لماذا يصر السيسي على إلصاق كل أزمات مصر بثورة يناير؟ (فيديو)

جدد أمس الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي هجومه على ثورة يناير 2011، معتبرًا أنها السبب في عدم استقرار البلاد وفي ضياع الدولة وتضرر الاقتصاد ونهب الآثار.

جاء ذلك خلال مداخلة له السبت، أثناء افتتاح عدد من المشروعات بمدينة شرم الشيخ، ليثير عددًا من التساؤلات عن سبب تحميل السيسي “ثورة يناير” كل إخفاقات نظام حكمه، وعن عدم تسميته 25 يناير بالثورة.

وقال السيسي، معقبًا على تأخر إتمام تنفيذ أحد المشروعات لأكثر من 10 سنوات “لما بدأنا في العمل جه 2011 وتوقف، ولما بقول 2011 مش قصدي إساءة لحد، لكن أي فعل الناس هتعمله له تكلفة كبيرة جدا جدًا”. 

وتابع “الموضوع بتاع 2011 ده اللي حصل لقطاع الآثار مش إيقاف إنشاء متاحف أو تعثرها، لأ دا حصل حاجات كتير  ممكن يكون فيه فقد بس دا مش مجال نتكلم فيه دلوقت. ممكن نقول حصل تهريب كبير أوي لآثار في الفترة دي”.

واستطرد “عدم الاستقرار معناه ضياع الدولة، كررت وهافضل أكرر، وهدفي إن الناس تعرف إن النتائج بتاع عدم الاستقرار مدمر للدولة، الإرهاب اتصدر لنا. 10 سنوات عشان ننجز مشروع”.

وأضاف “مش تعثر بس دا ممكن يتم الاعتداء عليها (المشروعات)”، لافتًا إلى “حجم التدمير والخراب بالاعتداء على المنشآت والمتاحف و75 كنيسة، والدولة رممتهم تاني”.

ومضى مؤكدًا “طول ما الاستقرار موجود نقدر نتغلب على التحديات أو إما هيكون الثمن كبير”.

وعقّب الكاتب الصحفي جمال سلطان، على تصريحات الرئيس المصري قائلًا، إن ثورة يناير تمثل هاجسا مخيفا للسيسي لأن الوضع في مصر الآن أسوأ بكثير مما ثار عليه المصريون في 2011. 

وقال سلطان لبرنامج المسائية على الجزيرة مباشر، إن الدليل على ذلك أن “السيسي لا يتحدث بأي شيء من التقدير لثورة يناير بل لا يصفها بالثورة أصلا، ومن الواجب على رئيس الجمهورية حتى وإنه كره المسمى، أن يبدي احترامه للدستور الذي أكد أنها ثورة مجيدة”.

ويرى سلطان أن الأمر البالغ الخطورة فيما قاله السيسي، إشارته إلى تهريب كثير من الآثار إبان خلال ثورة يناير، بينما كان وقتها مديرا للمخابرات، معتبرًا الأمر يحتاج إلى تحقيق مع من تولى السلطة في ذلك الوقت.

وأكد سلطان أن الدولة المصرية لم تسقط وقت هزيمتها عام 1967 كي تسقط في ثورة، معتبرًا أن إشارات السيسي بشأن هدم الدولة وتدميرها مجرد محاولة إيهام المصريين بأن أي حراك ضده سيدمر الدولة، وهو كلام عار تماما عن الصحة مثل محاولة مناهضي الثورة الإيهام بأن ثورة يناير دمرت جهاز الشرطة.

وتابع “كانت مؤامرة من مبارك ونظامه ولم تنجح، الشرطة بالفعل غابت لأيام لكنها أبدًا لم تنهار أو تتدمر بل عادت أكثر قوة خلال شهر واحد، بل ثبت أن منسوب الجرائم كان ضعيفًا في تلك الفترة، وبالتالي فمحاولة الإيهام بأن الدولة ضاعت هو أمر غير صحيح بالمرة، والسيسي تسلم مصر وهي دولة قائمة وليست منهارة كما يدعي”.

وتعقيبًا على ربط السيسي انهيار الاقتصاد بالحراك، أضاف سلطان أن إدارة السيسي لا تملك أي رؤية اقتصادية، فأين هذا للاقتصاد الذي سينهار، جميع مشروعات السيسي عبارة عن كباري، أين حجم الإنتاج والصناعة والتصدير؟ اقتصاد مصر ريعي مع الأسف”. 

بينما قال الصحفي المصري محمد العطيفي، إن حراك يناير كانت له آثار سلبية، وإن تصريحات السيسي هدفها توعية المواطن بأهمية الاستقرار الذي هو أساس لكل شيء لتحقيق التنمية والأمان والتشييد.

وقال إن ثورة يناير كانت مرحلة صعبة وأن الإرهابيين دخلوا سيناء حينها، ليبادره أحمد طه مقدم البرنامج بتساؤل “ولماذا لم يمنعهم السيسي رئيس جهاز المخابرات آنذاك من الدخول؟ هل يمكن مساءلته”؟

فأجاب العطيفي بأن السيسي لا يتحمل مسؤولية ذلك لأن كل هم الدولة آنذاك هو البقاء، وعدم الدمار مثلما حدث لجهاز الشرطة الذي يمثل ذراع الدولة، لافتًا إلى أن غرض الثورة كان “إسقاط مصر” على حد زعمه، مدللًا على ذلك بنتائج الثورات التي قامت في بلدان الربيع العربي والتي تغرق في الحروب، مؤكدًا أن السيسي أنقذ مصر في 2013، على حد قوله.

المصدر : الجزيرة مباشر