وزيرة أفغانية سابقة: حكومة طالبان استبعدت الإثنيات والمرأة وقد تجرنا لحرب أهلية ثانية (فيديو)

حذرت الأكاديمية الأفغانية حبيبة سرابي من تهميش حركة طالبان لدور المرأة والإثنيات وحصر الحكومة في قبضتها، ما قد ينعكس سلبًا على الاعتراف الدولي بهذه الحكومة، فضلًا عن الانزلاق في معارك داخلية قد تصل إلى حد الحرب الأهلية.

وحبيبة سرابي سياسية أفغانية وعضو وفد حكومة كابل للسلام، كما أنها أول امرأة تتولى منصب حاكم ولاية بأفغانستان ووزيرة شؤون المرأة الأفغانية ووزيرة التعليم والثقافة سابقًا.

وعن تقييمها للتشكيل الوزاري الذي أعلنت عنه طالبان اليوم، قالت حبيبة -في حديثها لبرنامج المسائية على شاشة الجزيرة مباشر- إنه لا يمكن أن يترأس الملالي الحكومة بأية حال، إذ إنه في القرن الحادي والعشرين تقتضي الحكومة وجود مختصين وخبراء لقيادة التعليم والتكنولوجيا وجميع قطاعات الدولة.

وتابعت: “تأسيسًا على ذلك، يتعين أن يمتلك الشخص الخبرة الكافية لإدارة الوزارة، ولن يسعد شعب أفغانستان بهذه الحكومة التي شكّلتها طالبان”.

وأعربت الأكاديمية الأفغانية عن احترامها للأشخاص الذين كُلِّفوا بالمناصب، غير أنها أكدت وجوب تولي مختصين لهذه التبعات التي تواجه بلادهم لا سيّما في هذا الوقت الحرج.

وتساءلت “كيف يمكن لحكومة تمثل الشعب الأفغاني أن تغيب عنها الإثنيات الموجودة بالبلاد؟ ناهيك عن غياب دور النساء في هذه الحكومة، وعلى أي أساس تتجاهل الحكومة الحالية المرأة؟”.

ومنذ سيطرتها على البلاد منتصف أغسطس/ آب الماضي، سعت طالبان مرارا لطمأنة الأفغان والدول الأجنبية إلى أنها لن تعود إلى نظام حكمها القاسي الذي فرضته عندما كانت في السلطة المرة السابقة حين كانت تنفذ عقوبات علنية عنيفة ومنعت النساء والفتيات من المشاركة في الحياة العامة.

وردًا على القول إن التكنوقراط لم يقدموا للبلاد شيئًا على مدار 20 عامًا مضت، قالت الأكاديمية الأفغانية إن الفساد كان سيد الموقف، ولا يعني ذلك أن الشيوخ في طالبان أبرياء من الفساد بالجملة، لقد كان الفساد معضلة أفغانستان وإلا لتغيرت الأحوال كثيرًا في السنوات الماضية.

ورفضت التسليم بضيق الوقت والتي تذرعت به حركة طالبان في تشكيل الحكومة المعلن عنها مؤخرًا، وارتأت أن مبررات غاب عنها المنطق مما جعلها واهية تمامًا، واستشهدت بالوفد المفاوض والذي لم يضم أحدًا من خارج طالبان.

واستبعدت حبيبة سرابي أن تكون نظرة طالبان لمجريات الأوضاع شمولية، فضلًا عن تغييب المرأة عن المشهد الحالي، رافضة في الوقت نفسه أن يغيب دور المرأة والإثنيات عن الواقع الأفغاني بأي حال.

وردًا على سؤال بخصوص التوجس من طالبان، قالت حبيبة سرابي إن المسألة تتعلق بالأفعال وليس بمجرد التصريحات، معيدة الحديث عن موقف الحركة من عمل المرأة ومشاركتها في الحياة العامة بشتى صورها، وأن التناغم بين الأفعال والأقوال هو المحك في الحكم على طالبان وغيرها.

وأشارت الأكاديمية الأفغانية إلى أن التغيير ليس في حركة طالبان وحدها، وإنما في التعاطي الأفغاني العام مع الأحداث، محذرة الحركة من عواقب الانفراد بمقاليد الأمور وتهميش الإثنيات والمرأة وقطاعات المجتمع التي لا تتساوق معها، والتي قد تجر البلاد إلى أتون حرب أهلية جديدة.

وتابعت “يجب ألا تقمع طالبان القطاعات المختلفة معها، وأن تغيِّر من نهجها في التعاطي مع مستجدات الأوضاع”.

وفي وقت سابق اليوم، عيّنت حركة طالبان الملا حسن أخوند -أحد مساعدي مؤسس الحركة الراحل الملا عمر- رئيسا للحكومة الجديدة في أفغانستان، وسراج الدين حقاني -نجل مؤسس شبكة حقاني التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية- وزيرا للداخلية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي للصحفيين على متن طائرة الرئاسة -أثناء توجه الرئيس جو بايدن إلى نيويورك- إنه لن يكون هناك اعتراف بحكومة طالبان قريبا.

ويعد حقاني أحد أهم المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) الأمريكي بسبب دوره في هجمات “انتحارية” وعلاقاته بتنظيم القاعدة، وفق تقارير أمريكية.

وجاء تعيين برادر نائبا لأخوند بدلا من منصب رئيس الوزراء مفاجأة للبعض لأنه كان مسؤولا عن التفاوض على الانسحاب الأمريكي وممثلا لطالبان أمام العالم.

وكان برادر صديقا مقربا للملا عمر، واضطلع بالمسؤولية عن الهجمات على القوات الأمريكية، وذلك بحكم موقعه قائدا كبيرا في الحركة.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل