الجيش السوداني يقر باستيلاء قوات الدعم السريع على أحد مقرات الشرطة.. ما تأثير ذلك في “معركة الخرطوم؟”

قال الجيش السوداني في بيان اليوم الاثنين، إن قوات الدعم السريع استولت على أحد مقرات الشرطة في الخرطوم، بعد مهاجمة ذلك المقر على مدى ثلاثة أيام متواصلة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ضابط متقاعد في الجيش -لم تسمه- أن “سيطرة متمردي الدعم السريع على الاحتياطي المركزي -إن استمرت- سيكون لها تأثير كبير على المعركة في الخرطوم”.

وقال بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة “في مخالفة واضحة للقانون الدولي وأعراف الحرب، استولت المليشيا المتمردة يوم أمس على أحد مقرات الشرطة السودانية بعد مهاجمتها لثلاثة أيام متواصلة، علما بأن مرافق الشرطة في جميع أنحاء العالم تعتبر مرافق خدمية لا علاقة لها بالعمليات العسكرية”.

وأضاف البيان “إن ما جرى من استهداف لمقار الشرطة ليس انتصارا عسكريا لمليشيا لا تتورع عن ارتكاب جميع أنواع الانتهاكات، بقدر ما هو هزيمة أخلاقية وتعدّ سافر على مؤسسات الدولة المعنية بحماية المدنيين مما يستوجب الإدانة والاستهجان”.

معركة محتدمة في الخرطوم

وقتل أكثر من 14 شخصا أمس الأحد، في معارك بمحيط مقر قيادة الشرطة في الخرطوم -التي قد تغير سيطرة قوات الدعم السريع عليها المعطيات في العاصمة السودانية- بحسب ما أفاد به ضابط سابق في الجيش.

ومساء الأحد وبعد شهرين ونصف من بدء القتال بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو، أعلنت قوات الدعم “الانتصار في معركة رئاسة الاحتياطي المركزي”.

وقالت في بيان “استولت قوات الدعم السريع بعد سيطرتها على رئاسة قوات الاحتياطي المركزي ومعسكر عوض خوجلي على كميات كبيرة من المركبات والأسلحة والذخائر”.

من ناحية أخرى، قال ضابط متقاعد في الجيش طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس إن “سيطرة متمردي الدعم السريع على مقر الاحتياطي المركزي -إن استمرت- سيكون لها تأثير كبير في المعركة في الخرطوم”.

وأشار الضابط المتقاعد إلى أن “موقع رئاسة الاحتياطي جنوب الخرطوم يجعله يتحكم في المدخل الجنوبي للعاصمة الخرطوم”.

كما أن الدعم السريع بوجوده في الاحتياطي ومعسكره الرئيسي في طيبة جنوب الاحتياطي وسيطرته على مصنع اليرموك للصناعات العسكرية، أصبح مهددا رئيسيا لقيادة سلاح المدرعات في منطقة الشجرة وهو أحد أدوات تفوق الجيش”.

وحتى إن خسرت قوات الدعم السريع لاحقًا هذا الموقع الاستراتيجي، فإن أشرطة الفيديو التي بثتها أجهزة الدعاية التابعة لها تظهر رجالها وهم يستولون على مخزونات كبيرة من الأسلحة والذخائر؛ مما يجعلها قادرة على الاستمرار طويلا في حرب الاستنزاف التي اندلعت في 15 أبريل/ نيسان.

حصيلة كبيرة من الضحايا

ولم تعلن قوات الدعم السريع منذ بداية النزاع عن أي حصيلة لخسائرها في المعارك العنيفة التي تستخدم فيها المدفعية، إلا أن مصدرا في الجيش قال إن عدد قتلى الدعم السريع تجاوز 400 في المعركة للسيطرة على المقر.

وأمس الأحد سجلت “14 حالة وفاة، بينها طفلان” في محيط مقر قوات الاحتياط بحسب ما ذكر مكتب التوثيق للانتهاكات الذي يحاول تنظيم عمليات الإنقاذ والنقل إلى المستشفيات القليلة التي ما زالت في الخدمة بالمنطقة.

ونقلت وكالة فرانس برس عن المصدر نفسه أن “عدد الإصابات بلغ 217 خضع منهم 147 للجراحة، وبلغ عدد الإصابات البليغة والحرجة 72”.

يأتي ذلك في حين أصبح معظم المستشفيات والمؤسسات الصحية خارج الخدمة، بعدما تعرض بعضها للقصف، واحتل المتحاربون بعضا آخر، وأصبح جزء منها عالقا وسط المعارك المحتدمة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات