افتتاحية نيويورك تايمز: نتنياهو أدار ظهره للتوسلات الأمريكية ولا يمكن تزويده بالسلاح بلا شروط

نتنياهو وحلفاؤه كسروا الثقة مع واشنطن
نتنياهو وحلفاؤه كسروا الثقة مع واشنطن، حسب الصحيفة

نشر مجلس تحرير صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم السبت، افتتاحية قالوا فيها إنه على الرغم من معاناة المدنيين في غزة، حيث يوجد عشرات الآلاف من القتلى، الكثير منهم من الأطفال، ومئات الآلاف من المشردين، يواجه الكثير منهم خطر المجاعة “لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحلفاؤه من القوميين المتشددين في الحكومة يتحدون الدعوة الأمريكية إلى ضبط النفس وإدخال المساعدات” إلى قطاع غزة.

وأشار المقال إلى أن الولايات المتحدة تقدم لإسرائيل سنويا 3.8 مليارات دولار من المساعدات العسكرية “وهو أكبر حجم من المساعدات الخارجية الأمريكية لأي دولة في العالم، مما يعكس العلاقات القريبة بشكل اسثنائي، والمستمرة بين البلدين”.

وعلى الرغم من ذلك، فإنه يجب أن تسود درجة من الثقة -كما أشار المقال- بين الولايات المتحدة والدولة التي تتلقى أسلحة قاتلة منها، إذ تقوم واشنطن بتوريد الأسلحة إلى إسرائيل “وفق شروط رسمية تعكس القيم الأمريكية والالتزام بالقانون الدولي”.

وأضاف المقال أن “نتنياهو والمتشددين في حكومته كسروا الثقة” التي ينبغي توافرها في العلاقة بين الجانبين “وحتى تستعاد الثقة، لا يمكن للولايات المتحدة أن تستمر كما فعلت في تزويد إسرائيل بالأسلحة التي تستخدمها في حربها مع حماس”.

مظاهرات لأهالي الأسرى الإسرائيليين تندد بنتنياهو
مظاهرات لأهالي الأسرى الإسرائيليين تندد بنتنياهو (رويترز)

“لعبة مزدوجة” من نتنياهو

وأضاف المقال “السؤال ليس ما إذا كانت إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد عدو أقسم على تدميرها، إذ إن لها الحق في ذلك”، وليس السؤال أيضا ما إذا كان يجب على الولايات المتحدة أن تواصل مساعدة إسرائيل للدفاع عن نفسها، إذ إن الالتزامات الأمريكية تجاه احتياجات إسرائيل الدفاعية “طويلة الأجل ومهمة ومفيدة للطرفين وأساسية”، على حد وصف المقال.

وتابع المقال “كل هذا لا يعني أن يسمح الرئيس الأمريكي جو بايدن لنتنياهو بأن يواصل القيام بلعبة مزدوجة ساخرة، إذ يقاتل من أجل نجاته سياسيا تجاه الغضب المتصاعد من ناخبيه، ويعرف أنه بمجرد مغادرته مكتبه سيواجه خطر محاكمته على اتهامات خطيرة بالفساد”.

وأشار المقال إلى أن نتنياهو يقاوم الضغوط الدبلوماسية للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، الذي قد يؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، واستخدم الأسلحة الأمريكية في حربه في غزة، لكنه “لا يستمع للمطالب المتكررة من بايدن وفريقه للأمن القومي، للقيام بالمزيد لحماية المدنيين في غزة من التعرض للإيذاء بسبب هذه الأسلحة”.

“وضع لا يمكن أن يستمر”

ووصف المقال ما يقوم به نتنياهو تجاه المدنيين في غزة بالقول إنه تجاهل الالتزامات بتقديم الغذاء والدواء للمدنيين في قطاع غزة التي تسيطر عليه إسرائيل، وفي الواقع “جعلت إسرائيل من الصعب على أي فرد تقديم مساعدات إنسانية لغزة”.

وكانت نتيجة موقف نتنياهو أن اضطرت الولايات المتحدة -حسب ما ذكر المقال- إلى القيام بخطوات أخرى لتقديم المساعدات الإنسانية لغزة، مثل إنزالها جوا، أو بناء ميناء في غزة لإدخال المساعدات من خلاله.

وأكد المقال أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر.

وذكر المقال أن 40 عضوا من الحزب الديمقراطي في مجلس النواب، من بينهم نانسي بيلوسي، وقّعوا خطابا إلى بايدن ووزير خارجيته يحثون فيه على “ضمان أن المساعدات العسكرية لإسرائيل تتوافق مع القانون الأمريكي والدولي”.

وختم المقال بالقول إن الولايات المتحدة ساندت إسرائيل دبلوماسيا وعسكريا خلال عقود من الحروب والأزمات، غير أن التحالف ليست علاقة أحادية الجانب”، حسب وصف المقال، إذ “أدار نتنياهو ظهره للولايات المتحدة وتوسلاتها، مما خلق أزمة في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية”.

المصدر : وول ستريت جورنال