وول ستريت جورنال: إسرائيل تسعى للقضاء على حماس لكنها لم تُنه حتى وجودها شمال غزة

لايزال الآلاف من مقاتلي حماس في شمال غزة
لا يزال الآلاف من مقاتلي حماس في شمال غزة (رويترز)

قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الثلاثاء، إنه بعد أكثر من 200 يوم من الحرب لا تزال هناك اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال والمقاومة في شمال غزة، الذي كان أول ساحات الحرب على القطاع.

وذكرت الصحيفة أن تجدد القتال في مناطق شمال غزة، التي سبق أن قام الجيش الإسرائيلي بعمليات واسعة تهدف إلى القضاء على وجود حماس بها “يقدّم مثالا واقعيا على الصعوبات التي تواجهها القوات الإسرائيلية في سعيها للحفاظ على مكاسبها، في الوقت الذي تستعد فيه للهجوم على رفح”.

ووصفت الصحيفة منطقة شمال غزة بأنها بقيت “نقطة اشتعال عنيدة” في الحرب الدائرة بالقطاع، حتى مع تحوّل الاشتباكات تدريجيا نحو الجنوب.

وذكرت أن “إسرائيل فككت على نطاق واسع الوحدات المقاتلة لحماس في شمال غزة، لكن مقاتلي حماس تجمعوا مرة أخرى في وحدات صغيرة، وتحولوا إلى تكتيكات حرب العصابات في المدن”.

ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري إسرائيلي أن هناك “آلافا من المسلحين في مناطق شمال غزة”، التي لا يزال يعيش فيها نحو 300 ألف شخص.

إسرائيل ترفض عودة النازحين بلا قيود لشمال قطاع غزة
إسرائيل ترفض عودة النازحين بلا قيود إلى شمالي قطاع غزة (رويترز)

وتصاعدت الاشتباكات أخيرا في بيت حانون شمال شرقي قطاع غزة، التي كانت أكثر المدن ازدحاما بالسكان في شمالي القطاع قبل الحرب، وأفاد السكان بقصف إسرائيلي متكرر على حي الزيتون في المدينة.

وقالت إسرائيل، الثلاثاء، إنه جرى إطلاق أربعة صواريخ من شمالي قطاع غزة باتجاه مستوطنة سديروت الإسرائيلية، الأمر الذي “يُذكّر بالقدرة المستمرة للمسلحين على استهداف مناطق إسرائيلية”، حسب ما قالت الصحيفة، على الرغم من أن إسرائيل أكدت اعتراض هذه الصواريخ وإسقاطها.

عودة النازحين إلى شمال غزة

وأشارت الصحيفة إلى أن المحادثات الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، التي تجري بوساطة أمريكية وقطرية ومصرية، تعثرت بسبب الخلافات بين حماس وإسرائيل بشأن شروط الاتفاق.

ومن أبرز نقاط الخلاف إصرار إسرائيل على رفض عودة الآلاف من النازحين إلى مساكنهم شمالي قطاع غزة بدون قيود، كما تطالب حماس، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق السكنية، وهو ما يعني حسب ما تقول الصحيفة “السماح لحماس باستعادة السلطة في القطاع والنجاة من الحرب”.

ونقلت الصحيفة عن أمير عفيفي، مؤسس منتدى الأمن والدفاع الإسرائيلي، وهو مركز بحثي، قوله إن حماس لديها بنى أساسية واسعة في قطاع غزة “ولا يمكن التعامل مع ما تبقى من أنفاق وأسلحة ومتفجرات إذا كان مئات الآلاف من الناس يتحركون”.

ومِن ثَم تسعى إسرائيل لمنع عودة النازحين إلى شمال غزة، سعيا للسيطرة على المنطقة التي لا تزال ساحة للاشتباك رغم كل عملياتها العسكرية بها.

يشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن مرارا أن أهداف الحرب في غزة تشمل القضاء على حركة حماس واستعادة الأسرى، وهو ما لم يتحقق بعد أكثر من 6 أشهر من الحرب.

المصدر : وول ستريت جورنال