اتهموها بأنها “خائنة”.. صوفيا أول إسرائيلية تدخل السجن لرفض الخدمة العسكرية في غزة
كان من المفترض أن تقوم صوفيا أور، التي تبلغ من العمر 18 عامًا، بتأدية الخدمة العسكرية الإلزامية في الجيش الإسرائيلي مثل آلاف من الفتيات والفتيان في عمرها، لكنها قررت أن ترفض الالتحاق بالجيش، حتى لو كان العقاب هو دخول السجن.
وذكرت صحيفة “صانداي تايمز” البريطانية، التي أوردت قصة صوفيا، أنها ربما تكون أول إسرائيلية ترفض الخدمة العسكرية منذ أن بدأت الحرب في غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بسبب معتقداتها السياسية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس
نتنياهو يهاجم مظاهرات عائلات الأسرى المحتجزين في غزة.. ماذا قال؟ (فيديو)
شاهد: تواصل المظاهرات في مدن أوروبية ضد الحرب الإسرائيلية على غزة
وخلال الثلاث سنوات الماضية حاولت والدة صوفيا، واسمها سيجل، بالطرائق كلها إقناع ابنتها بتغيير موقفها، لكن صوفيا ظلت ثابتة على موقفها.
وكانت النتيجة أنها تلقت تهديدات بالقتل والاغتصاب، بعد أن تحدثت علنًا عن موقفها في رفض الخدمة بالجيش الإسرائيلي، علاوة على اتهامات في مواقع التواصل الاجتماعي بأنها “يهودية تكره نفسها”، وأنها “خائنة”.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن صوفيا قولها إنها تريد أن تخدم بلدها وتحميها، لكنها تعتقد أن هناك طرقًا أخرى لتخدم بها الناس حولها، وأنه من الخطأ “أخذ الأطفال وتحويلهم إلى جنود دون أن يكون لهم حرية الاختيار”، حسب ما قالت.
يذكر أن الجيش الإسرائيلي يقيم قدرة الشباب على الخدمة العسكرية في سن السادسة عشرة، ثم يطلب منهم أداء الخدمة العسكرية في سن الثامنة عشرة، وبالنسبة للرجال تستمر الخدمة في الجيش الإسرائيلي لمدة سنتين وثمانية أشهر، فيما تكون سنتين فقط للنساء، ومن غير القانوني رفض الخدمة لأسباب سياسية.
وهناك مجموعات من اليهود الأرثوذكس الذين لا يؤدون الخدمة العسكرية لأسباب دينية.
لن تشارك في إراقة الدماء
وتتلقى صوفيا دعمًا من شبكة تحمل اسم “ميسارفوت” بالعبرية، أو “نحن نرفض” بالإنجليزية، وتضم 400 عضو، أغلبهم ناشطون في اليسار الإسرائيلي الذي لا يمتلك سوى تمثيلًا سياسيًا ضعيفًا في الكنيست الإسرائيلي في الوقت الحالي.
ومن غير المعروف عدد من يرفضون الخدمة العسكرية كل سنة في إسرائيل، لكنهم يعاقبون بالسجن لفترة تتراوح ما بين 90 إلى 120 يومًا.
وعن أسباب قرارها، قالت صوفيا إنها عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها سألت نفسها: إذا ذهبت للخدمة سنتين في الجيش، فمن الذي حقًا سأخدمه؟ وما الذي سأفعله؟
وأضافت صوفيا “سوف أساهم في دورة لا تنتهي من إراقة الدماء، وهذا ما لا أريد القيام به”.
ومضت صوفيا قائلة إن بعض أصدقائها وأفراد عائلتها يصفونها بأنها ساذجة أو جاحدة. “ساذجة لأنني أظن أنه يمكن الوصول لسلام مع الفلسطينيين، وجاحدة لأن أصدقائي يذهبون للجيش لحمايتي، بينما لا أقوم بحماية بلدي وأهلي”.
وأسفرت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة عن نحو 30 ألف شهيد، و70 ألف جريح، علاوة على دمار هائل في البنية الأساسية لقطاع غزة، ونزوح نحو 1.5 مليون إلى رفح جنوب القطاع.