في شهادته أمام المحكمة.. محمد حسان: الإخوان لم يوفّقوا في السياسة وتمنيت أن يتنازلوا عن الحكم (فيديو)

قال الداعية الإسلامي محمد حسان إن الإسلام بريء من الجماعات التكفيرية بما فيها تنظيم القاعدة، وإن الإخوان المسلمين لم يوفَّقوا في حكم مصر ولم يخرجوا عن فكر الجماعة ذات الطيف الواحد، مؤكدًا أهمية دور الأزهر في محاربة التطرف.

واستمعت محكمة الدائرة الخامسة إرهاب -جنايات أمن الدولة طوارئ- برئاسة المستشار محمد السعيد الشربيني إلى شهادة حسان خلال محاكمة 12 متهما في القضية المعروفة إعلاميًا “خلية داعش إمبابة”، وذلك بمقر انعقاد المحاكمة في معهد أمناء الشرطة بمنطقة “طرة البلد”، جنوب العاصمة القاهرة.

وكانت المحكمة قد أمرت بضبط وإحضار كل من الشيخ محمد حسين يعقوب والشيخ محمد حسان بسبب تخلفهما عن المثول للاستماع لشهادتهما في القضية، وحضر يعقوب، منتصف يونيو/حزيران الماضي، إلى قاعة المحكمة على كرسي متحرك، في حين تخلَّف حسان ومثل أمام المحكمة، اليوم الأحد.

ونفى حسان ارتباطه بالأشخاص الذين يبثون دعوتهم دون التنسيق مع الجهات الأمنية، وعدَّ نفسه أولَ من قال بـ”الحجر الدعوي” الذي يمنع من أن يتصدى أي إنسان للدعوة العامة إلا إذا كان أهلًا لذلك.

وقال حسان “إن أي جماعة أيًّا كان مسماها ومهما تدثَّرت به من عباءة الإسلام تخرج عن كتاب الله وعن سنة سيدنا رسول الله، وتستحل الدماء المحرَّمة للمسلمين والدماء المعصومة للذميين والمعاهَدين والمستأمنين، وتستحل دماء إخواننا وأبنائنا في الجيش والشرطة باسم الدين والإسلام والجهاد فإنها جماعة منحرفة عن كتاب الله وعن سنة سيدنا رسول الله، ومن ثم كانت سببًا للتنازع والصدع والخلاف”.

وفي معرض رده عن رأيه في تنظيم القاعدة، قال حسان “إن التكفير من أصول هذا التنظيم، وحصر الحق فيهم (المنتسبين للتنظيم) وفي منهجهم ومعتقدهم، والحكم على المسلمين بالرِّدة والحكم على جميع الحكومات العربية والإسلامية بأنها حكومات كافرة مرتدة، مما يترتب عليه إيمان التنظيم بالتفجير والتدمير واستحلال الدماء والأموال وانتهاك الأعراض”.

وبخصوص رأيه في الإخوان المسلمين، قال حسان “الجماعة -في بداياتها- دعوية، ثم تحولت في السنوات الأخيرة إلى حزب سياسي يريد أن يصل إلى الحكم، وبالفعل وصلت إليه وتولت رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة مجلس الشعب ورئاسة مجلس الشورى ومعظم المحافظات، ومع ذلك لم توفَّق الجماعة في حكم مصر لأنها لم تستطع الانتقال من فقه الجماعة إلى فقه الدولة، ولم تستطع الانتقال من سياسة الجماعة ذات الطيف الواحد إلى سياسة الدولة ذات الطيف المتعدد الألوان والمشارب”.

واستطرد “ولما حدث الصدام الحقيقي بين الجماعة والدولة بكل مؤسساتها جيشًا وشرطة وإعلامًا وقضاءً رفعت الجماعة شعار (الشرعية أو الدماء)، ووددت ساعتها لو استلهمت الدرس من الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما حين تنازل عن الخلافة وهي حقه لمعاوية بن أبي سفيان حقنًا للدماء وطلبًا لمرضاة الله عز وجل”.

ووجّه القاضي دعوة للشيخ حسان طالبه فيها بالدراسة في الأزهر الشريف، مضيفًا “لازم يكون لك مجال ووجود”، ورد الداعية “أنا مستعد من الآن”.

وتابع حسان “أنا أحب الأزهر وأقدّره وأقدّمه، وما جلستُ مجلس علمٍ دوخل عليَّ عالمٌ أزهري إلا وتركت الكرسي وأجلستُه مكاني، وقلت: ما جلسنا ها هنا إلا حين افتقدنا وجودكم”، مشيرًا إلى احترامه للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر.

وطلب القاضي من حسان أن يفسر عبارات بعينها، مثل (دفع الصائل، والتترُّس، الولاء والبراء، مبدأ التَّقية، الرافضة).

وكانت النيابة العامة قد وجّهت للمتهمين في قضية “خلية داعش إمبابة” تهمًا عدة، منها تولي قيادة جماعة إرهابية الهدف منها الدعوة إلى الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه إلى الخطر، وتعطيل أحكام الدستور والقوانين في الدولة، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين.

وفي 15 من يونيو/حزيران الماضي، استمعت المحكمة إلى شهادة الداعية محمد حسين يعقوب بشأن القضية ذاتها.

المصدر : الجزيرة مباشر + وسائل إعلام مصرية