لقاء فلسطيني إسرائيلي في الأردن “لبحث التهدئة” في الأراضي المحتلة.. وفصائل المقاومة ترفض مشاركة السلطة

مشيعون في جنازة شهداء نابلس الذين قضوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي (رويترز)

تستضيف مدينة العقبة جنوبي الأردن، اليوم الأحد، اجتماعا فلسطينيا إسرائيليا سياسيا أمنيا، لمناقشة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وفق ما أعلنه تلفزيون “المملكة” الحكومي، نقلا عن مصدر وصفه بـ”المطلع”، في حين أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية رفضها مشاركة السلطة في الاجتماع.

وأشار المصدر ذاته، بحسب التلفزيون الأردني، إلى أن “الاجتماع بتنسيق كامل مع الفلسطينيين في ضوء خطورة الأوضاع من أجل وقف التدهور”.

وأوضح المصدر نفسه أن الاجتماع يأتي “استكمالا للجهود المكثفة التي يقوم بها الأردن بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية وبقية الأطراف، لوقف الإجراءات الأحادية والتصعيد الأمني الذي يهدد بتفجير دوامات كبيرة من العنف، إضافة إلى الوصول لإجراءات أمنية واقتصادية تخفف من معاناة الشعب الفلسطيني”.

ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر رسمي أردني -فضّل عدم الكشف عن هويته- قوله إن “الاجتماع الذي يُعقد في العقبة بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة ومصر يأتي في سياق الجهود المبذولة للوصول الى فترة تهدئة وإجراءات لبناء الثقة وصولا إلى انخراط سياسي أشمل بين الجانبين”.

وأوضح المصدر أن الاجتماع هو الأول بين الفلسطينيين والإسرائيليين بمشاركة إقليمية ودولية منذ سنوات، وأن انعقاده يمثل “خطوة ضرورية للوصول إلى تفاهمات فلسطينية إسرائيلية توقف التدهور”.

وقالت حركة فتح إن قرار المشاركة في اجتماع العقبة ينبع من “مصلحة الشعب الفلسطيني وأهمية وقف المجازر”، مشددة على وجوب “اتخاذ مواقف صعبة وتحمّل المسؤولية مع تفهّم رفض بعض القوى للقاء”.

ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول أمني قوله إن رونين بار رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) سيشارك في الاجتماع.

والأربعاء الماضي، استُشهد 11 فلسطينيا بينهم فتى، وأصيب أكثر من 80 بجروح بالرصاص الحي في عملية نفّذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس بشمالي الضفة الغربية المحتلة.

ومنذ مطلع العام الجاري، استُشهد 61 فلسطينيا بينهم مقاومون ومدنيون بعضهم قصّر، بينما قُتل 10 إسرائيليين في عمليات للمقاومة الفلسطينية وفق تعداد يستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.

وفي 24 يناير/كانون الثاني، عقد عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عمّان، أكد خلاله “ضرورة الالتزام بالتهدئة ووقف أعمال العنف لفتح المجال أمام أفق سياسي لعملية السلام”، داعيا إلى “وقف أي إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام”.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد التقى الرئيس الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة نهاية يناير الماضي، في ختام جولة دبلوماسية سعى فيها إلى نزع فتيل التوتر، بينما مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل متوقفة منذ عام 2014.

فصائل المقاومة ترفض

وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) “رفضها مشاركة السلطة في اجتماع العقبة الذي يُمثل غطاء للاحتلال لارتكاب الجرائم ضد شعبنا، وعليها عدم الارتهان للوعود الأمريكية والصهيونية التي ثبت فشلها”.

وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع “شعبنا ليس أمامه سوى خيار المقاومة وتصعيدها، وعلى السلطة الانحياز إلى شعبها والتوقف عن ملاحقة المقاومين بالضفة”، وفق تعبيره.

ودعا “حزب الشعب” و”الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” في بيان مشترك إلى “عدم المشاركة الفلسطينية وإلغاء الاجتماع المقرر في الأردن”، كما طالبا بـ”عقد اجتماع فوري للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من أجل تقييم نتائج التحركات الفلسطينية السابقة، واتخاذ قرار بعدم المشاركة في قمة العقبة”.

وقالا إن “الهدف الأساسي لإسرائيل والإدارة الأمريكية هو إجهاض الموقف الفلسطيني الذي تضمّن وقف التنسيق الأمني”.

بدوره، دعا صالح رأفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) القيادة إلى “عدم المشاركة في قمة العقبة”، وقال “لا يمكن التوصل لأي تفاهمات مع الحكومة الإسرائيلية”.

وطالبت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، السلطة الفلسطينية “بعدم المشاركة في اجتماع العقبة، وبعدم العودة إلى التنسيق الأمني”.

وحذرت “من خطورة الضغوط الأمريكية والإسرائيلية التي تمارَس لجر الفلسطينيين إلى صراعات داخلية”.

كما حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين “من تبِعات لقاء العقبة”، ودعت السلطة إلى مقاطعته.

وقالت إن “الاجتماع (مع الجانب الإسرائيلي) في وقت يصعّد فيه العدو مجازره ضد أبناء شعبنا، ما هو إلا غطاء سياسي لهذه المجازر”.

كما عقد مسلحون من مختلف الفصائل الفلسطينية مؤتمرا صحفيا في مدينة جنين شمالي الضفة، عبّروا فيه عن رفضهم انعقاد “قمة العقبة”.

وقالوا “السلطة الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير وقعت في الفخ الأمريكي مرة أخرى، وقدّمت خدمة مجانية للاحتلال، والمشاركة في هذا اللقاء يأتي في الاتجاه المعاكس للإجماع الوطني لشعبنا”.

ومنذ أبريل/نيسان 2014، توقفت المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي جراء رفض تل أبيب وقف الاستيطان وإطلاق سراح أسرى قدامى، بالإضافة إلى تنصلها من مبدأ حل الدولتين.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات