السودان.. طرفا النزاع يتبادلان الاتهامات بخرق الهدنة والدعم السريع تعلن السيطرة على قيادة قوات الاحتياط بالخرطوم (فيديو)

نشرت قوات الدعم السريع، اليوم الثلاثاء، مقطعًا مصورًا لما قالت إنه لسيطرتها على مقر قيادة قوات الاحتياط في الخرطوم.

وأظهر الفيديو أفرادًا تابعين لقوات الدعم السريع وهم يحملون السلاح ويتجولون داخل المقر.

ولقي اتفاق وقف إطلاق النار المعلن لمدة 3 أيام في السودان التزامًا جزئيًّا في العاصمة الخرطوم، وسط تسارع عمليات إجلاء الرعايا الأجانب، بينما تبادل الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” الاتهامات بشأن خرق الهدنة الإنسانية المتفق عليها.

وبعد 10 أيام من بدء المعارك التي خلّفت 459 قتيلًا وأكثر من 4000 جريح بحسب الأمم المتحدة، استهدف الجيش، الثلاثاء، بالطائرات مواقع لقوات الدعم السريع في ضواحي الخرطوم، وردّت الأخيرة باستخدام أسلحة ثقيلة، وفق ما أفاد شهود عيان.

وفي وقت سابق اليوم، دخلت الهدنة بين الطرفين بوساطة سعودية أمريكية حيز التنفيذ بغرض “فتح ممرات إنسانية، وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين، وتمكينهم من قضاء احتياجاتهم والوصول إلى المستشفيات والمناطق الآمنة، وإجلاء البعثات الدبلوماسية”.

تبادل الاتهامات بخرق الهدنة

وقال الجيش السوداني إنه “رغم سريان الهدنة التي وافقت عليها القوات المسلحة فإننا نرصد الكثير من الخروق التي تقوم بها المليشيا المتمردة (الدعم السريع) منذ الساعات الأولى من صباح اليوم”.

وأشار الجيش إلى “استمرار التحركات العسكرية للمتمردين داخل العاصمة وخارجها، ومحاولة احتلال مواقع وتقييد تحركات المواطنين، وحركة مكثفة بمجموعات السيطرة على مصفاة الجيلي شمالي الخرطوم”.

وتحدث البيان عن “رصد تحركات أرتال عسكرية نحو العاصمة متجهة من غربي السودان، وذلك لتنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق في الخرطوم (وسط)”.

وشدد الجيش على أنه “رغم الالتزام بالهدنة فإنه يحتفظ بحقه كاملًا في التعامل مع هذه الخروق الخطيرة، ومحاولات المليشيا المتمردة استغلالها لإنقاذ موقفها العملياتي المتدهور”، على حد تعبير البيان.

 

من جهتها، قالت قوات الدعم السريع في بيان، الثلاثاء، إن “قيادة القوات المسلحة لا تزال ومن خلفها كتائب النظام البائد (نظام الرئيس عمر البشير) تمارس خروقها المستمرة للهدنة المعلنة”.

واتهمت الجيش السوداني بـ”مهاجمة ارتكاز قوات الدعم السريع بالقصر الجمهوري في الخرطوم بالمدافع، وهو تصرّف يتنافى مع شروط الهدنة الإنسانية التي خُصصت لفتح ممرات آمنة”.

وتحدث البيان عن “عمليات قصف مدفعي عشوائي يعرّض حياة المواطنين والمقيمين من رعايا الدول الشقيقة والصديقة للخطر، كما أنه يعيق تنفيذ الهدنة”.

ومنذ 15 أبريل/نيسان الجاري، تستمر في عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، راح ضحيتها مئات بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.

في الأثناء، أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها من خطر بيولوجي “هائل”، بعد أن استولى أحد الطرفين المتقاتلين على “المختبر المركزي للصحة العامة” في العاصمة الذي يحتوي على عينات مسبّبة لأمراض الحصبة والكوليرا وشلل الأطفال.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات