رسام إيطالي يحوّل شوارع نابولي إلى ساحة للتضامن مع غزة وتوثيق صمودها (فيديو)

ميدل إيست مونيتور: من خلال الفن لا يروي هؤلاء القصص فقط، بل يشاركون فعليًا في المقاومة العالمية ضد الظلم

نابولي أصبحت ساحة للتضامن مع المقاومة الفلسطينية (ميدل إيست مونيتور)
نابولي أصبحت ساحة للتضامن مع المقاومة الفلسطينية (ميدل إيست مونيتور)

حوّل الفنان والمصور الفوتوغرافي الإيطالي إدواردو كاستالدو، شوارع مدينة نابولي إلى لوحة فنية كبيرة للتعبير عن معاناة الشعب الفلسطيني.

وعلى مدى 4 سنوات كاملة من توثيقه لحياة الفلسطينيين تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، قام كاستالدو بتحويل صوره إلى تجسيد حي لما يتعرضون له من جرائم، معززا هوية نابولي بوصفها مدينة “مناهضة للصهيونية” وفق ما ذكرت صحيفة (ميدل إيست مونيتور) البريطانية.

“حقيقة التجربة الفلسطينية”

وبدأت رحلة كاستالدو في الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث التقطت عدسته واقع الحياة القاسية التي يعيشها الفلسطينيون. وقال في مقابلة مع الصحيفة البريطانية “كنت أنتج صورًا لسردية إعلامية لا أتفق معها”، معبرًا عن عدم رضاه عن التصوير التقليدي لقضية الشعب الفلسطيني في وسائل الإعلام الغربية.

وأشار إلى أن هذا الأمر دفعه إلى العمل على نقل الصورة الحقيقية من وجهة نظره أو على الأقل كما يراها هو في الواقع. وأضاف “قررت عرض أعمالي في شوارع نابولي، مسقط رأسي. وقد وجدت نفسي حرًّا تمامًا للتعبير عن حقيقة التجربة الفلسطينية”.

وأوضح كاستالدو أنه خلال وجوده في الأراضي المحتلة، كانت تأشيرته السياحية ونقص تصاريح العمل يجعلانه يجابه تحديات عبور الحدود ويعيش حياة أشبه بحياة المطارد. وقال “لم توثق صوري الصراعات فقط، بل التقطت أيضًا الصمود والعزيمة لشعب يسعى للحفاظ على كرامته”.

ساحة للتضامن مع المقاومة

وبحسب الصحيفة أصبحت نابولي، المعروفة بتاريخها الغني وثقافتها النابضة بالحياة، ساحة للتضامن مع المقاومة، حيث جلب إطلاق رحلة طيران مباشرة من تل أبيب إلى نابولي حشدا من السياح الإسرائيليين إلى المدينة، مما قدم لكاستالدو جمهورًا جديدًا. إذ كانت مهمته تهدف إلى تعزيز هوية نابولي بوصفها “مكانا مناهضا للصهيونية”، مما جعل من الصعب على السياح الإسرائيليين تجاهل الرسائل المحيطة بهم من كل مكان.

يشار إلى أن إدواردو كاستالدو ليس الفنان الوحيد الذي يقوم بالتعبير بفنه عن المقاومة، إذ أصبحت نابولي نفسها مركزًا للفن الداعم للفلسطينيين. ومن الفنانين الناشطين في ذلك فنان الشوارع الإيطالي سيرو سيرولو المعروف باسم “جوريت”، الذي واجه الاعتقال في بيت لحم عقب رسمه صورة بطول 4 أمتار لوجه الناشطة الفلسطينية عهد التميمي على جدار الفصل عام 2018.

ويستخدم كاستالدو وزملاؤه الفنانون تعابيرهم الإبداعية لتسليط الضوء على الغارات الإسرائيلية المتواصلة على غزة والهجمات المتزايدة على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. وختمت الصحيفة بالقول إنه من خلال الفن لا يروي هؤلاء القصص فقط، بل يشاركون فعليًّا في المقاومة العالمية ضد الظلم.

المصدر : ميدل إيست مونيتور