خطة لتزييف الجريمة.. شاهد يكشف معلومات جديدة في قضية مقتل ريجيني (فيديو)

قالت صحيفة التايمز البريطانية السبت، إن أحد الشهود الثلاثة الذين قدموا شهادات جديدة حول مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، أكد أن الشرطة المصرية التي عذبت وقتلت ريجيني قررت تحميل مجموعة من اللصوص مسؤولية الجريمة.

وأضاف الشاهد أن الشرطة المصرية خططت لتشويه جسد ريجيني حتى تجعل التستر أكثر إقناعًا.

ونقلت الصحيفة عن مصدر قضائي إيطالي قوله إن جميع الشهود ظنوا أن إيطاليا لن تمتلك الشجاعة للمضي في التحقيق حتى هذا الحد، لكنها وقد فعلت فهم الآن على استعداد للتحدث.

وقال والدا ريجيني إن تصميمهما على تحقيق العدالة والعمل الدؤوب من جانب القضاة يؤتيان ثمارهما، وناشدا المزيد من المصريين بالتقدم للإدلاء بشهاداتهم.

وكان القضاء المصري قد حدد أسماء 4 مسؤولين مصريين وأحالهم للمحاكمة بتهمة قتل ريجيني في القاهرة عام 2016.

من جانبه، روى الكاتب الصحفي المقيم في روما سمير القريوطي، للجزيرة مباشر، جانبًا من إفادة أحد الشهود الثلاثة الذين استمعت لهم النيابة الإيطالية في السابع من الشهر الجاري.

وأكد أحد هؤلاء الشهود أن نقيب الباعة الجائلين محمد عبد الله، الذي وشى بريجيني لجهاز أمن الدولة المصري، كان يعلم أن الأخير محتجز لدى قوات الأمن يوم 25 يناير/كانون الثاني 2016، أي نفس يوم اختفاء الطالب الإيطالي.

وأوضح الشاهد كذلك أن عبد الله كان يعلم بمقتل ريجيني يوم 2 فبراير/شباط 2016، أي بعد اختطاف ريجيني بأسبوع، مؤكدًا أنه كان موجودًا مع عبد الله في ذلك الوقت، وأن الأخير بدا عليه الرعب.

وكشف الشاهد أن عبد الله أبلغه أنه كان موجودًا في مقر جهاز أمن الدولة بمدينة نصر برفقة ضابط شرطة، وأن الأخير تلقى مكالمة من زميل له في قسم شرطة الدقي، حيث كان ريجيني هناك يتعرض التعذيب قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. وأوضح أن الضابطين كانا يناقشان وفاة ريجيني وكيفية التستر عليها.

وأضاف الشاهد أن ضابط المخابرات محمود السيسي، نجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كان يتابع شخصيًا قضية ريجيني.

وقال الكاتب سمير القريوطي إن الشاهد تقدم طوعا للشهادة في أحد السفارات الإيطالية، وإن مجموعة تابعة لسلاح الدرك استجوبته بوجود المدعي العام الإيطالي الذي يحقق في القضية سيرجيو كوليولو.

وأضاف أن كل ما ورد في الشهادة، بالإضافة إلى شهادتين جديدتين، سوف يتم تضمينها في تقرير النيابة يوم 29 أبريل/نيسان خلال جلسة محكمة روما أمام قاضي الجلسة التمهيدية، حتى يبت الأخير في القضية ويقرر إحالة ضباط الأمن المصريين المتهمين، وعلى رأسهم العقيد هشام حلمي، إلى المحاكمة الغيابية.

وردًا على قول المحامي والناشط السياسي المصري محمود عطية بأن تلك الشهادات مجرد أقوال مرسلة وأنها “محاولة لإسكات وتهدئة للرأي العام الإيطالي” قال القريوطي إن إيطاليا تتمتع بقضاء مستقل وصحافة حرة، وإن هناك شفافية في الإعلان عن جميع مراحل التحقيقات.

وأضاف أنه كان يتمنى أن تدلي النيابة المصرية بدلوها وتساهم في التحقيق بالقضية للوصول إلى الحقيقة، لكنها لم تفعل ولم تستمر في التعاون مع نظيرتها الإيطالية، وبالتالي قررت روما المضي قدما بمفردها، مؤكدا أنه لا أحد يريد لمصر أي سوء، كما أن والدة ريجيني تقدمت بالشكر للمصريين الذين أدلوا بشهاداتهم.

وضرب القريوطي مثالا على قوة القانون واستقلال القضاء في إيطاليا بقرار النيابة محاكمة وزير الداخلية السابق ماتيو سالفيني بتهمة التمرد على أوامر رسمية للنيابة، وتم تحديد منتصف سبتمبر/أيلول القادم موعدا لبدء المحاكمة.

المصدر : الجزيرة مباشر