تفجير المساجد.. لماذا استُهدف الشيخ مولوي أنصاري الآن وما علاقة تنظيم الدولة؟ (فيديو)

مسجد غازارغاه الذي اغتيل فيه رجل الدين مجيب الرحمن أنصاري (الأناضول)

رأى عبد الجبار بهير رئيس المركز الأفغاني للدراسات، أنه جرى استهداف رجل الدين مولوي مجيب الرحمن أنصاري لتأييده لموقف حركة طالبان قبل توليها الحكم، إذ كان يعارض الوجود الأمريكي في أفغانستان ويصف في الوقت نفسه تنظيم الدولة بأنه إرهابي، ويراه مشروعًا غربيًّا يخدم مصالح غربية في البلاد.

وأوضح في حديث لبرنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر، أن استهداف أنصاري ليس الأول من نوعه في أفغانستان، بل هو واحد من عدد من رجال الدين والشخصيات البارزة في البلاد، الذين استُهدفوا بعد إعلان طالبان توليها للحكم قبل سنة.

وأعلن أنصاري منذ أشهر تأييده للحكومة الأفغانية وزعيم حركة طالبان الملا هبة الله آخند زاده، وكانت له كلمة مشهورة حث فيها على “القضاء على كل مسلح متمرد على الحكومة الأفغانية”، ووصف أولئك المسلحين بأنهم “خلايا إجرامية”.

وكان مجيب الرحمن أنصاري في طريقه إلى المنبر حين اتجه إليه رجل فسلم عليه وعانقه وفجر حزامه الناسف. ونقل مراسل الجزيرة في أفغانستان عن مصادر قولها إن 47 شخصًا بينهم مولوي مجيب الرحمن أنصاري قُتلوا وأصيب 80 آخرون بهجوم في مسجد بولاية هرات غربي البلاد.

ونقل بهير انتقادات الشارع الأفغاني لحكومة طالبان بأنها “لم تتمكن من تأمين مؤيديها في مواجهتهم للخطر”، وأفاد بأن الحكومة حذرت أنصاري منذ أسبوعين بوجود تهديدات من تنظيم الدولة.

وأشار إلى أن حكومة طالبان أجهضت 80 عملية حاول تنظيم الدولة القيام بها منذ توليها السلطة، مضيفًا أن الحكومة مستمرة في القضاء على خلايا للتنظيم داخل البلاد.

وقالت حركة طالبان إنها عززت الأمن في البلاد بعد توليها السلطة قبل نحو عام، إلا أن انفجارات عدة حدثت الأشهر القليلة الماضية استهدف بعضها مساجد مزدحمة أثناء الصلاة.

إضعاف الحكومة

ورأى الإعلامي المتخصص في الشأن الأفغاني أحمد موفق زيدان، أن تنفيذ تنظيم الدولة خلال الشهر الأخير عمليات في 3 مساجد جاء للفت الانتباه الإعلامي إلى استمرار وجوده.

وقال زيدان في حديث للمسائية إن رسالة داعش من هذه الهجمات، هي أن “حكومة طالبان -التي هزمت 40 دولة بقيادة الولايات المتحدة في حرب دامت 20 سنة- عاجزة عن فرض الأمن والاستقرار في أفغانستان”.

وشدد المتخصص على أن تنظيم الدولة يهدف إلى “النيل من حكومة طالبان وإظهارها ضعيفة”، مستطردًا بأن استهداف المساجد بشكل مستمر ينبغي أن يحث الحكومة على أخذ الحيطة.

واعتبر زيدان أن تنظيم الدولة ليس وحيدًا، مشيرًا إلى بعض الأجهزة الأمنية الغربية والإقليمية التي قد تكون لها مصلحة في تحريك أيادي التنظيم لإضعاف الحكومة.

ولا ينفي الإعلامي أن حكومة طالبان استطاعت أن تفرض الأمن في البلاد بنسبة كبيرة مقارنة بفترة الاحتلال الأمريكي والتحالف الدولي، وذهب إلى أنه “لا أحد يستطيع أن يتعاطى مع تنظيم الدولة مثل حركة طالبان، نظرًا لمعرفتها بالتكتيكات العسكرية التي يمارسها”.

ويشار إلى أن هذا هو التفجير الثالث الذي يستهدف مسجدًا في أفغانستان خلال شهرين، إذ قُتل العشرات بتفجير استهدف مسجدا في العاصمة الأفغانية كابول في 18 أغسطس/آب الماضي، وقُتل شخص وأصيب 7 آخرون بهجوم استهدف مسجدا آخر بولاية قندوز شمال شرقي البلاد.

المصدر : الجزيرة مباشر