حرائق الجزائر.. ارتفاع عدد الضحايا وإعلان الحداد ومسؤولون يتحدثون عن “أياد إجرامية” (فيديو)

الأرصاد الجوية توقعت استمرار موجة الحر الشديد التي تساعد على انتشار الحرائق (رويترز)

ارتفعت حصيلة قتلى حرائق الغابات المتواصلة منذ الإثنين في مناطق عدة بالجزائر إلى 69، منهم 28 عسكريا و41 مدنيا، بعد تسجيل 4 وفيات جديدة ظهيرة الأربعاء في بجاية.

وأفادت وكالة الأنباء الجزائرية نقلا عن نقيب الحماية المدنية حكيم لطرش أن “4 أشخاص قضوا في الحرائق التي تشتعل في برباشة جنوب شرق بجاية”.

وكانت آخر حصيلة أعلنها التلفزيون الحكومي أشارت إلى “ارتفاع حصيلة ضحايا حرائق الغابات إلى 65 ضحية من بينهم 28 عسكريا و37 مدنيا، أغلبهم في ولاية تيزي وزو”. وأوضح أن “12 عسكريا في حالة حرجة بالمستشفى”.

وإثر ذلك، أعلن الرئيس عبد المجيد تبون “حدادا وطنيا لمدة 3 أيام ابتداء من الخميس”.

ونص بيان الرئاسة على “تجميد مؤقت لكل الأنشطة الحكومية والمحلية، ما عدا التضامنية”.

وقال المتحدث باسم الحماية المدنية النقيب نسيم برناوي لتلفزيون الشروق صباح الأربعاء إن “عدد الحرائق التي لا تزال مشتعلة يبلغ 69 في 17 ولاية، منها 24 حريقا في تيزي وزو وحدها”.

وحذّر من أن “الرياح التي تهبّ حاليا يمكن أن تزيد من انتشار الحرائق”.

واندلعت الحرائق التي تقول السلطات إنها “مفتعلة”، في منطقة القبائل في شمال شرق الجزائر، ثم اجتاحت كل المناطق الساحلية بشمال وسط وشرق البلاد، وصولا إلى ولاية الطارف الحدودية مع تونس التي شهدت بدورها اندلاع بعض الحرائق.

أياد إجرامية

وقال الوزير الأول الجزائري أيمن بن عبد الرحمن إن “أيادي إجرامية” ليست بعيدة عن الحرائق، موضحا أن بؤر الحرائق على مستوى ولاية تيزي وزو، التي تعد الأكثر تضررا، تم اختيارها بدقة متناهية، نظرا لسرعة انتشار النيران وصعوبة وصول وسائل الإنقاذ إليها.

وفي تصريح للتلفزيون الحكومي مساء الثلاثاء، أكد الوزير الأول اعتقال 3 أشخاص من قبل مصالح الأمن بولاية المدية جنوبي العاصمة الجزائرية لضلوعهم في الحرائق التي اندلعت بالمنطقة، مشددا على أن الدولة لن تتسامح مطلقا مع المتورطين وستفرض عليهم أقصى العقوبات.

من ناحيته، قال وزير الداخلية الجزائري كمال بلجود إن جميع الأدلة الأولية لحرائق الغابات تشير إلى أن وراءها أيادي إجرامية، بالنظر لاشتعالها في توقيت واحد.

وأضاف بلجود أنه تم تسخير وسائل قطاعات الحكومة ووسائل الإطفاء من ولايات عدة لصالح ولاية تيزي وزو.

وخلال جلسة لمجلس الوزراء في 25 يوليو/تموز الماضي، أمر الرئيس تبون بصياغة مشروع قانون يعاقب المسؤولين عن إشعال الحرائق في الغابات، بأحكام تصل إلى السجن 30 عاما أو مدى الحياة إذا تسبب الحريق في مقتل أشخاص.

وأوائل الشهر الماضي، قبض على 3 أشخاص يشتبه في ضلوعهم في إشعال حرائق دمرت 1500 هكتار من الغابات في أوراس (شمال شرق).

دعوات للمساعدة

وأطلقت دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لإمداد المستشفيات ومراكز توفير الرعاية الصحية بضمادات ومراهم لمعالجة الحروق، نظرا للنقص الحاد في هذه المستلزمات.

وانطلقت من العاصمة شاحنات تنقل مواد تبرع بها مواطنون وتجار، وكذلك سيارات مواطنين حمّلوها خاصة بمياه الشرب وحليب الأطفال والحفاظات.

ونشرت صفحة (أطباء) على فيسبوك نداء للتطوع من أجل الانتقال إلى مستشفى تيزي وزو للمساعدة في علاج المصابين، مشيرة الى أن العاملين في المستشفى مرهقون أصلا بسبب ارتفاع عدد الإصابات بكوفيد-19، كما أعلنت وزارة الصحة تخصيص أماكن إضافية للمصابين بحروق خطيرة في المستشفيين المتخصصين بالعاصمة.

وتوقعت مصالح الأرصاد الجوية استمرار موجة الحر الشديد التي لا تساعد في كبح الحرائق، إلى يوم 15 أغسطس/آب، وأن تصل درجات الحرارة إلى 46 درجة.

وتضم الجزائر -وهي أكبر دولة أفريقية- 4.1 ملايين هكتار من الغابات.

وتشهد البلاد حرائق غابات سنويا، وقد أتت النيران العام 2020 على حوالي 44 ألف هكتار.

وتنتشر ظاهرة الحرائق في عدد من دول العالم، وترتبط بعناصر مختلفة توقعها العلماء، لا سيما ظاهرة الاحتباس الحراري، وتعتبر الزيادة في درجات الحرارة وانخفاض هطول الأمطار مزيجًا مثاليًا لتطور الحرائق.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل + وكالات