لمواجهة “تهديدات” إيران.. الولايات المتحدة تعلن تعزيز وجودها العسكري في مياه الخليج

المدمرة بالبحرية الأمريكية يو إس إس كيد تستعد لمرافقة ناقلة أمريكية إلى الخليج العربي (غيتي - أرشيفية)

أعلنت الولايات المتحدة، اليوم الجمعة، أنها ستتعزز وجودها العسكري في الخليج في ظل “تهديدات” إيرانية متزايدة لسفن في مياه المنطقة الغنية بالنفط.

ويأتي ذلك في أعقاب احتجاز طهران ناقلتي نفط في مياه الخليج، إحداهما كانت متجهة إلى الولايات المتحدة.

وأوضح الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي لصحفيين “ستقوم وزارة الدفاع بسلسلة من التحركات لتعزيز وضعية دفاعنا”، مشيرًا إلى أن “تفاصيل حول هذه التعزيزات ستصدر في الأيام المقبلة”.

وشدد كيربي على أن إيران قامت بأفعال من قبيل “المضايقة، مهاجمة، أو التدخل” مع 15 سفينة تجارية ترفع علم دول أجنبية خلال الأعوام الـ15 الماضية.

وأوضح الأسطول الأمريكي الخامس الذي يتخذ من البحرين مقرًا أنه “يعمل مع الحلفاء والشركاء في المنطقة على زيادة تبديل السفن والطائرات” التي تنفّذ دوريات مراقبة في مضيق هرمز.

وشهدت مياه الخليج سلسلة توترات في الأعوام الماضية، كان آخرها احتجاز الحرس الثوري الإيراني، في 3 من مايو/أيار الجاري، ناقلة نفط ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وفق ما أعلنت البحرية الأمريكية وطهران.

وكانت السفينة التي أبحرت من دبي، تعبر الخليج باتجاه ميناء الفجيرة في الإمارات عندما “هاجمتها” زوارق تابعة للحرس، وفق بيان للبحرية الأمريكية.

وكانت هذه العملية الثانية من نوعها في أقل من أسبوع، إذ أعلنت البحرية التابعة للجيش الإيراني في 27 أبريل/نيسان الماضي، احتجاز ناقلة نفط ترفع علم جزر مارشال في مياه الخليج، وذلك في أعقاب “اصطدامها” بسفينة إيرانية.

وأوضحت البحرية الأمريكية من جهتها أن هذه الناقلة احتجزت “أثناء عبورها في المياه الدولية في خليج عمان”، وهي كانت في طريقها إلى الولايات المتحدة.

وجدد كيربي اتهام إيران بتهديد حركة الملاحة في مياه الخليج.

كما أوضح “لقد رأينا تهديدات إيرانية متكررة، مصادرة بقوة السلاح وهجمات ضد من يقومون بأعمال شحن، ويمارسون حقوق الملاحة وحريتها في المياه الدولية والمياه الاستراتيجية للمنطقة”.

وشدد على أن واشنطن “لن تسمح لأي قوى أجنبية أو إقليمية بتهديد حرية الملاحة عبر الممرات المائية للشرق الأوسط بما يشمل مضيق هرمز” الذي تمرّ عبره خُمس صادرات النفط الدولية.

وخلال الأعوام الماضية، تبادلت واشنطن وطهران الاتهامات على خلفية سلسلة حوادث في مياه الخليج بما في ذلك هجمات على سفن وإسقاط طائرة مسيّرة ومصادرة ناقلات نفط.

ففي سبتمبر/أيلول 2022، احتجز أسطول تابع للبحرية الإيرانية سفينتَين عسكريتين أمريكيتَين دون ربان في البحر الأحمر لمدة وجيزة.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أفرج الحرس الثوري عن ناقلة فيتنامية بعد استعادة حمولتها من النفط العائد لإيران، إثر احتجازها لنحو أسبوعين على خلفية ما قال إنها كانت محاولة أمريكية لمصادرة هذه المادة.

ونفت واشنطن في حينه ذلك، مشيرة الى أن قواتها البحرية اكتفت بمراقبة قيام بحرية إيرانية بمصادرة ناقلة نفط، ونقلها إلى مياهها الإقليمية.

وكان تصدير النفط يعد من أبرز موارد إيران قبل عام 2018، حين انسحبت الولايات المتحدة أحاديًا من الاتفاق الدولي بشأن ملف طهران النووي، وأعادت فرض عقوبات قاسية عليها.

ويشكّل موضوع النفط نقطة تجاذب بين الجانبين، إذ تتهم واشنطن طهران بالتحايل على العقوبات لتصدير نفطها إلى دول مثل الصين وسوريا وفنزويلا.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات