يشكلّن نحو ثلث موظفيها.. منظمة نرويجية تقول إن طالبان وافقت على مبدأ عمل النساء لحسابها

يان إيغلاند مع مجموعة من النساء وخشية من وضع سيئ في الشتاء (منصات التواصل)

قالت منظمة إغاثية نرويجية إن حركة طالبان التي تحكم أفغانستان حاليا وافقت من حيث المبدأ على السماح للنساء بالعمل في المنظمة، إلا أن التطبيق الفعلي سيستغرق وقتا.

وقال رئيس المجلس النرويجي للاجئين (يان إيغلاند) في كابل بعد اجتماعه بوزراء في حكومة طالبان “سيكون بإمكان موظفاتنا العمل بحرية مع زملائهن الذكور في جميع أنحاء البلاد”.

وأوضح أن الوزراء “وافقوا من حيث المبدأ، لكنهم أقروا بأن “الأمور تتقدم ببطء وستستغرق وقتا”.

المجلس النرويجي للاجئين

ويُعد المجلس النروجي للاجئين من أكثر المنظمات الإنسانية نشاطا في أفغانستان وتشكل النساء نحو ثلث عدد موظفي المجلس في أفغانستان.

وتحاول المنظمة غير الحكومية التفاوض على اتفاقيات على المستوى المحلي في سبع مقاطعات من أصل 14 تنشط فيها كي تتمكن النساء من استئناف عملهن فيها بحسب ما ذكر إيغلاند.

ويتعين على المجلس النرويجي للاجئين، مثل المنظمات غير الحكومية الأخرى التكيف مع التعليمات المتقلبة لطالبان والمتعلقة بعمل المرأة وبشروط تطبيقها المتنوعة.

ويمكن للمرأة في بعض الأماكن أن تعمل مع الرجال، وفي أخرى يتم الفصل بين الجنسين في حين تكون ممنوعة من العمل في أماكن أخرى، ويرتبط ذلك بمسؤولي طالبان المحليين.

وحاول مسؤولو الحركة منذ عودتها إلى السلطة في منتصف أغسطس/آب، طمأنة الشعب الأفغاني والمجتمع الدولي، مشيرين إلى أنهم سيكونون أقل صرامة مما كانوا عليه سابقاً.

وفي الخدمة العامة لم تعد النساء إلى العمل بعد، في حين لا تزال المدارس الإعدادية والثانوية مغلقة أمام الفتيات، وقالت طالبان الأسبوع الماضي إنها ستسمح لهن بالعودة إليها “في أقرب وقت ممكن”.

وقرر المجلس النرويجي للاجئين عدم إعادة فتح مدارسه إذ لا يُسمح للفتيات بعد بالدراسة، وقال إيغلاند “لا يمكننا التعليم ما لم نعلم الفتيات والفتية على حد سواء”.

وتدير المنظمة غير الحكومية المئات من المدارس الابتدائية والثانوية في أفغانستان، وفي السنوات الأخيرة سمحت طالبان للمنظمات غير الحكومية بتعليم الفتيات في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.

الوضع الاقتصادي

وتطرق يان إيغلاند خلال إلى الاقتصاد وهي القضية الأكثر إلحاحاً بالنسبة له، في وقت تضرر الاقتصاد الأفغاني المنهك أصلا بسبب تجميد المساعدات الدولية والأصول الأفغانية الموجودة في الخارج.

وتقول الأمم المتحدة إن 18 مليون شخص، أي أكثر من نصف السكان، يعتمدون على المساعدات الإنسانية، وأعرب إيغلاند في هذا الصدد عن خشيته من أن يزداد الوضع سوءاً مع اقتراب فصل الشتاء.

وفي وقت تجد فيه منظمته صعوبة في دفع رواتب موظفيها وتمويل برامجها، قال إيغلاند “إنه سباق مع الزمن” محذرا من أن “الناس ستموت قريباً جداً”.

وتعهد المجتمع الدولي بتقديم 1.2 مليار دولار لمساعدة أفغانستان بحسب الأمم المتحدة، دون تحديد المبلغ الذي سيتم تخصيصه للمساعدات الطارئة.

وأشار إيغلاند إلى أن المانحين “بطيئون ويتأخرون، ومترددون ويطرحون مليون سؤال، حتى فيما يتعلق بالمساعدات الأساسية لإنقاذ حياة الناس”.

المصدر : الفرنسية