التيار الديمقراطي في تونس: يوما ما سيُحاكم قيس سعيّد بنفس اتهاماته للمعارضين (فيديو)

وجه الأمين العام للتيار الديمقراطي التونسي نبيل حجي رسالة إلى الرئيس التونسي قيس سعيّد وأنصاره، قال فيها إن السلطة “لا تدوم لأحد، ولن تدوم لسعيّد، ويومًا ما سيحال سعيد على المحاكم وستكون محاكم عادلة بنفس التهم التي يوجهها اليوم للمعارضين”.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي، اليوم الخميس، لأحزاب تنسيقية القوى الديمقراطية المعارضة بشأن حملة الاعتقالات السياسية الأخيرة “نعيش في حلقة في مسلسل بعنوان (كيف تُرسي الاستبداد في تونس؟)، أتحدث عن الاستبداد وليس الدكتاتورية، لأن الدكتاتورية صدرت بنص قانوني يوم 22 سبتمبر/ أيلول 2021، وأعطى سعيد لنفسه جميع الصلاحيات والسلطات”.

“عندما رُفع الغطاء”

وأشار إلى أنه في البداية “كان التهليل والتعاطف الشعبي مع الرئيس، لكن شيئًا فشيئًا عندما رُفع الغطاء، أصبح يواجه تذمّرًا شعبيًّا نتيجة الفشل الاقتصادي والاجتماعي”، وهو ما أكده فشل الانتخابات الأخيرة، وفقًا لحجي.

وسرد حجي خطوات سعيد بما أسماه “دليل إجراءات إرساء الدكتاتورية” وقال “بدأ بضرب مؤسسات الدولة، مثل مجلس النواب والمجلس الأعلى للقضاء وهيئة مكافحة الفساد، ثم انطلق في تشويه السياسيين ونعتهم بكل النعوت”.

واستطرد “ثم وهو طريق كل الاستبداد، وضع يده على القضاء، وذلك بعد حل المجلس الأعلى للقضاء، وإعفاء أكثر من 50 قاضيًا، ثم عدم الامتثال لقرار المحكمة الإدارية لإرجاعهم في مناصبهم، بل تجاوز ذلك بتهديدهم في خطاب رسمي لرئيس الجمهورية، على أن مَن يتجرأ على تبرئتهم فهو شريك لهم”، وهو ما تلقّفه القضاة باعتباره تهديدًا.

تونس تعيش أزمة اقتصادية وسياسية حادة منذ 25 يوليو 2021، حين بدأ سعيد فرض إجراءات استثنائية منها حل مجلس القضاء والبرلمان (غيتي)

القضاء ثم الإعلام فالمجتمع المدني

وتابع “وبعد القضاء، اتجه سعيد للسيطرة على الإعلام والأصوات الصحفية، واستهدف بالمرسوم رقم 54 حبس الصحفيين المعارضين، وعلى سبيل المثال نقيب الصحفيين شخصيًّا تُلفَّق له تهمة لأنه حضر تظاهرة مدنية في شارع بورقيبة”.

وأضاف “وبعد الإعلام مَن يمكن أن يعارض سعيد أو يكون حجر عثرة في طريق استبداده؟ النقابات، لذلك فإن عددا كبيرا من النقابيين اليوم متهمون بقضايا، أكثر من 40 معلما ومعلمة ملاحقين لأنهم قاموا بوقفة مساندة لأحد زملائهم”.

ثم استهدف مجتمعات المجتمع المدني، وفقًا لحجي، فإن العديد من المدونين والناشطين من الشباب أصبحت تُلفَّق لهم التهم بسبب تدوينات عادية.

“بلاد قيس سعيّد”

واعتبر حجي أن سعيّد ليس فاشلًا في الاقتصاد والسياسة فقط، بل فاشلًا أيضًا في تلفيق التهم وقال “في البداية كانت التهم تبييض أموال، وعندما لم يجدوا أي دليل على تبييض الأموال لتلفيقها، أصبحت التهمة تآمر على أمن الدولة وإرهاب وغيرها”.

وقال الأمين العام للتيار الديمقراطي “نحن الآن لا نعيش في تونس، بل نعيش في بلاد قيس سعيّد”، مضيفًا “مع سعيّد لا يتكلم أحد ولا يعترض أحد، ولا أحد يبدي رأيه”.

المصدر : الجزيرة مباشر