فلسطين تطالب مجلس الأمن بتوفير حماية دولية.. وإدانات عربية وإسلامية لاقتحام نابلس

نابلس شهداء تشييع
مئات الفلسطينيين يشيعون جثامين عدد من الشهداء في نابلس (الفرنسية)

طلبت فلسطين عقد اجتماعات طارئة لكل من مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، لتوفير “الحماية الدولية” للشعب الفلسطيني، وسط إدانات عربية وإسلامية لاقتحام الاحتلال الإسرائيلي لمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، صباح الأربعاء، واستشهاد 11 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 100 آخرين.

وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في بيان إن بلاده “تقدمت بطلب لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لإدانة ما ترتكبه إسرائيل من جرائم بحق الفلسطينيين، وآخرها مجزرة نابلس وبقية المجازر المستمرة، وطلب توفير الحماية الدولية”.

كما طلبت فلسطين اجتماعًا طارئ لمجلس الجامعة العربية (22 دولة) على مستوى المندوبين، واجتماعًا طارئًا لمنظمة التعاون الإسلامي (57 دولة) “بهدف الإدانة الجماعية والفردية من قبل الدول لمجازر الاحتلال بالإضافة إلى طلب الحماية الدولية”.

وكتب حسين الشيخ، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، على تويتر أن القيادة الفلسطينية قررت التوجه إلى مجلس الأمن الدولي “لطلب الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني في ظل استمرار جرائم الاحتلال”.

كما طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الاتحاد الأوربي “بوقف سياسة المعايير المزدوجة التي تشجع إسرائيل على مواصلة عدوانها، واتخاذ إجراءات عقابية بحق إسرائيل لوقف انتهاكاتها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في فلسطين”.

ودعا اشتية دول الاتحاد، خلال استقباله وفدًا من البرلمان الأوربي “إلى الاعتراف بدولة فلسطين، في تكريس لحل الدولتين المنسجم مع القانون الدولي والمواقف التاريخية للاتحاد ودوله”.

وأصدرت الفصائل الفلسطينية بيانات منفصلة تندد بـ”الجريمة” الإسرائيلية في نابلس، وتدعو إلى تصعيد المواجهة معها في الساحات الفلسطينية كافة.

وأدانت دول عربية وإسلامية اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس، وأعربت دولة قطر عن “إدانتها واستنكارها الشديدين لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس بالضفة الغربية”.

وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان إن اقتحام قوات الاحتلال لنابلس يعد “امتدادًا لجرائمها المتواصلة والممنهجة بحق الشعب الفلسطيني، وانتهاكها الصارخ لقرارات الشرعية الدولية”.

وحذّرت الوزارة “من تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء التصعيد الإسرائيلي، كما حثت المجتمع الدولي على التحرك العاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الشقيق، ومساءلة إسرائيل عن جرائمها المروعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وجددت الوزارة “التأكيد على موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية”.

كما أعربت السعودية عن “إدانتها واستنكارها الشديدين، لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس الفلسطينية، مما أدى إلى سقوط ضحايا وإصابة آخرين”.

وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان “رفض المملكة التام لما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات خطيرة للقانون الدولي، مشددةً على مطالبتها للمجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء الاحتلال ووقف التصعيد والاعتداءات الإسرائيلية، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين”.

كما أدانت مصر اقتحام الاحتلال لمدينة نابلس، وأعربت عن “قلقها البالغ تجاه التصعيد المستمر والخطير الذي تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة مؤخرًا، والذي يزيد الأوضاع تعقيدًا وتأزمًا كل يوم”.

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن الاقتحام “يقوض من جهود تحقيق التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ويؤثر على فرص إعادة إحياء عملية السلام على أساس مقررات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين”.

وأدان الأردن “استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية المحتلة والاعتداءات المتكررة عليها، وآخرها العدوان على مدينة نابلس”.

واستنكرت وزارة الخارجية الأردنية في بيان “مواصلة إسرائيل لحملاتها العسكرية”، وطالبت بضرورة “وقف هذه الحملات والعمل الفوري على وقف التصعيد تجنبًا للمزيد من التدهور ووقف أسبابه”.

وحذّر البيان “من انعكاسات هذا التدهور على الجميع”.

ودعا إلى “ضرورة إيجاد أفق سياسي حقيقي يحول دون استمرار دوامة العنف ويوقف التدهور، ويؤدي إلى استئناف المفاوضات وصولاً لحل الصراع على أساس حل الدولتين”.

وأدانت الكويت بشدة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس الفلسطينية، وأكدت وزارة الخارجية في بيان أن “هذه الجريمة النكراء تعد انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية واستمرارًا لسلسلة الجرائم التي تقوم بها قوات الاحتلال”.

ودعت الوزارة “المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والتحرك الفوري لوقف تلك الاعتداءات السافرة، والعمل على توفير الحماية القانونية اللازمة للشعب الفلسطيني الشقيق وفق ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي”.

وأدانت جامعة الدول العربية “المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال” في مدينة نابلس، “التي تأتي في سياق التصعيد الإسرائيلي المستمر ضد أبناء الشعب الفلسطيني”.

وأكد الدكتور سعيد أبو علي الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة أن “هذه الجريمة وغيرها من الجرائم تعد تحديًا سافرًا لإرادة المجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وكذلك القوانين والمواثيق الدولية”.

وطالب “المجتمع الدولي بضرورة وضع حد عاجل وفوري لهذه الجرائم، ومساءلة سلطات الاحتلال عنها، طبقًا لمبادئ القانون الدولي وأحكامه، وتوفير نظام الحماية الدولية لأبناء الشعب الفلسطيني”.

كما أعرب جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عن “إدانته واستنكاره” لاقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس.

وأكد البديوي موقف المجلس “الثابت والرافض لجميع الانتهاكات الممنهجة التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تعد انتهاكًا صارخًا لقرارات الشرعية الدولية، داعيًا المجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات في حق الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين”.

وأدان البرلمان العربي “بأشد العبارات الجريمة النكراء التي ارتكبها الاحتلال اليوم بعدوانه على مدينة نابلس الفلسطينية الذي أسفر عن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى”.

وحمّل البرلمان في بيان “حكومة الاحتلال مسؤولية التصعيد الخطير الذي يدفع المنطقة نحو تفجر الأوضاع في تحد سافر لإرادة المجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية”.

وحث البرلمان العربي “المجتمع الدولي على التدخل الفوري لوقف هذه الجرائم، وتوفير نظام حماية دولية للشعب الفلسطيني ووضع حد عاجل وفوري لهذه الجرائم، كما طالب الإدارة الأمريكية بالضغط على حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة وإجبارها على وقف عدوانها المستمر وإجراءاتها المدمرة بحق الشعب الفلسطيني”.

كما أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن “إدانتها الشديدة للمجزرة الجديدة التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس”.

وقالت في بيان إن “الجريمة النكراء تشكل امتدادًا لسجل الجرائم وإرهاب الدولة المنظم الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني”.

وحمّلت المنظمة الاحتلال “المسؤولية المباشرة عن تداعيات هذه الجريمة النكراء التي تستدعي التحقيق والمساءلة، ودعت، في الوقت نفسه، مجلس الأمن الدولي إلى تحمل المسؤولية وإنفاذ قراراته ذات الصلة ووضع حد لهذا الإرهاب الإسرائيلي المتواصل وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني”.

وفي أنقرة، أدان رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب اقتحام الاحتلال لمدينة نابلس، وكتب عبر حسابه على تويتر إن “قوات الأمن الإسرائيلية أضافت اعتداءً آخر إلى اعتداءاتها غير القانونية في الضفة الغربية”.

ووفق بيان سابق لوزارة الصحة الفلسطينية، تعد بداية العام الجاري هي الأكثر دموية في الضفة الغربية المحتلة منذ 2000، إذ لم يتم تسجيل هذا العدد من الشهداء الفلسطينيين (61 شهيدًا) خلال الشهرين الأولين في الأعوام الـ22 الماضية.

المصدر : وكالات