سنوات من الصراع.. تسلسل زمني للأحداث التي سبقت الاشتباكات في السودان

تصاعد الدخان في مدينة الخرطوم إثر اشتباكات بين الجيش والدعم السريع (الأناضول)

تشهد مدن سودانية بما فيها العاصمة الخرطوم، لليوم الثالث على التوالي، اشتباكات مسلحة متواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع في 9 ولايات مع توقعات باستمرار القتال أيامًا عدة، في ظل تضارب بشأن السيطرة على الأرض.

وأسفرت الاشتباكات عن مقتل عشرات حتى الآن، بينهم 3 من موظفي برنامج الغذاء العالمي، الذي أعلن تعليق أعماله في السودان.

وقد سبق الأحداث الجارية تسلسل للاضطرابات السياسية في السودان في السنوات الماضية بدأ في:

19 ديسمبر/كانون الأول 2018: احتجاج المئات في مدينة عطبرة الشمالية على ارتفاع أسعار الخبز. وسرعان ما انتشرت المظاهرات المدفوعة بأزمة اقتصادية أوسع إلى الخرطوم ومدن أخرى. ردت عليها قوات الأمن بالغاز المسيل للدموع وإطلاق النار.

6 أبريل/نيسان 2019: بدأ مئات الآلاف من المتظاهرين اعتصاما أمام مقر الجيش في الخرطوم. وبعد 5 أيام، أطاح الجيش بالرئيس عمر البشير واحتجزه، فيما واصل المتظاهرون الاعتصام للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين.

3 يونيو/حزيران 2019: داهمت قوات الأمن الاعتصام أمام مقر الجيش، وقال مسعفون إن “أكثر من 100 شخص قتلوا في المداهمة”.

السودان مظاهرات 14 مارس
السودان يشهد مظاهرات بشكل شبه يومي للمطالبة بالحكم المدني الديمقراطي (الفرنسية)

17 أغسطس/آب 2019: وقعت قوى مدنية مؤيدة للانتفاضة اتفاقا لتقاسم السلطة مع الجيش خلال فترة انتقالية تفضي إلى انتخابات. وتم تعيين عبد الله حمدوك الاقتصادي والمسؤول السابق في الأمم المتحدة على رأس الحكومة في وقت لاحق من الشهر.

31 أغسطس/آب 2020: توصلت السلطات الانتقالية إلى اتفاق سلام مع بعض الجماعات المتمردة من إقليم دارفور المضطرب غربي البلاد ومن المناطق الجنوبية في جنوب كردفان والنيل الأزرق، لكن مجموعتين رئيسيتين ترفضان الاتفاق.

23 أكتوبر/تشرين الأول 2020: انضم السودان إلى دول عربية أخرى في الموافقة على اتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة. وبعد أقل من شهرين، رفعت الولايات المتحدة اسم السودان من قائمتها للدول الراعية للإرهاب.

30 يونيو/حزيران 2021: نال السودان الموافقة لإعفائه مما لا يقل عن 56 مليار دولار من الديون الخارجية بعد إجراء إصلاحات اقتصادية تحت إشراف صندوق النقد الدولي.

25 أكتوبر/تشرين الأول 2021: اعتقلت قوات الأمن حمدوك والعديد من القيادات المدنية في مداهمات قبل الفجر، بعد رفضهم قرارات اتخذها قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

وأعلن البرهان عبر التلفزيون الرسمي حالة الطوارئ بعد حل السلطات الانتقالية وإقالة عدد كبير من أعضاء الحكومة والأعضاء المدنيين في مجلس السيادة المسؤول عن قيادة المرحلة الانتقالية.

رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان (AFP)

ضغط دولي

وعلّقت واشنطن مساعدات بقيمة 700 مليون دولار للسودان، كما علّق الاتحاد الأفريقي مشاركة السودان في كل نشاطاته وأوقف البنك الدولي مساعداته ودعا مجلس الأمن الدولي إلى إعادة تشكيل “حكومة انتقالية يقودها مدنيون”، وهو مطلب أعلنه أيضا الرئيس الأمريكي جو بايدن.

في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2021: شكل البرهان مجلس سيادة انتقاليا جديدا استبعد منه 4 ممثلين لقوى الحرية والتغيير واحتفظ بمنصبه رئيسا للمجلس، كما احتفظ الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوة الدعم السريع بمنصبه نائبا لرئيس المجلس.

21 نوفمبر/تشرين الثاني 2021: بعد خروج مسيرات حاشدة عدة احتجاجا على قرارات البرهان، أعلن القادة العسكريون وحمدوك عن اتفاق لإعادة تعيينه رئيسا للوزراء. وقال حمدوك إنه عاد لمنع المزيد من إراقة الدماء وحماية الإصلاحات الاقتصادية، لكنه استقال بعد أقل من شهرين مع استمرار الاحتجاجات التي سقط فيها مزيد من القتلى.

في 8 يونيو/حزيران 2022: انطلقت محادثات برعاية الأمم المتحدة قاطعتها الأطراف المدنية الرئيسية ولا سيما قوى الحرية والتغيير، العمود الفقري للحكومة المدنية المقالة إثر قرارات البرهان، التي وضعت كشرط مسبق إنهاء القمع وإطلاق سراح السجناء السياسيين.

في 11 يونيو/حزيران 2022: أرجئت الجولة الثانية من المحادثات إلى أجل غير مسمى.

أزمة إنسانية خطيرة

16 يونيو/حزيران 2022: قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن أكثر من ثلث سكان السودان يواجهون انعداما حادا في الأمن الغذائي بسبب عوامل منها الأزمات الاقتصادية والسياسية والظروف المناخية والصراعات.

في 12 سبتمبر/أيلول 2022: أعلنت الأمم المتحدة ومنظمة “أنقذوا الأطفال” (Save the Children) أن نحو سبعة ملايين طفل سوداني محروم من التعليم وأن نحو 12 مليون طفل يواجهون خطر الانقطاع عن التعليم.

ويلامس التضخم شهريًا نسبة 200% وقيمة العملة تتراجع وسعر الخبز ازداد عشرة أضعاف منذ إجراءات البرهان.

أطفال السودان يعانون (رويترز)

مفاوضات غير مباشرة

في 18 أكتوبر 2022: أعلن زعيم “قوى الحرية والتغيير” خالد عمر يوسف أن مفاوضات غير مباشرة جارية مع الجيش.

وفي 19 و20 أكتوبر 2022: أدّت مواجهات قبلية في ولاية النيل الأزرق بجنوب السودان إلى سقوط 250 قتيلًا. واعتبر خبراء أن الفراغ الأمني الذي أحدثته إجراءات البرهان شجع على تجدد العنف القبلي.

25 أكتوبر/تشرين الأول 2022: خرجت حشود ضخمة إلى شوارع السودان في الذكرى الأولى لقرارات البرهان، في واحدة من أكبر المسيرات ضمن حملة المظاهرات المناهضة للجيش.

وفي الخرطوم، واجه المتظاهرون الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت فيما سقط مدني قتيلا في مدينة أم درمان المجاورة، وهي حالة الوفاة رقم 119 خلال الاحتجاجات، بحسب مسعفين.

مظاهرات مناهضة للحكم العسكري في العاصمة السودانية الخرطوم (الأناضول)

محاولة إنهاء الأزمة

في 5 ديسمبر/كانون الأول 2022: وقع البرهان وحميدتي، والعديد من القادة المدنيين وخصوصا من قوى الحرية والتغيير، اتفاقا لإنهاء الأزمة.

وقالت قوى الحرية والتغيير، وهي فصيل مدني رئيسي كانت إجراءات البرهان قد أطاحت به، إن الاتفاق الاطاري يمهد الطريق لتشكيل سلطة مدنية انتقالية.

تم التوقيع في حضور المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس ومحمد بلعيش سفير الاتحاد الأفريقي لدى الخرطوم.

5 أبريل/نيسان 2023: تأجيل توقيع الاتفاق النهائي للمرحلة الانتقالية للمرة الثانية وسط خلافات حول ما إذا كان سيخضع الجيش لإشراف مدني وحول خطط دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة.

الجيش السوداني وأحزاب مدنية يوقعون اتفاقا إطاريا لمرحلة انتقال سياسي جديدة (AFP)

13 أبريل/نيسان 2023: قال الجيش السوداني إن تعبئة قوات الدعم السريع تنطوي على خطر حدوث مواجهة. وبعد يومين، اندلعت اشتباكات بين الجانبين في الخرطوم ومدن أخرى.

15 أبريل/نيسان 2023: أعلنت قوات الدعم السريع الموالية لحميدتي سيطرتها على مطار الخرطوم الدولي والقصر الجمهوري إثر اندلاع اشتباكات بينها وبين قوات الجيش. وسمع في الخرطوم دوي قوي لانفجارات واطلاق نار قبل أن تتهم قوات الدعم السريع في بيان الجيش بمهاجمة معسكراتها.

ومن السبت إلى الاثنين، تتواصل الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، وأحصت لجنة أطباء السودان المركزية المستقلة مقتل 97 مدنيا خلال المواجهات أكثر من نصفهم في الخرطوم وضواحيها. فيما لقي عشرات الجنود وعناصر القوات شبه العسكرية حتفهم. كذلك سجلت اللجنة جرح نحو 600 شخص.

من جهة أخرى قتل 3 عاملين في برنامج الأغذية العالمي بإقليم دافور غربي السودان، أول أمس السبت، حسبما أعلن الممثل الخاص للأمم المتحدة للسودان فولكر بيرتس الذي “أدان بشدة الهجوم على موظفي الأمم المتحدة” ومنشآت المنظمات الإنسانية في دارفور.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات