مصر.. أزمة بعد انخفاض إيراد النيل 5 مليارات متر مكعب

كشفت لجنة تنظيم إيرادات النيل بوزارة الري المصرية، انخفاض الإيراد المائي الوارد للبلاد (55.5 مليار متر مكعب سنويا) بحوالي 5 مليارات عن العام الماضي، بحسب بيان رسمي لرئاسة الوزراء.

وفي أعقاب هذا الإنذار، خاصة أن حصة مصر الأصلية لا تكفيها، أعلنت وزارة الري رفع حالة الطوارئ القصوى خلال الفترة المقبلة لتوفير الاحتياجات المائية للبلاد وبصفة خاصة مياه الشرب؛ والتشديد على منع زراعة الأزر بكميات كبيرة والسعي لاستغلال مياه الأمطار والصرف الصحي.

انخفاض حصة مصر المائية جاء في ظل توقعات بسبع سنوات عجاف يقل فيها إيراد نهر النيل وبالتزامن مع بناء إثيوبيا سد النهضة الذي سيحجب نصف احتياجات مصر في فترة ملء السد والمخاوف من أزمة عطش وصراعات تتصاعد.

• إيمان السيد، رئيس قطاع التخطيط بوزارة الري، التي أكدت توقع أن “يقل معدل ايراد النيل عن الأعوام السابقة”، أكدت في تصريحات صحفية، أن السبب تراجع إيراد النيل هو قلة الأمطار المتساقطة على الهضبة الإثيوبية.
• مصر تستعد في أغسطس/آب من كل عام لاستقبال الفيضان الجديد، ويصلها سنويًا 55.5 مليار متر مكعب، لم تعد تكفيها، لأن مياه الشرب تستهلك 11 مليارًا (كانت 7 مليارات في أعوام سابقة) و8 مليارات متر مكعب للصناعة والباقي للزراعة وأغراض أخرى.
• عبد اللطيف خالد، رئيس قطاع الري بالوزارة، يؤكد أن مصر سوف تتأثر بشدة هذا العام بسبب قلة ما سيصلها من مياه نهر النيل، وهو ما كانت الوزارة تتحسب له بدعوات الترشيد والتقشف في استهلاك المياه.
• خالد: لأنه في حالة نقص إيراد النيل، هنا يأتي دور السد العالي وبحيرة ناصر التي تخزن فيها 179 مليار متر مكعب وبها حاليا قرابة 176 مليارًا بسبب الفيضان العالي العام الماضي.
• خالد: الوزارة سوف تعوض نقص هذا العام من مخزون بحيرة ناصر والمياه الجوفية، ومياه الصرف الزراعي.
• الزيادة السكنية والتغيرات المناخية من العوامل التي تجعل مصر دائمًا في احتياج للمزيد من المياه حيث زاد عدد السكان يوم 22 يوليو/تموز الجاري ليصل إلى 99 مليونًا.

• مصدر مطلع بوزارة الموارد المائية والري، قال لـ “الجزيرة مباشر” إن هناك انزعاجًا رسميًا من نقص كمية المياه القادمة لمصر 5 مليارات متر مكعب، الاجتماع الأخير للجنة تنظيم إيراد النهر بمجلس الوزراء اعتبر ذلك “أمر خطير”.
• المصدر: هناك آراء متضاربة في الوزارة حول سبب النقص الكبير في إيراد مصر من مياه النيل وهو هو فقط قلة الأمطار على الهضبة الإثيوبية والتغيرات المناخية أم ما تم رصده من “فواقد مائية” في محيط موقع سد النهضة الإثيوبي أم غيرها.
• عباس شراقي، رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث الأفريقية، استغرب أن يقال إن سبب نقص ايراد مصر المائي، هو قلة الامطار بينما موسم الامطار بدأ منذ شهر تقريبًا وسيظل مستمرًا حتى أكتوبر/تشرين الأول، ويصعب بالتالي تقييمه.
• “شراقي” استبعد خلال تصريحات صحفية، أن يكون هذا الانخفاض في إيراد النيل له علاقة بسد النهضة لأنه ما زال العمل جاريًا به ولا يوجد أي تخزين في بحيرة السد.
• نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية والري بجامعة القاهرة، يرى أن تخزين وحجز إثيوبيا لنحو 75 مليار متر مكعب خلف بحيرة السد؛ سيؤدي إلى بوار أراضٍ زراعية بسبب نقص حصة مصر المائية، واختفاء أنواع هامة من الأسماك في النيل، والتأثير على الكهرباء المتولدة من السد العالي.
• وزير الخارجية الإثيوبي أكد خلال لقائه مع الرئيس المصري الأسبوع الماضي حرص بلاده على استئناف المفاوضات الخاصة بسد النهضة الإثيوبي، ولكن لا يوجد حتى الآن اتفاق بين الدول الثلاث على صيغة لاستئناف المفاوضات.

• الشهر الماضي، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري نية مصر الدعوة لعقد الاجتماع السداسي الذي يضم وزراء الخارجية والري بالدول الثلاث في أقرب فرصة لمواصلة المفاوضات.

ملف سد النهضة بالتأكيد ليس لدي وزارة الخارجية بل لدي جهة أعلي منها … سد النهضة أصبح أمرا" واقعا" وقيل أن إسرائيل نصبت قبة حديدية عند سد النهضة لحمايته …ربنا يستر

— Alaa Eldin Salman (@manslman) July 21, 2019

• مصر تحتاج سنويًا نحو 89 مليار متر مكعب من المياه، وتعاني عجزًا مائيًا حقيقيًا حاليًا، يقدَّر بنحو 40 مليار متر مكعب، منها 20 مليار متر مكعب يتم تعويضها من مياه الصرف الزراعي والمياه الجوفية، والـ 20 مليار الأخرى يتم استيرادها كمحاصيل؛ نظرًا لعدم قدرة مصر على زراعتها.
• ثبات موارد المياه وارتفاع معدلات النمو السكاني، أدى إلى تراجع نصيب الفرد من المياه في مصر إلى900 متر مكعب سنويًا، وهو ما يعني أن مصر دخلت مرحلة الخطر، وصنفتها المؤسسات الدولية بأنها تحت خط الفقر المائي.
• خبراء مياه مصريون اعتبروا توقيع الرئيس عبدالفتاح السيسي علي اتفاقية الخرطوم 2015 الخاصة بالموفقة على بناء سد النهضة، بمثابة تخلي رسمي مصري عن اتفاقيات المياه التاريخية 1929 و1959، وتخلي عن حصة مصر السنوية.
• السيسي قال عقب اجتماع 29 يناير/كانون الثاني 2018 مع الرئيس السوداني السابق عمر البشير ورئيس وزراء إثيوبيا: “مافيش أزمة.. مبروك”، مخالفًا بذلك كل التصريحات الرسمية المصرية بشأن قلقهم وغضبهم من انسداد المسار التفاوضي.

• مشكلة سد النهضة لمصر أنه مصمم لاحتجاز كمية مياه من النيل (74 مليار متر مكعب)، تعادل قرابة نصف مخزون السد العالي، وكيفية الاتفاق على سنوات ملئه، وقد تسلب 25 مليار متر مكعب كل عام من حصة مصر لو تم ملئه على 3 سنوات كما تطالب إثيوبيا.