مصر ترد على إثيوبيا.. لا تنازل عن أية قطرة مياه من حصتنا في نهر النيل

إثيوبيا: لن نوافق أبدًا على الشروط غير المنصفة لمصر والسودان بشأن سد النهضة (أسوشيتد برس)

قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، اليوم الثلاثاء، إن بلاده لن تتنازل عن أية قطرة مياه من حصتها في نهر النيل.

وأوضح مدبولي، في تصريحات نقلتها صحيفة الأهرام الحكومية، أن “الدولة المصرية بكافة أجهزتها تكثف من جهودها لمواجهة أزمة سد النهضة (الإثيوبي)”.

وأكد أنه “لا تنازل عن أية قطرة مياه من نصيب مصر في مياه النيل”، من دون توضيح أكثر.

وفي أقوى لهجة تهديد منذ نشوب الأزمة قبل 10 سنوات، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في 30 من مارس/آذار الماضي، إن “مياه النيل خط أحمر، ولن نسمح بالمساس بحقوقنا المائية، وأي مساس بمياه مصر سيكون له رد فعل يهدد استقرار المنطقة بالكامل”.

وعلى مدار نحو 10 سنوات تعثرت المفاوضات الفنية حول السد بين كل من مصر والسودان وإثيوبيا.

وتصر أديس أبابا على ملء ثانٍ للسد بالمياه، في يوليو/تموز المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق.

تصعيد إثيوبي

وفي وقت سابق اليوم، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي إن أي خلاف بشأن سد النهضة يجب حله بين الأطراف الثلاثة، وأن التفاوض في الوقت الحالي سيكون بشأن التعبئة فقط أما تقاسم المياه ففي جولة أخرى.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية خلال مؤتمر صحفي، اليوم، أن التهديدات التي تطلقها دول المصب -في إشارة إلى مصر والسودان- بشأن السد “غير مجدية”.

وفيما يخص اتفاقية عام 1959، لتوزيع حصص المياه، قال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية “ليس عدلا أن نقبل باتفاقية عام 59 وبتخصيص حصص مياه لمصر والسودان”.

وأبرمت في عام 1959، اتفاقية لتوزيع حصص المياه على مصر والسودان بإجمالي 74 مليار متر مكعب، بواقع 55 مليارا و500 مليون إلى مصر و18 مليارا و500 مليون إلى السودان.

وعن تقديم السودان شكوى ضد إثيوبيا بخصوص سد النهضة، قال مفتي إن إقدام السودان على تقديم شكوى “لن يجدي نفعا ولا نعرف طبيعة التهمة”.

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي (مواقع التواصل الاجتماعي)

وكانت الخرطوم قد قالت في وقت سابق إنها بصدد رفع دعاوى قضائية ضد الشركة الإيطالية المنفذة وضد الحكومة الإثيوبية، بخصوص السد.

واتهم مفتي مصر والسودان بإطالة أمد المفاوضات الفترة الماضية، قائلا “لا تريدان نجاح الاتحاد الأفريقي في إنهاء المفاوضات حول سد النهضة”.

من ناحية أخرى قالت وزارة الخارجية السودانية، إن وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي ستقود وفد السودان في جولة خارجية لجمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا ورواندا ويوغندا، للقاء رؤساء هذه الدول لتوضيح موقف ورؤية السودان حول حل الخلاف القائم بشأن السد.

وقال مصدر بالخارجية السودانية للجزيرة مباشر إن السودان قدم خطاب إحاطة لمجلس الأمن بشأن تعقيدات مفاوضات سد النهضة يوم 12 من أبريل/ نيسان الماضي.

كما وجه وزير الخارجية المصري سامح شكري خطابات إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن لشرح تطورات أزمة سد النهضة، وتعثر المفاوضات حوله.

وتتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي يحافظ على منشآتهما المائية ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل المقدرة بـ55.5 مليار م³ و18.5 مليار م³ على التوالي.

وقامت إثيوبيا، منتصف يوليو/تموز 2020، بالملء الأول لسد “النهضة” في إجراء أحادي الجانب وسط رفض من البلدين.

وفي 20 من أبريل/ نيسان الجاري، حذرت وزارة الري المصرية في بيان من “معاناة ووضع سيزداد سوءا” مع الملء الثاني لسد “النهضة” الإثيوبي “حال ورود فيضان منخفض”.

 

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات