السودان.. عشرات الجثث مجهولة الهوية داخل مشرحة في مدينة ود مدني.. ما قصتها؟

عشرات الجثث مجهولة الهوية بمشرحة في مدينة ومدني(مواقع التواصل)

أثار اكتشاف 168 جثة مجهولة الهوية بمستشفى ود مدني في ولاية الجزيرة بوسط السودان، ردود أفعال واسعة، إذ يعود تاريخ بعض الجثامين لعام 2019 الذي شهد مجزرة فض اعتصام القيادة العامة للجيش.

وتزامن فض اعتصام للمحتجين أمام القيادة العامة للجيش السوداني وسط الخرطوم مع فض اعتصامات مماثلة أمام مقرات الجيش والحكومة بعدد من الولايات بينها مدينة ود مدني (189 كيلو متر جنوبي الخرطوم) وأوقع عشرات القتلى والجرحى.

الجثث المجهولة

وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن مساعد المدير العام لوزارة الصحة بولاية الجزيرة أعلن عن تواصل عمليات تشريح وإعادة تشريح 168 من الجثامين لمجهولي الهوية بمشرحة مدني.

ونقلت عن المسؤول قوله “الجثامين لم يتم اكتشافها بالصدفة كما أشيع في كثير من مواقع التواصل الاجتماعي، فقد كانت معروفة من قبل وزارة الصحة وتم حفظها بناء على قرار صادر من قبل لجنة التحقيق في فض الاعتصام يحظر دفن أي جثة مجهولة الهوية”.

وأوضح أن اللجنة الخاصة بتشريح وإعادة تشريح الجثامين تقوم بعمل ملفات كاملة تحدد فيها كل المعلومات وأخذ البصمة الوراثية وصورة لكل المتوفين وإعطائهم أرقام متسلسلة.

وكشف عن لجنة ستقوم بالدفن وفق الطرق القانونية المتعارف عليها وبحضور كل جهات الاختصاص وفي مكان تم تحديده من قبل وزارة الصحة، مؤكداً أن لجنة الطب العدلي سترفع تقريرها للجهات المختصة.

معرفة مجريات الأحداث

وأصدر تجمع الأجسام المطلبية -كيان يضم منظمات حقوقية ومدنية- بيانا قال فيه “بالرغم من أن اكتشاف اكتظاظ المشرحة بالجثامين تم عن طريق الصدفة بسبب روائح الجثامين المتحللة، وادعاء الجهات المعنية أن ذلك كان بسبب تعطل أجهزة التبريد مطلع فبراير/ شباط، لكن الواقع أن حالة الجثامين تنبئ عن أنها متحللة منذ مدة طويلة لدرجة طمس ملامحها والتصاقها ببعضها وبأرضية الممرات داخل ثلاجات حفظ الموتى وخارجها”.

وأوضح أنه كشف عن وجود بعض الجثث بالملابس التي كانوا عليها لحظة الوفاة، وعثر على 11 بطاقة هوية وأوراق أخرى، مما يجعل تصنيفهم ضمن الجثث الجهولة الهوية خطأ فادحا أو إهمالا يستوجب التحقيق في  الدوافع.

 

وأضاف “الحالة المتردية جدا للجثامين تشير إلى أنه كان يلقى بها فوق بعضها كيفما اتفق دون القيام بالإجراءات الأولية للتحقق من هوية المتوفى/ة ودون التقيد بتوقير حرمة الموت”.

وقال البيان “عموما الوضع من السوء بدرجة يصعب وصفها، الأعضاء البشرية المهملة والسوائل الناتجة عن تحللها تغطي كل أرض المشرحة بينما الروائح وصلت إلى كل المحيط”.

1000جثة في مشارح الخرطوم

من ناحية أخرى كشف مدير هيئة الطب العدلي بولاية الخرطوم هاشم فقيري للجزيرة مباشر عن وجود أكثر من 1000 جثة مجهولة الهوية بمشارح ولاية الخرطوم.
وأوضح هاشم أن الجثث الموجود بالمشارح تراكمت منذ عام 2019 بعد قرار منع دفنها من قبل النيابة العامة، وأوضح أن النيابة العامة سمحت الآن بدفنها وفق الإجراءات الصحية العالمية بعد أخذ العينات والتشريح.
وقال فقيري للجزيرة مباشر إن سلطات ولاية الخرطوم خصصت مقابر لدفن الجثث المجهولة الهوية بمنطقة شرق النيل في مساحة 10 ألف فدان.
وكانت وزارة الصحة بولاية الجزيرة أعلنت البدء في التجهيز لدفن 168 جثة مجهولة الهوية وفق البروتوكولات الصحية العالمية.
وكشف الطيب العباسي رئيس لجنة المفقودين قسرياً -تابعة للنائب العام السوداني- للجزيرة مباشر عن وجود 30 جثة من بين 168 جثة أعلن عنها في ولاية الجزيرة تعرضت للاعتداء ويتوقع أن يكون لها صلة بأحداث فض اعتصام القيادة العامة.
واتهم المتحدث باسم تجمع المهنيين السودانيين الوليد علي في حديث للجزيرة مباشر السلطات في ولاية الجزيرة بالاستهتار بجثث المفقودين، ودعا الحكومة لإجراء تحقيق عاجل حول تكدس الجثث بمشرحة الولاية ومحاسبة المتسببين.

ما حقيقة الجثث؟

وتداول الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خبر العثور على الجثث، وصور المشرحة التي عثر فيها على الجثث، كما تداول النشطاء خبرا عن إغلاق صفحة طبيب، قام بنشر الصور الأولى للجثامين.

وأثارت الصور التي تم نشرها وخبر العثور على الجثامين الكثير من الذكريات لدى السودانيين، عن فض اعتصام القيادة العامة الذي راح ضحيته العشرات، ولم يتم حتى الآن البت في أي قضية متعلقة به.

ودعا نشطاء ومغردون ولجان مقاومة مدينة مدني إلى دفن الجثث “في موكب تشييع مهيب يشارك فيه كل شرفاء الولاية وندعو كل الثوار في كل الاجسام الثورية داخل الولاية وخارجها للوقوف سداً منيعاً ضد دفن الجثث بطريقة غير كريمة”.

 

المصدر : الجزيرة مباشر + وسائل إعلام