أحد محاربي أكتوبر.. عبدالرحيم جبريل الشيخ الثمانيني الذي أُعدم في نهار رمضان (فيديو)

أُعدم فجر أمس الإثنين الشيخ الثمانيني عبد الرحيم جبريل “أحد أبطال حرب أكتوبر 1973” وذلك ضمن مجموعة أشخاص أعدموا تنفيذًا لأحكام صدرت في قضية اقتحام قسم شرطة كرداسة عام 2013.

وقال الحقوقي المصري هيثم غنيم للجزيرة مباشر إن ما جرى بمثابة عملية انتقام ممنهج من وجهاء منطقة كرداسة بمحافظة الجيزة، من قبل الأمن المصري، إذ أن غالبية المتهمين في تلك القضية -وخصوصًا كبار السن- هم من الشخصيات المعروفة في المنطقة.

وأضاف أن “النظام المصري قام اليوم (أمس الإثنين) بإعدام أحد أبطال حرب أكتوبر 1973، ووفق شهادة شهود عيان من سكان المنطقة -التي قُدمت في القضية فيما يخص الشيخ عبد الرحيم جبريل الذي كان في 74 من عمره آنذاك- فإنه كان موجودًا طوال اليوم في المسجد يصلي ويدعو بأن يحفظ الله مصر وشعبها”.

ورغم أن هذه الشهادة وثقت وقدمت للمحكمة فإنها لم تأخذ بها واعتمدت فقط على محاضر وشهود جميعهم من الشرطة وجهاز الأمن الوطني، وهو ما يتنافى مع معايير المحاكمة العادلة، بحسب هيثم غنيم.

وانتقد غنيم من يقولون إن أصوات مآذن المدينة كانت تقول “اذهبوا واقتلوا الكفار” وقال إنها مجرد شائعات لم تحدث ومقاطع الفيديو المنتشرة للأحداث لا يوجد بها مثل هذه الأصوات.

وبشأن التضارب حول العدد الحقيقي لمن أعدموا فجر أمس، قال غنيم “لدينا حصر حتى الآن بأحد عشر شخصًا تم إخطار ذويهم بإعدامهم وضرورة الحضور لمشرحة مستشفى شبين الكوم العام بمحافظة المنوفية لاستلام الجثامين”.

وأضاف “بحسب نص المادة 88 من لائحة السجون والمادة 475 من قانون الإجراءات الجنائية، لا يجوز تنفيذ أحكام الإعدام بحق المدانين في المناسبات الدينية الخاصة بهم، وبالتالي لا يجوز إعدام من يحملون الديانة الإسلامية في شهر رمضان أو في عيدي الفطر والأضحى”.

 

بدوره تحدث الداعية الإسلامي الدكتور محمد الصغير عن الشيخ عبد الرحيم جبريل الذي نفذ فيه حكم الإعدام بالأمس قائلًا “إنه مواليد عام 1941 أي أكمل عامه الثمانين في هذه الأيام، وكان محفّظًا للقرآن الكريم”.

وأضاف “عاصرت الشيخ جبريل في مساجد ألمانيا قارئًا للقرآن الكريم وفي رحلات الحج معلمًا، ولا يعرف هذا الرجل سوى القرآن والإمامة على مدار 50 عامًا خرّج خلالها أجيالًا من حفظة القرآن الكريم”.

وتابع “شهد الشيخ في شبابه هزيمة 1976 وكان مع المنتصرين في حرب 1973 ثم كرّس بعدها جل وقته وجهده لخدمة القرآن الكريم”.

وأردف “الشيخ جبريل كان معي في رحلة الحج منذ سنوات وسألني قائلًا: أعرف أن التلبية هي شعار الحجاج فهل يجوز لي أن أنشغل بالقرآن عن التلبية في بعض الأوقات لأني نذرت أن أختم القرآن في ثلاثة أيام أثناء الحج”.

واختتم الشيخ محمد الصغير حديثه بالقول “كان الشيخ جبريل إلى جواري ووفّى نذره، وكان يقارب السبعين في هذا الوقت ويخدم أهل الخيمة أيضًا”.

المصدر : الجزيرة مباشر