تقرير: تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي

امرأة مزارعة لا يمكنها الحصول على محصول لمدة عام تقريبًا بسبب الجفاف في قرية سيسيب بالقيروان (غيتي - أرشيفية)

قال تقرير صادر عن معهد متخصص إن تونس تُعَد خامس دولة في العالم من بين الدول الأكثر تعرّضا لتداعيات التغير المناخي، مما يمثل مخاطر حقيقية على الاقتصاد والتنمية.

وذكر التقرير الذي أعده “المعهد التونسي للقدرة التنافسية والدراسات الكمية”، ونشرته وكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن قطاعي الزراعة والمياه يمثلان أكثر القطاعات تضررا من التغير المناخي.

وتسبب جفاف استمر 6 سنوات متتالية في انحسار المياه في السدود إلى مستويات مقلقة، حيث بلغت حتى مارس/آذار نحو 37% من طاقة استيعابها الإجمالية بسبب ندرة هطول الأمطار.

وبالنتيجة تراجعت محاصيل الحبوب بنسبة 60% في الموسم الماضي مقارنة بعام 2022.

وسجلت تونس درجات حرارة قياسية وغير اعتيادية على مدار العام، وناهزت في صيف 2023 نحو 50 درجة.

وتُصنَّف تونس تحت خط الفقر المائي بأقل من 500 متر مكعب لكل ساكن سنويا مقابل 1000 للفرد الواحد حسب المعايير الدولية.

وقال التقرير إن آثار تغير المناخ أصبحت في تونس ملموسة بالفعل، ولكنها ستكون كبيرة بحلول عام 2025.

وتوقع التقرير تراجعا حادا في الإنتاج الزراعي الموجه للتصدير مثل إنتاج الزيتون بنسبة 2.2% سنويا والتمور 2% سنويا حتى عام 2050.

كما توقع تراجعا في الزراعات السقوية، وتراجعا في إنتاج الماشية بنسبة تتراوح بين 0.3 و0.9% سنويا.

وحذر التقرير من انعكاسات كبيرة على الاقتصاد وزيادة الواردات الغذائية، ومِن ثَمَّ تفاقم الطلب على العملات الأجنبية مما قد يؤدي إلى انخفاض لسعر الصرف الحقيقي.

مزارع يرعى الأبقار في تستور شمالي تونس (غيتي – أرشيفية)

التغيرات المناخية تُحدث تحولات كبرى

ووفق الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، فإن معضلة توفير الغذاء والماء لسكان العالم في ظل تأثير التغيرات المناخية ستكون تحديا صعبا أمام الحكومات في المستقبل.

فالمحاصيل العالمية الحالية ومناطق الثروة الحيوانية ستصبح غير مناسبة بشكل متزايد بدافع زيادة السكان وتراجع مساحات الأراضي الزراعية التي ستصبح نحو 8% منها غير مناسبة مناخيا بحلول عام 2100.

ووفق منظمة الصحة العالمية، تشكل التغيرات المناخية أكبر تهديد صحي يواجه البشرية في السنوات القادمة، التي تقدّر أنه سيتسبب في نحو ربع مليون حالة وفاة إضافية سنويا في الفترة بداية من عام 2030.

وستكون هذه مرتبطة بشكل رئيسي بسوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري.

كما سيسهم ارتفاع درجات الحرارة أيضا في تدهور جودة الهواء، مما قد يزيد من خطر الإصابة بنوبات الربو وشدتها.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات