تصريحات متبادلة بين حميدتي والبرهان.. ماذا يجري في السودان؟ (فيديو)

تتسارع التطورات في السودان يوما بعد يوم، مع قرب الوصول إلى صيغة نهائية لاتفاق سياسي يقود المرحلة الانتقالية والتحول الديمقراطي في البلاد.

والملفت للانتباه خروج تصريحات متتالية من قيادات المكون العسكري، وتحديدًا قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، ونائبه الفريق أول محمد حمدان حميدتي قائد قوات الدعم السريع.

وبدت التصريحات لمتابعين، متقاربة حينًا ومتعارضة في أحايين أخرى، بعضها يمثل موقفًا موحدًا للمكون العسكري وآخر يكشف تباين الرؤى بين الرجلين.

ويشهد الموقف من الاتفاق الإطاري، مساحات توافق ونقاط اختلاف بين البرهان وحميدتي، فالبرهان يريد توسيع المشاركة في الاتفاق ويلمّح إلى تعنّت القوى الموقعة عليه، وقد وسعى لعقد لقاءات بينها وبين أطراف أخرى لم تسفر عن نتيجة ملموسة.

وعبّر عن موقف البرهان بوضوح أكبر، عضو مجلس السيادة شمس الدين كباشي الذي صرح مطلع الشهر الجاري بأن الجيش لن يمضيَ في الاتفاق الإطاري من دون توافق سياسي، وأن القوى الموقعة ليست كافية لحل الأزمة السياسية بالبلاد، وأن الجيش لن يحميَ دستورًا غير متوافق عليه.

الموقف من إجراءات 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 التي بموجبها تم حل مجلسي السيادة والوزراء وتجميد الوثيقة الدستورية، أصبح من أكثر أوجه الاختلاف بين البرهان وحميدتي.

فبينما كرر البرهان مرارًا أن تلك الإجراءات كانت ضرورة لإنقاذ البلاد وتصحيح مسار الثورة، خرج حميدتي أمس بتصريحات مثيرة للجدل وصف فيها إجراءات 25 أكتوبر بأنها انقلاب، وأضاف أنه عرف منذ اليوم الأول أن ما جرى لن يكون مخرجًا من حالة الاحتقان السياسي وسيكون بوابة لعودة النظام البائد، على حد تعبيره.

وكان البرهان قد أكد في الخامس من فبراير/ شباط الجاري أن القوات المسلحة وقعت الاتفاق الإطاري على ألا يقصي الآخرين، وأشار إلى أن هناك من يعتقد أن المكون العسكري بصدد التنصل من الاتفاق الإطاري لكنه أوضح أن الجيش يسعى لتوافق السودانيين لإخراج البلاد من وضعها الراهن.

أما حميدتي، فقد جدد التزامه بالاتفاق الإطاري، مشيرًا إلى أن “الاتفاق حزمة واحدة يجب أن تنفذ كلها دون تجزئة”، حسب تعبيره. وقال حميدتي إن الاتفاق الإطاري هو المخرج من الأزمة الراهنة وإنه الأساس الوحيد لحل سياسي منصف وعادل في السودان.

غير أن أكثر النقاط التي تثير جدلًا بين المتابعين هي دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني.

وفي كلمته أمس، أكد حميدتي أن قوات الدعم السريع ملتزمة بما ورد في الاتفاق الإطاري بخصوص مبدأ الجيش الواحد والدمج في القوات المسلحة مؤكدًا التزامه بمبدأ جيش واحد متطور وبعيد عن السياسة والاقتصاد.

وجاءت إشارة حميدتي بعد أيام من تصريح ملفت للبرهان قال فيه إن دعم الجيش للاتفاق الإطاري السياسي مرهون بتنفيذ بند دمج قوات الدعم السريع داخل الجيش، على حد تعبيره.

نقاط الاتفاق والاختلاف بين البرهان وحميدتي بشأن ملفات أساسية فيما يخص الفترة الانتقالية والتحول الديمقراطي، لا تمثل الرجلين وحدهما -حسب متابعين- بل إن لكل منهما داعمين دوليين وإقليميين يراهنون على هذه الرؤية أو تلك، فضلًا عن قوى سياسية مدنية تتفق مع البرهان، وأخرى تتفق مع ما ذهب إليه حميدتي.

 

ويخشى السودانيون من أن تتحول اختلافات وجهات النظر بين رئيس مجلس السيادة ونائبه إلى خلافات تظهر إلى العلن حينًا، وتبقى في الغرف المغلقة أحيانا أخرى.

المصدر : الجزيرة مباشر