست في تقريرها إلى أن هناك معارضة لسياسة مودي من قبل عدة أطراف، من بينها الأقلية المسلمة كبيرة العدد نسبيا في الهند، علاوة على حزب المؤتمر الذي حكم الهند لعقود طويلة، وكانت مواقفه داعمة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

ويرى قيادون في حزب المؤتمر الهندي وكتاب وأكاديميون هنود أن انحياز مودي المفرط تجاه إسرائيل يمكن أن يلحق الضرر بمصالح الهند، وبعلاقاتها مع  دول مؤثرة في الشرق الأوسط.

وسعت الخارجية الهندية إلى إيجاد قدر من التوازن مع استمارار انحياز مودي لإسرائيل، فأكد المتحدث باسهما آريندام باجاتشي في 12 أكتوبر الماضي على موقف الهند الثابت من ضرورة استئناف المباحثات المباشرة وصولا لدولة فلسطينية مستقلة.

وأوضحت جيروزاليم بوست في تقريرها أنه رغم هذه الانتقادات من قبل المعارضة، إلا أن تأييد مودي لإسرائيل يعكس موقف أغلبية القوميين الهندوس الذين يشكلون القاعدة الانتخابية لحزب “بهاراتيا جاناتا” الذي يتزعمه مودي.

وأوضح استطلاع للرأي أجري في الهند في نهاية شهر أكتوبر الماضي، تصاعد تأييد إسرائيل بين الهنود. إذ يرى قطاع منهم، خاصة الهندوس، أن هناك أرضية مشتركة تجمعهم مع إسرائيل، وهي التعرض لهجمات تنظمها جهات خارجية، وهي بالنسبة لهم الدولة العميقة في باكستان.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى سبب آخر يدفع غالبية القوميين الهندوس، وهم القوة التي يستند عليها مودي في الفوز بالانتخابات، إلى تأييد إسرائيل. إذ يشعرون إنهم في موقف شبيه بالإسرائيليين، فهم محاطون بالأعداء: الدول ذات الأغلبية المسلمة شرقا وغربا.

وقالت الصحيفة إن كثيرا من الهنود “ينظرون بإعجاب لإسرائيل نظرا لقدرتها على القتال والإزدهار، وهو شيء يتمنونه لأنفسهم ويريدون محاكاته”.

ومع ذلك، يعترف المسؤولون الإسرائيليون بأن هذا التصور لإسرائيل قد تعرض لضربة، ليس فقط في الهند ولكن في أماكن أخرى، نتيجة لعملية طوفان الأقصى، وأوضحت قدرتها على إلحاق خسائر فادحة في الجيش الإسرائيلي.

ومنعت حكومة مودي المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين بذريعة أنها تهدد السلم الاجتماعي والنظام العام، بما في ذلك مناطق ذات أغلبية مسلمة في أقليم كشمير.

ومع اقتراب موعد استحقاق انتخابي جديد في الهند، في 2024، يبدو مودي حريصا على إظهار تأييده الكامل لإسرائيل، ما يلقى ترحيبا واسعا بين أنصاره من القوميين الهندوس.

المصدر : جيروزاليم بوست