كيف يؤثر حجب إثيوبيا للمعلومات الخاصة بسد النهضة على تدفقات النيل في السودان؟ (فيديو)

أكد خبير المياه واستشاري هندسة السدود أبو بكر محمد مصطفى أن السودان واجه تحديات في العامين الماضي والحالي بسبب امتناع إثيوبيا عن تبادل المعلومات عن عمليتي ملء سد النهضة الأولى والثانية.

وأضاف -في لقاء على الجزيرة مباشر- أن السودان توقع هذا العام أن يجري نفس نهج الملء من دون تنسيق فاستعد لذلك بحجز حوالي مليار متر مكعب خلف سد الروصيرص لمواجهة تدني مناسيب المياه المتوقع، ولكن تم الانتهاء من الملء الثاني سريعا وجاء الفيضان بمعدل فوق المتوسط مبكرا في الأسبوع الثالث من يوليو/تموز المنقضي.

وتابع “لذلك اضطر السودان لإطلاق المياه المخزنة لمقابلة التدفقات الكبيرة والتي تواصلت في النيل الأزرق بكميات فوق المتوسطة، إذ وصلت في الأسبوع الأول من أغسطس/آب الجاري إلى حوالي 810 مليون متر مكعب يوميا واستمرت للأسبوع الثاني كذلك ثم انخفضت في الأسبوع الثالث”.

وأردف “في الوقت ذاته سجل النيل الأبيض تدفقات لم ترصد خلال المئة عام الماضية، إذ كانت التدفقات سابقا في حدود 60 إلى 70 مليون متر مكعب يوميا في حين وصلت هذا الشهر إلى 120 و130 مليون متر مكعب”.

واستطرد “اضطر السودان لمواجهة ثلاثة تحديات هي مواجهة الملء الثاني لسد النهضة، والفيضان غير المسبوق في النيل الأبيض، والفيضان في النيل الأزرق، ما أدى لتغيير أسلوب إدارة السدود السودانية لتجنب الأضرار في الأرواح والممتلكات”.

وحول الأضرار التي يسببها ملء سد النهضة بالنسبة للسودان قال إن الملء يقلل من معدلات التدفق من حيث الكمية والمواقيت الزمنية ما يهدد الاحتياجات السكانية والزراعية واحتياجات الطاقة على نهر النيل الأزرق والنيل الرئيسي”.

وأوضح “هذه أضرار تحدث في كل عملية ملء إلا إذا تم وفق اتفاق وأدلة فنية لحجز كميات المياه ووضع مواقيت زمنية وأسس هندسية، وحينها يتم تجنب الأضرار”.

وكان وزير الري السوداني ياسر عباس قد قال إن عدم تبادل المعلومات أجبر السودان على اتخاذ إجراءات احتياطية مكلفة كان لها أثر اقتصادي واجتماعي كبير.

أكد عباس أن أحد أهم سمات فيضان هذا العام الإيراد الكبير وغير المتوقع من النيل الأبيض والذي يفوق كل ما رصد خلال المئة عام السابقة، وأنه ليس هناك أثر لسد النهضة الإثيوبي على فيضان هذا العام في البلاد.

المصدر : الجزيرة مباشر