جمال حمدان شخصية معرض الكتاب.. ومصريون: لو كان بيننا لسجنتموه

الكاتب المصري جمال حمدان

أثار اختيار الكاتب المصري جمال حمدان شخصية هذا العام، بمعرض الكتاب في مصر، جدلا واسعا وقال ناشطون إنه “لو كان حيا لتم سجنه بسبب آرائه المعارضة لسياسات الحكم بمصر”.

وأحدث اختيار جمال حمدان شخصية هذا العام بمعرض الكتاب في مصر، نقاشا على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تفسيرات بأن اختياره جاء كنوع من المجاملة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وقال ناشطون إن “جمال حمدان لو كان حيًا لتم سجنه بسبب آرائه المعارضة لسياسات الحكم في مصر والتوجهات الاقتصادية والسياسية”.

وشارك بعض المدونين مقتطفات من كتابات جمال حمدان يهاجم فيها “العواصم الجديدة” ويعتبرها سياسات خطأ فادح تقوم به الحكومات، ومقولته “لقد تغيرت مصر الحديثة في جميع جوانب حياتها، إلا نظام الحكم الاستبدادي المطلق”.

المفكر المصري جمال حمدان توفي عام 1993.. وكان السيسي قد أعرب في أحد الحوارات التلفزيونية عن إعجابه بكتابته وأنه يقرأ له كتاب “شخصية مصر”.

وتبدأ فعاليات معرض الكتاب في العاصمة المصرية القاهرة في دورته الـ 51 اليوم الأربعاء.

جمال حمدان.. شخصية مصر

جمال حمدان ولد في إحدى قرى محافظة القليوبية عام 1928 وتخصص في دراسة الجغرافيا، ومن أشهر كتبه “شخصية مصر.. دراسة في عبقرية المكان”.

حصل حمدان على ليسانس الآداب في الجغرافيا من الجامعة المصرية بتقدير ممتاز عام 1948.. وعُيّن معيدا بالكلية وسافر في بعثة في السنة التالية إلى إنجلترا لاستكمال دراساته العليا.

في عام 1953 حصل على درجة الدكتوراه، وانضم إلى هيئة التدريس بقسم الجغرافيا إلى أن استقال عام 1969 وتفرغ للبحث والتأليف حتى وفاته.

قدّم للمكتبة العربية 29 كتابا وعشرات الأبحاث، وفي أبريل/ نيسان عام 1993 وجدت جثته محترقة بشقته في حي الدقي، مع اختفاء أصول بعض مؤلفاته عن اليهود، ما جعل البعض يرجحون ضلوع الموساد الإسرائيلي في عملية اغتياله.

وعثر يوم 17 أبريل/نيسان 1993 على جثة حمدان ملقاة في بيته ونصفها الأسفل محترق، وظن الجميع أن الواقعة سببها تسرب غاز، بينما أكد مقربون منه أن عدة مؤشرات تؤكد أن الحادثة وقعت بفعل فاعل.

ونقل عن شقيق حمدان قوله إن الأسرة سمعت بسفر مفاجئ لطباخ جمال حمدان ثم اختفائه نهائيًا، مثلما تأكد أن رجلا وامرأة من الأجانب سكنا فوق شقته لشهرين ونصف، واختفيا بعد مقتله.

عُرف حمدان بعشقه الشديد لمصر والذي تجلى في كتابه الأهم “شخصية مصر – دراسة في عبقرية المكان” الذي يقع في أربعة أجزاء ضمت أربعة آلاف صفحة من القطع الكبير، وصدر على مدى عشر سنوات كاملة.

تميز بقدرته الكبيرة على فهم الأبعاد الاستراتيجية للقضايا الكبرى، ووظف تخصصه في الجغرافيا في فهم حركية التاريخ وتطورات الأحداث العالمية، وسبق له أن تنبأ عام 1968 بانهيار الاتحاد السوفياتي بعد دراسات وافية.

لكن عمل جمال حمدان الأبرز تمثل في اهتمامه بإسرائيل وتفكيك بنيتها الفكرية والأصول التي بنت عليها مشروعها، ونجح في هدم مقولاتها من وجهة نظر أنثروبولوجية.

كما تنبأ حمدان بانهيار الولايات المتحدة، وقال إنها تصارع لتبقى في القمة، وتستغل في سبيل ذلك قوتها العسكرية.

تشاؤم

 في بعض النبوءات، يقول جمال حمدان إن مصر إذا لم تتحرك لكي تكون “قوة عظمى تسود المنطقة بأثرها، فسوف يتداعى عليها الجميع يومًا ما “كالقصعة!” أعداء وأشقاء وأصدقاء أقربين وأبعدين”.

ويقول لقد “ظهر لمصر منافسون ومطالبون ومدّعون هيدرولوجيا، كانت مصر سيدة النيل، بل مالكة النيل الوحيدة – الآن فقط انتهى هذا إلى الأبد، وأصبحت شريكة محسودة ومحاسبة ورصيدها المائي محدود وثابت وغير قابل للزيادة، إن لم يكن للنقص، والمستقبل أسود”.

ويرصد حمدان أن مصر الوطن تعني الأرض والشعب، وأن أرض مصر بعد بناء السد العالي لم تعد تتسع بل أخذت في الانحسار في الوقت الذي بلغ فيه تعداد شعبها “الذروة غير المتصوّرة قط”.

وفي ذروة تشاؤمه يقول حمدان” سيأتي اليوم الذي تطرد فيه الزراعة تماما من أرض مصر، لتصبح كلها مكان سكن، دون مكان عمل، دون زراعة، دون حياة، أي موت! لتتحول في النهاية من مكان سكن على مستوى الوطن إلى مقبرة بحجم دولة”.

ويضيف حمدان أن المتغيرات الخارجية من “انقلاب عالمي وهيمنة أمريكية” تعصف بمكانة مصر.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل