“إرث ممتد”.. مركز إسماعيل بن لامين مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم في ليبيا تُخرج مئات الطلاب (فيديو)

في صفوف متراصّة بنظام يتربّع أطفال وشباب على الأرض، وحّد بينهم زي بلدهم التقليدي، يضعون فوق طاولاتهم مصاحف من الحجم نفسه يقرؤون منها بأصوات عالية تساعدهم على الحفظ.

رصدت كاميرا الجزيرة مباشر هذا المشهد البهيج في طرابلس الليبية، حيث يوجد أحد أهمّ المراكز المنتشرة في البلاد لتحفيظ القرآن الكريم وعلومه للطلاب من مختلف الأعمار، وقد أُنشئ هذا المركز عام 1967.

يبدأ الطالب وهو في عمر خمس أو ست سنين ويتدرج في تعلم القرآن الكريم وعلومه من تعلّم الحروف والرسم والضبط والحفظ وأحكام التجويد وأصول الرواية، إلى أن يُكمل حفظ القرآن الكريم كاملًا.

وقال عبد السلام الزيتوني مدير مركز إسماعيل بن لامين لتحفيظ القرآن الكريم، إن الطريقة المُتبعة هي الطريقة التقليدية الليبية مع بعض التغيير مثل الكتابة على الدفاتر بدل الألواح، إذ يأتي الطالب المبتدئ للفصل الذي يسمى “الرشيمة” حيث يرشم الحروف، ثم يتعلم نطقها بحركاتها.

ثم يتعلم الطالب بعد هذه المرحلة كتابة القرآن بالإملاء وهي ما يطلق عليه محليا “الملّا”، لتبدأ بعدها مرحلة المراجعة ثم الحفظ.

ويشارك طلبة المركز في مسابقات محلية وأخرى دولية، ويقول الشيخ إن مركز إسماعيل بن لامين يحوز المرتبة الأولى على مستوى ليبيا.

وتحرص إدارة المركز على تنظيم مسابقات داخلية تحفيزية للطلبة، ويختص شهر رمضان بالإكثار من التلاوة والمراجعة.

ووصل عدد الطلبة في المركز إلى 320 من أعمار ومراحل دراسية مختلفة، وتبدأ الدراسة خارج أيام رمضان الساعة الثالثة بعد الظهر وتنتهي بعد صلاة العشاء، ويجري تقسيم الطلبة حسب أعمارهم وجدولهم الزمني المدرسي.

ويحرص المركز على الاعتماد على الخريجين من طلبته الذين أتموا حفظ القرآن الكريم، فيجعلهم مُحفظين للطلبة الجدد، ويحتاج المركز إلى عدد كبير من المُحفظين لكثر عدد الطلاب.

وقال الشيخ الزيتوني إن الليبيين ورثوا الكتاتيب عن أجدادهم وحافظوا عليها، إذ لا تزال تنتشر الزوايا والمنارات و”الخلوات” -حسب اللهجة المحلية- بشكل كبير.

وتحدث مدير المركز عن عناية الليبيين بتوجيه أطفالهم لحفظ القرآن الكريم، وهو “أمر يدعو للفخر” على حد تعبيره، ودعا الشيخ المهتمين بعلوم القرآن الكريم في ليبيا وأصحاب القرار إلى شحذ هممهم للحفاظ على هذا الميراث المقدس.

وذكّر المتحدث بضرورة العناية بحفظة القرآن وطلبة العلم، قائلا إن “البركة تأتي عن طريقهم”، وإن ليبيا اشتهرت بين الدول العربية بحفظة القرآن الكريم.

المصدر : الجزيرة مباشر