السودان.. الإفراج عن وزراء بحكومة حمدوك والكشف عن ملامح تسوية سياسة مرتقبة
قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السودان إن محادثات أثمرت عن خطوط عريضة لاتفاق محتمل على عودة إلى تقاسم السلطة بين العسكريين والمدنيين، يشمل إعادة رئيس الحكومة المنحلة عبد الله حمدوك إلى منصبه.
ونقلت رويترز عن المبعوث الأممي للسودان (فولكر بيرتس) تشديده على ضرورة التوصل إلى ذلك الاتفاق خلال “أيام لا أسابيع” قبل أن يشدد الجانبان من مواقفهما.
وتنسق الأمم المتحدة الجهود لإيجاد مخرج للسودان من أزمته، عقب إجراءات قام بها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بحل مؤسسات الحكومة ووضع حمدوك تحت الإقامة الجبرية، في 25 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم.
إذا نجح تشكيل مجلس سيادي جديد في #السودان .. هل تعود الحكومة المدنية؟ pic.twitter.com/W28NmpM9km
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) November 4, 2021
اتفاق محتمل
وكشف المبعوث بيرتس علنًا لأول مرة عن “الخطوط العريضة” لاتفاق محتمل قال إنها تشمل عودة حمدوك إلى منصبه وإطلاق سراح المعتقلين ورفع حالة الطوارئ وإجراء تعديلات على بعض المؤسسات الانتقالية وتشكيل حكومة جديدة من التكنوقراط.
وشدد الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الفترة الانتقالية في السودان، على أن الوقت عامل حاسم في إحراز أي تقدم.
وقال في مقابلة مع رويترز “كلما طال الانتظار ستزداد صعوبة تنفيذ مثل هذا الاتفاق والحصول على الدعم اللازم من الشارع والقوى السياسية”.
I spoke with Commander of the Sudanese Armed Forces General Burhan today to urge the immediate release of all those detained since October 25 and a return to a civilian-led government, in accord with the 2019 Constitutional Declaration.
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) November 5, 2021
وأكد بيرتس أن الأمر سيصبح أكثر صعوبة أيضا على الجيش، إذ أن الضغوط ستزداد لتعيين حكومة ما، بغض النظر عن مصداقيتها وسيشدد الجانبان من مواقفهما، وقال” نحن نتحدث عن أيام لا أسابيع”.
وقال بيرتس لرويترز “السؤال الآن هو، هل الجانبين على استعداد للالتزام بذلك؟”، وأوضح “في هذه المرحلة لا تزال لدينا على الأقل بعض العقبات”.
In a call with Prime Minister Hamdok, I relayed U.S. calls for an end to detentions of civilian political figures in Sudan and for an immediate return to civilian-led government.
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) November 5, 2021
الفرصة الأخيرة
وقال بيرتس إن المحادثات تمثل فعليًا “الفرصة الأخيرة” للجيش للتوصل إلى اتفاق عن طريق المفاوضات، مضيفًا أن هناك على ما يبدو مناقشات داخل الجيش بشأن ما إذا كان ينبغي الاستفادة منها أم لا.
وأكد أن إطلاق سراح المحتجزين واستعادة خدمات الإنترنت ستكون ضمن خطوات يمكن للجيش اتخاذها لتهدئة الموقف وحشد المزيد من الدعم للتوصل إلى اتفاق.
وقال المبعوث الأممي “في مثل هذه الحالات، هناك قوى في الداخل والخارج تشجع الأطراف على اتخاذ مسارات أكثر تشددًا ورفض التنازلات والتمسك بموقفها ببساطة”.
عاجل | رويترز عن مصادر رسمية سودانية: سيتم الإعلان عن تشكيل مجلس سيادة جديد مؤلف من 14 عضوا. #السودان #الخرطوم
— الجزيرة مباشر الآن (@ajmurgent) November 4, 2021
الإفراج عن وزراء مدنيين
وفي ساعة متأخرة من مساء أمس الخميس، قال التلفزيون الرسمي إن البرهان أمر بالإفراج عن أربعة وزراء مدنيين من حكومة حمدوك كانوا ضمن المعتقلين.
وكان العديد من المسؤولين الذين ما زالوا قيد الاحتجاز قد دخلوا في حرب كلامية مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في الأسابيع التي سبقت الإجراءات التي اتخذها.
وتقول لجان المقاومة، التي تقود الاحتجاجات منذ الانقلاب ونظمت مظاهرات جديدة يوم الخميس، إنها ترفض التفاوض مع العسكريين وطالبت بتنحي الجيش عن السياسة.
ودعا تجمع المهنيين السودانيين، الذي قاد احتجاجات 2019 التي أطاحت بعمر البشير، في ساعة متأخرة من مساء الخميس إلى إضراب عام يومي الأحد والإثنين احتجاجًا على ما قال إنه حكم عسكري.
تزايد الضغوط الدولية والجيش يفرج عن 4 وزراء.. ما السيناريوهات المحتملة لأزمة السودان؟
شاركونا مع #أيمن_عزام في #بعد_منتصف_الليل https://t.co/zlSEZrHO8E— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) November 4, 2021
ضغوط دولية
نقلت رويترز عن مصدر مقرب من حمدوك أمس الخميس أن المحادثات بينه وبين زعماء “الانقلاب العسكري” تحرز تقدمًا في الوقت الذي تضغط فيه الولايات المتحدة والأمم المتحدة للتوصل إلى حل.
وقال مصدر ثان إن السودان قد يشكل قريبًا مجلسًا سياديًا جديدًا من 14 عضوًا في خطوة أولى من قبل الجيش لتشكيل مؤسسات انتقالية جديدة.
وفي زيادة للضغط الدولي تحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مع البرهان مساء الخميس، وحثه على العودة إلى العملية الانتقالية.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن بلينكن حث البرهان في اتصال هاتفي على الإفراج عن السياسيين المحتجزين والعودة إلى حوار يعيد رئيس الوزراء حمدوك إلى منصبه ويستعيد الحكم بقيادة المدنيين في السودان”.
رئيس ومؤسس حركة جيش تحرير #السودان: على #حمدوك أن يعرف أن الشعب السوداني كله معه من أجل حكومة مدنية pic.twitter.com/uirhXR2PMV
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) November 4, 2021
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان إن “الوزير حض البرهان على الإفراج فورًا عن جميع الشخصيات السياسية المحتجزة منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول والعودة إلى حوار يعيد رئيس الوزراء حمدوك إلى منصبه ويعيد الحُكم الذي يقوده المدنيون في السودان”.
كما تحدث وزير الخارجية الأمريكي مجددًا مساء الخميس مع حمدوك بعد المكالمة الأولى التي جرت بينهما في 26 أكتوبر غداة “الانقلاب”.
وقال برايس إن “وزير الخارجية شدد على دعم الولايات المتحدة القوي للشعب السوداني الذي يتطلع إلى الديموقراطية” بحسب المتحدث الرسمي.
من جانبه قال مكتب البرهان إنه اتفق مع بلينكن في اتصال هاتفي على الحاجة إلى الإسراع بتشكيل حكومة.
وجاء في بيان مكتب البرهان “أمّن الطرفان على ضرورة الحفاظ على مسار الانتقال الديمقراطي وضرورة إكمال هياكل الحكومة الانتقالية والإسراع في تشكيل الحكومة”.