إيطاليا: موجة الهجرة تثير تساؤلات عن استعداد تونس للتعاون

قالت إيطاليا إن القوارب الصغيرة التي غادرت منطقة صفاقس محمَّلة بالمهاجرين تطرح سؤالًا عن قدرة تونس واستعدادها للتعاون مع إيطاليا في هذا الشأن، حسب تصريحات لوزير الداخلية (ماتيو بيانتيدوزي) أمس الثلاثاء.

ونقلت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء تصريحًا أفاد فيه وزير الداخلية الإيطالي بأن “المئتي قارب الصغيرة التي غادرت منطقة صفاقس محمَّلة بالمهاجرين تطرح علينا سؤالًا عن قدرة تونس، بل وحتى على استعدادها الكامل للتعاون أحيانًا، على غرار ما تفعل الآن”.

وقال الوزير الإيطالي في تصريحات إذاعية أمس الثلاثاء بحسب الوكالة، إن السلطات التونسية “تمكنت منذ بداية العام الجاري من وقف عشرات الآلاف من الأشخاص قبل مغادرتهم سواحلها أو إرجاعهم من عرض البحر”.

وبشأن تصريحات زعيم حزب الرابطة (ماتيو سالفيني) عن جهة مزعومة وراء موجة تدفقات الهجرة، أوضح الوزير المنتمي إلى التيار المستقل أنه “ليس لديه دليل على ذلك”.

وأوضح قائلًا “إذا قال الوزير سالفيني ذلك فلا بد أن تكون لديه أسبابه”، مبّينًا أن “هذا افتراض يقوم به وقد يكون له أساس ما”، واختتم حديثه بالقول “لكن بصفتي وزيرًا الداخلية، عليَّ امتلاك دليل لقول ذلك”.

اعتراض مهاجرين

وفي السياق، قال الحرس الوطني في تونس، أمس الثلاثاء، إن خفر السواحل اعترض أكثر من 2500 مهاجر واعتقل العشرات من مُهرّبي البشر، في أعقاب حملة واسعة النطاق بدأت يوم الجمعة بمنطقة صفاقس الساحلية.

وشارك في العملية المئات من قوات الأمن، بدعم من وحدات مكافحة الإرهاب وطائرات وكلاب مدرَّبة، بمنطقة صفاقس التي تُعَد نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين باتجاه السواحل الإيطالية.

يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه جزيرة لامبيدوزا بجنوب إيطاليا وصول عدد قياسي من المهاجرين في قوارب من شمال إفريقيا.

ووصل نحو 10 آلاف مهاجر إلى الجزيرة الأسبوع الماضي، مما وجَّه ضربة إلى مصداقية رئيسة الوزراء اليمينية جورجا ميلوني، التي فازت بمنصبها العام الماضي، متعهدة بالحد من الهجرة غير النظامية.

وقال الحرس الوطني التونسي في بيان، إن خفر السواحل ألقى القبض على 62 مُهرّبًا، مشيرًا إلى احتجاز وتدمير عشرات القوارب في إطار هذه الحملة.

وأضاف أن قوات الأمن منعت نحو 1900 مهاجر من دول إفريقيا جنوب الصحراء من دخول تونس عبر الحدود البرية، في وقت تواجه البلاد أسوأ أزمة هجرة مع تدفق المهاجرين.

وقال مسؤولون إن خفر السواحل التونسي انتشل 920 جثة لمهاجرين غرقى قبالة سواحل البلاد، في الفترة من أول يناير/كانون الثاني حتى نهاية أغسطس/آب من هذا العام، في عدد غير مسبوق.