السودان.. تجدد الاشتباكات والأمم المتحدة تندد بالانتهاكات “الفظيعة” للتعهدات الإنسانية

أحد شوارع الخرطوم كما بدا اليوم الجمعة 19 مايو (AFP)

تجددت الاشتباكات المندلعة منذ أكثر من شهر بالسودان، وقال مراسل الجزيرة مباشر، إن اشتباكات بالأسلحة الثقيلة اندلعت، اليوم الجمعة، بين الجيش وقوات الدعم السريع بمدينة نيالا بولاية جنوب دارفور بغرب البلاد.

يأتي ذلك في وقت قال فيه متحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الجمعة، إن أكثر من مليون شخص نزحوا بسبب القتال الدائر في السودان.

وذكر ماثيو سولتمارش في إفادة صحفية في جنيف أن هذا العدد يشمل نحو 843 ألف نازح في الداخل ونحو 250 ألف فرّوا إلى خارج البلاد.

وتدفق اللاجئون على دول الجوار، ومنها تشاد وإثيوبيا وجنوب السودان، التي تعاني أصلًا من أزمات إنسانية لا تحصل على تمويل كاف لمواجهتها.

وقال متحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن مصر استقبلت حتى الآن أكبر عدد من اللاجئين السودانيين إذ وصل إليها نحو 110 آلاف منذ اندلاع الصراع الشهر الماضي.

وأضاف سولتمارش “كثير ممن تواصلوا معنا يعانون من وضع بائس وتعرضوا للعنف أو لظروف مؤلمة في السودان، وعانوا من رحلات شاقة”، مشيرا إلى زيادة وتيرة تدفق اللاجئين في الأسابيع القليلة الماضية، مع وصول نحو 5 آلاف إلى مصر يوميا.

الأمم المتحدة تندد بالانتهاكات “الفظيعة”

من ناحية أخرى، ندد مبعوث الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (مارتن غريفيث) بما وصفه بأنه انتهاكات عديدة وخطيرة لاتفاق تم التوصل إليه الأسبوع الماضي بشأن تجنيب المدنيين والبنى التحتية المعارك والسماح بدخول المساعدات.

وقال غريفيث “مع وصول المساعدات هناك انتهاكات هامّة وفظيعة تحدث منذ توقيع الإعلان”، وذلك في إشارة إلى الاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف المتحاربة الأسبوع الماضي بشأن تجنيب المدنيين والبنى التحتية المعارك.

وأبلغت منظمة أطباء بلا حدود الإنسانية، عن تعرض مستودعاتها في الخرطوم لهجوم، كما أشار غريفيث إلى اعتداء على مكاتب برنامج الأغذية العالمي في الخرطوم، وقال “نقوم بإنشاء سجل لتوثيق مثل هذه الأحداث، وسوف نتحدث مع الطرفين حولها”.

وشدد غريفيث على ضرورة زيادة المساعدات بشكل كبير للاستجابة للوضع المتصاعد في السودان منذ اندلاع الصراع في 15 أبريل/ نيسان بين قائد الجيش ونائبه.

وأسفر النزاع في السودان عن مقتل نحو ألف شخص معظمهم في الخرطوم وضواحيها، وبعضهم في إقليم دارفور الغربي المضطرب منذ مدة طويلة، وشردت المعارك أكثر من مليون آخرين.

وقالت الأمم المتحدة، الأربعاء، إن نصف سكان السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، وإن هناك حاجة إلى أكثر من 3 مليارات دولار هذا العام وحده لتقديم مساعدات عاجلة داخل البلاد وخارجها للفارّين عبر الحدود.

ولا تزال الآمال في وقف إطلاق النار ضعيفة بعد انتهاك هدن عدة في الأسابيع الماضية، وتتواصل المناقشات في جدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وقدّر برنامج الأغذية العالمي لوكالة فرانس برس، أمس الخميس، خسائره منذ اندلاع النزاع بنحو 56 مليون دولار بسبب تعرض المواد الغذائية والمركبات والوقود للنهب، وقال غريفيث “هذا رقم كبير وصادم ومخزٍ”.

وقال غريفيث إن إبرام اتفاقات محلية للسلامة والأمن يُعول عليها لإقامة ممرات إنسانية آمنة للإمدادات والأشخاص، مكّن اليونيسف على سبيل المثال من البدء في نقل إمداداتها إلى منطقة جنوب الخرطوم.

وأضاف غريفيث أن العاصمة السودانية لا تزال “واحدة من أخطر الأماكن في العالم” بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني، وفي دارفور حذّر من “العنصر العرقي الخطير المضاف الذي أصبحت تواجهه البلاد بأسرها الآن”.

وأشار غريفيث إلى أن دارفور “كانت مكانا يعاني من انعدام الإمدادات والأمن بشكل غير عادي ومن هشاشة كبيرة” حتى قبل الأزمة الأخيرة، مشيرا إلى أن تجدد الصراع كان “مروعا بشكل لا يمكن تصوره” لسكان المنطقة.

وفي الوقت نفسه، أعرب غريفيث عن أسفه لأنه بسبب استمرار العقبات البيروقراطية “ما زلنا نواجه صعوبة في نقل الإمدادات القادمة من بورتسودان” إلى داخل البلاد، وقال إن هذا الوضع يمكن تصحيحه و”يجب القيام بذلك على وجه السرعة”.

المصدر : وكالات