موظفة إغاثة ألمانية: التنازل عن نصف المساعدات شرط النظام للوصول إلى ضحايا الزلزال بالشمال السوري (فيديو)

كشفت موظفة إغاثة ألمانية أن السلطات السورية في مناطق النظام تستحوذ على نصف المساعدات الخارجية قبل وصولها إلى مناطق المعارضة الأكثر تضررا من الزلزال المدمر، على حد قولها.

ورصدت الموظفة في منظمة الإغاثة الكردية تحت اسم الهلال الأحمر، قطع الطريق على قافلة تحمل المساعدات إلى الشمال السوري.

وقالت فيبا أومان في مقطع فيديو التقطته، إن القافلة كانت في طريقها لإيصال المساعدات الإغاثية إلى حلب في المنطقة التي ضربها زلزال 6 فبراير/ شباط المدمر.

وأضافت أن سلطات الحكومة السورية أوقفت القافلة على بعد 50 كيلومترا من مدينة حلب، ولم تسمح لسيارات المساعدات الإغاثية بالمضي إلى أبعد من ذلك.

وقالت أومان “لم يسمح لنا بالقيادة لمسافة أبعد في المنطقة لتقديم المساعدات، إلا إذا تخلينا عما لا يقل عن النصف منها، بما في ذلك سيارة إسعاف واحدة”.

وقالت موظفة الإغاثة، إن “القافلة التي معنا صغيرة نسبيا، ولا تحتوي على الكثير من المساعدات، لذلك لن يتبقى لنا شيء لنقدمه”.

وأفادت أن السلطات أخبرتهم بأن “جميع المنظمات غير الحكومية القادمة من شمال شرق سوريا أو المناطق ذات الأغلبية الكردية يجب عليها تقديم ما لا يقل عن نصف المساعدات للنظام، وإلا فلن يُمسح لها بالعبور”.

وختمت أومان المقطع الذي التقطته من الطريق، بقولها “سنقضي الليلة هنا، ونأمل أن يتغير الوضع صباحا، وأن نتمكن من إيصال المساعدات إلى المناطق التي هي في أمس الحاجة إليها”.

وقال عدد من الناشطين إن النظام السوري منع المساعدات الدولية التي دخلت عبر مطاراته عن مناطق المعارضة في الشمال السوري. وأتى ذلك في الوقت الذي سجل فيه الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) تخاذل الأمم المتحدة عن مساعدة المتضررين من الزلزال في الشمال السوري.

واعتبر مدير الدفاع المدني السوري رائد الصالح، أن ما قامت به الأمم المتحدة في الشمال السوري يعد “فضيحة”، موضحا لبرنامج المسائية على الجزيرة مباشر، أنه منذ اليوم الأول للزلازل لم يدخل سوى 10% من الاحتياجات الطبية والإغاثية لمنكوبي الزلازل في الشمال السوري.

وقال أمس الخميس، إن “ما تقدمه الأمم المتحدة لا ينسجم مع حجم الكارثة في الشمال السوري، ويجب فتح تحقيق دولي وتغيير آليات العمل الإنساني المعتمدة لأنها تقتل الأبرياء”.

وكشف الصالح أن الأمم المتحدة هي التي “سيَّست المساعدات الإنسانية”، مضيفًا أن دولتي قطر والسعودية قامتا بإدخال المساعدات الإنسانية من معبر باب السلامة من دون أدنى مشاكل تذكر.

وأشار الصالح إلى أن موظفي الأمم المتحدة هددوا المنظمات الإنسانية السورية بوقف التعامل معها، إذا ما استمرت في نقد أداء المنظمة.

ورصدت ناشطة سورية، في وقت سابق، على مواقع التواصل الاجتماعي بيع مواد الإغاثة الموجّهة إلى ضحايا الزلزال المدمر، التي وصلت إلى مناطق تابعة للنظام السوري.

وبثت ديما أبو إسماعيل على حسابها على فيسبوك جولتها في سوق “كراج الست” في العاصمة السورية، وقالت إنها شهدت بيعًا لمواد إغاثية قُدّمت إلى دمشق في إطار مساعدات لضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا.

ورصدت مواقع إخبارية وحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي صورًا لمنتجات قالت إنها جزء من مساعدات إنسانية وصلت إلى النظام السوري لتوزيعها على المتضررين جراء الزلزال. وظهرت في الصور منتجات غذائية ومعلبات ومستلزمات أطفال.

وفجر الاثنين 6 فبراير/ شباط الجاري، ضرب زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوته 7.7 درجات، وأعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات، ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، مما خلّف خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات بالبلدين.

ووصل عدد الضحايا في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الرئيس بشار الأسد حتى الآن 1414 قتيلا و2357 إصابة، وفق وزارة الصحة، في حين أشارت آخر حصيلة في الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة، إلى ارتفاع عدد القتلى إلى 2274 والمصابين إلى أكثر من 12400، وفق ما أعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء).

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل الاجتماعي