طلاب بجامعة كولومبيا يروون للجزيرة مباشر تفاصيل اقتحام الشرطة لمقر الجامعة واعتقال المتضامنين مع فلسطين (فيديو)

أكد غرانت مينر، الطالب بجامعة كولومبيا الذي اعتُقل على خلفية المشاركة في مظاهرة تندد بالحرب في غزة، للجزيرة مباشر الجمعة، أن المظاهرات لا تزال مستمرة، لكنها انتقلت إلى الجانب الآخر من الجامعة، على الرغم من اعتقال أكثر من مئة من الطلبة المشاركين في الاحتجاجات.

وقال مينر إنه اعتُقل ساعات، ووُجِّهت إليه اتهامات بتقويض النظام العام، على الرغم من أن “كل ما قام به هو ترديد شعارات تطالب بوقف الإبادة في غزة”، مضيفا أن الشرطة “تعاملت مع الطلبة المتظاهرين بعنف بعد اجتياحها مقر الجامعة، وقامت بتقييد أيدي المعتقلين وكأننا في ساحة حرب”.

وقال إن “شرطة نيويورك اعتقلت متظاهرين وقيدتهم في بلد يدعي الديمقراطية”، مؤكدا أن المحتجّين “على حق في مساندة غزة، ورفض الإبادة فيها”.

وأضاف “الاحتجاج تجاوز ما يجري من إبادة في غزة ليصل إلى الاحتجاج على إدارة الجامعة التي طلبت من الشرطة اعتقالنا”.

وأشاد مينر بمجموعة من النشطاء السياسيين والفنانين الذين تطوعوا لمساندة طلاب بجامعة كولومبيا في احتجاجهم على الإبادة في غزة، وتخصيص أموال دافعي الضرائب لدعم مشتريات السلاح لإسرائيل.

وقف مجموعة من الطلبة عن الدراسة

وعن الطلاب الذين قامت الجامعة بوقفهم عن الدراسة قالت الطالبة ليلى صليبة، التي شاركت في المظاهرات، إن “خمسة طلبة تم تعليق عضويتهم بالجامعة، وحرمانهم من الدراسة، ووُجِّهت لهم اتهامات بمخالفة قانون الجامعة وقيادة مظاهرة غير مرخص بها”، مضيفة أن “هناك من تم تعليق عضويته بالخطأ ولم يشارك في المظاهرات”.

منع طلبة جامعة كولومبيا من التظاهر دعما لغزة
منع طلبة جامعة كولومبيا من التظاهر دعمًا لغزة (رويترز)

انتهاك لحرية التعبير

وأكدت ليلى أن “ما قامت به إدارة الجامعة هو ظلم للطلبة، وأن كثيرا من الناشطين انتقدوا ما قامت به الجامعة باعتباره انتهاكا لحرية التعبير”.

وأضافت ليلى أنها بوصفها أمريكية من أصل فلسطيني تشعر بالفخر لمساندة زملائها للمظاهرات، احتجاجًا على الحرب في غزة، على الرغم من الإيقاف والاتهام بخرق قوانين الجامعة.

وأكدت ليلى أن الطلبة -الذين يرفضون ما يجري في غزة- من أصول مختلفة، فمنهم من أصولهم مسلمة ومنهم من أصولهم مسيحية أو يهودية، مثل زميلها مينر، رغم الاتهام بالارهاب ومساندة حماس.

وأضافت ساخرة أنه تم توجيه اتهامات بمعاداة السامية للطلبة المتظاهرين، بمن فيهم زميلها مينر الذي وجه له ذات الاتهام رغم أنه يهودي، مضيفة “نناضل من أجل الحق، ونرفض التعصب، وسنواصل النضال رغم محاولة حرماننا من حقوقنا”.

ووصفت ليلى ما حدث في الجامعة بقولها “كنا نتحدث مع الصحافة وفجأة رأينا هذا الاجتياح للجامعة من قبل الشرطة، بطلب من رئيسة الجامعة، وكأننا نقترف جرما كبيرا بحق الأمن القومي، في الوقت الذي كنا نجيب عن أسئلة في مؤتمر صحفي”.

وأوضحت ليلى أن التجمع في مخيم للاحتجاج على الحرب في غزة تم بطريقة تلقائية “لأننا ببساطة لدينا الحق في التعبير عن موقفنا اتجاه الأمور الفظيعة التي تجري في غزة، ويشترك في رفضها مئات من الطلاب من ديانات مختلفة، وهناك من يساندنا من الأساتذة”.

وأشارت إلى أن فكرة الاحتجاج “بدأت من جانب طلبة من أصول فلسطينية، ثم انضم لها طلبة من أصول يهودية يساندون السلام ويرفضون ما يحدث في غزة، لكن ما حدث هو تكرار لطريقة التعامل مع المظاهرات المناهضة لحرب فيتنام في جامعة كولومبيا عام 1962″، ومنذ وقتها لم يتم اجتياح جامعة كولومبيا من جانب الشرطة بهذا الشكل.

وكانت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا، وهي أمريكية من أصل مصري، قد قالت في خطاب للطلاب إنها سمحت للشرطة بإخلاء عشرات الخيام التي نصبها متظاهرون؛ لأنهم انتهكوا قواعد الجامعة ونظموا مظاهرات غير مصرح بها.

المصدر : الجزيرة مباشر