أسياس أفورقي.. ما سر الغياب عن احتفالية اتفاق السودان؟

الرئيس الإريتري أسياس أفورقي( يمين) عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري في السودان

أثار غياب الرئيس الإرتري أسياس أفورقي عن مراسم التوقيع النهائي على الوثيقة الدستورية بين المجلس العسكري في السودان وقوى الحرية التغيير، الأسبوع الماضي، الكثير من علامات الاستفهام.

غياب عن الاحتفال.. رغم القرب
  • تعمدت أسمرا عدم مشاركة الرئيس أفورقي الذي شارك في أنشطة سياسية وعسكرية بأحد المعسكرات القريبة من الحدود السودانية في نفس يوم الاحتفال بالخرطوم، فيما لم يشارك وزير خارجيته عثمان صالح أو مستشاره “يماني قبراب” في احتفالات السودانيين.
  • يأتي ذلك رغم أن المسؤولين الإرتريين-أفورقي ووزير خارجيته ومستشاره- زاروا الخرطوم ثلاث مرات منذ 11 أبريل/ نيسان عقب الإطاحة بحكومة الرئيس المخلوع عمر البشير الذي اعتبرته أسمرا في السنوات الأخيرة لحكمه عدوا لإرتريا.
إهانة نائب البشير:
  • استقبلت العاصمة الإرترية في الأسبوع الأول من يناير/ كانون الثاني 2018 بكري حسن صالح النائب الأول للبشير وقتها والذي ذهب إلى أسمرا في زيارة لوحظ فيها تجاهل من الإعلام في إرتريا والسودان.
  • تمت مراسم استقبال فاترة للضيف السوداني أعقبها تأخر من قبل الرئيس الإرتري في استقبال الزائر الكبير والمعروف في الدوائر السودانية بكونه مقربا من أفورقي، حسب مصادر دبلوماسية لموقع الجزيرة مباشر.
  • وفقا للمصادر ذاتها، تحدث أفورقي مع نائب الرئيس السوداني بلغة غير دبلوماسية حول أمور تتعلق بالعلاقات بين البلدين وخلافات مع البشير، وأنهيت المقابلة بطلب إرتري ثم تركت طائرة الضيف عالقة في المطار وهو في غرفة الوداع لساعات ما اعتبره بكري “إهانة متعمدة وسلوك غير لائق”.
  • عقب عودته إلى الخرطوم، عقد بكري اجتماعا مغلقا مع البشير نقل فيه تفاصيل الزيارة لتتفجر الأوضاع بين البلدين بقرار في شكل أمر لوالي ولاية كسلا بإغلاق الحدود مع إرتريا البالغة 605 كيلو مترات. إضافة إلى نشر تعزيزات عسكرية ضخمة من قوات الجيش، وأضيف إليها لاحقا الدعم السريع بحجة أن إرتريا فتحت معسكرات لقوات مصرية ولفصائل من المعارضة السودانية تشكل تهديدا لحدود السودان الشرقية.
  • وجدت تلك الإجراءات حينها معارضة في السودان وخاصة من دوائر سياسية حزبية خاصة من أحزاب شرق السودان إلى جانب مسؤولين بالخارجية السودانية اضطروا للانصياع للتوجيهات الرئاسية.
الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير أصدر أوامر بإغلاق الحدود مع إرتريا لتندلع أزمة بين البلدين
صمت أسمرا.. وبيانها:
  • من جانبها لزمت أسمرا الصمت قبل أن تدلي ببيان غاضب من وزارة الإعلام، كذبت فيه اتهامات الخرطوم ليلحق بها الرئيس أسياس أفورقي الذي قال في مقابلة “هناك توجه من الخرطوم لدفع إرتريا نحو الحرب”.
  • انتقد أفورقي استعراض صور التعزيزات العسكرية في الإعلام، قائلا إن الاستخبارات الإثيوبية والسودانية تروج لمعلومات غير صحيحة، وإن الاتهامات محاولة للهروب إلى الإمام (لم يكن يومها قد حدث تقارب بين إثيوبيا وإرتريا).
  • الرئيس الإرتري انتقد حينها “الوجود العسكري التركي” في سواكن السودانية على ساحل البحر الأحمر، معتبراً أنه غير مقبول”، وقال “لست متأكدا من الوجود العسكري التركي في سواكن أما الوجود التركي في الصومال فهو غير مقبول ولا يساهم في استقرار المنطقة”.
  • أفورقي قال إن “تركيا تنفذ أجندة الإخوان المسلمين في البحر الأحمر بدعم قوى الهيمنة العالمية وتسعى إلى فرض نفوذها في المنطقة” حسب وصفه.
  • اعتبر أفورقي أن من مصلحة دول إقليمية استمرار التوتر بين إثيوبيا وإرتريا، من بينها جيبوتي، ومذكرا الإثيوبيين بأن إرتريا ساعدتهم في إسقاط حكم الرئيس الإثيوبي الأسبق (منغستو هيلا ماريام) وأشار إلى الدور الإرتري في دعم ثورة إثيوبيا على الحكم الملكي. 
بعد البشير.. أسمرا تتحرى الحذر
  • عقب الإطاحة بالبشير وصل أول وفد إرتري رفيع المستوى إلى الخرطوم في 19 مايو/ أيار الماضي، قاده عثمان صالح وزير الخارجية أعلن فيه دعم بلاده للتغيير الذي تم بالسودان.
  • صالح قام لاحقا وبعد زيارته الأولى بأسبوع بزيارة ثانية، كان لافتا فيها تزامنها مع الوساطة الإثيوبية وإعلان أسمرا رفضها ما أسمته التدخلات الأجنبية في السودان. 
  • أعقبها الوزير نفسه بزيارة ثالثة سبقها زيارة الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي وقتها لأسمرا ولقائه بالرئيس أسياس أفورقي في منتصف يونيو/ حزيران الماضي.
  • تلا ذلك وصول نائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس المجلس العسكري، واجتماعه مع أفورقي ليصدر بعدها قرار إرتري بفتح الحدود المغلقة من جانب أسمرا التي رفضت قبل الإطاحة بالبشير فتح الحدود والمعابر بين البلدين.
  • مع ذلك لم يقم الرئيس الإرتري برد زيارتي رئيس المجلس العسكري ونائبه، ليستمر غيابه عن الخرطوم للعام الخامس على التوالي.
  • كانت آخر زيارة قام بها أفورقي للسودان في العام 2014 وخص بها ولاية البحر الأحمر الحدودية للمشاركة في مهرجان سياحي بمدينة بورتسودان الساحلية.
آبي أحمد ( أقصى اليسار) حضور إثيوبي بارز على الساحة السودانية
تأثير إماراتي واضح:
  • خلافا للتوقعات بعد تولى البرهان للسلطة في السودان، وزوال موانع إرتريا المرتبطة بنظام البشير، فقد انخفضت وتيرة التواصل بين البلدين لتبرز ملامح الأزمة مؤخرا بالغياب الكامل عن مناسبة التوقيع على اتفاق السلطة.
  • يقول الصحفي الإرتري (عادل عافة) إن خلافات ذات أبعاد أمنية وسياسية تتعلق بوساطة إثيوبيا في الملف السوداني وإشكالات تتعلق بعمليات تجنيد لقبائل حدودية مشتركة عمقت الأزمة بين البلدين الجارين.
  • الصحفي الإرتري المقيم بالخرطوم، قال لموقع الجزيرة مباشر، إنه إضافة لتلك الخلافات، فإن ما -اعتبره تأثيرات لدولة الإمارات التي قال إنها بلد محوري في ضبط توجهات أسمرا حاليا- ساهمت أيضا في ذلك الغياب.
  • عافة اعتبر أن لأبوظبي فيما يبدو تحفظات على الدور الإثيوبي في السودان، ونوه إلى أن الخرطوم حسب مصادره تلقت توجيهات بتخفيض حجم التعاون مع أديس أبابا وهو ما تم عقب بدايات التغيير ثم تغيرت المعادلات لاحقا لأسباب غير معلومة.
  • أوضح عافة أن غياب تمثيل كبير ولو على مستوى وزير الخارجية الإماراتية أو ممثليها عن احتفالات الخرطوم يتطابق مع الموقف الإرتري، ما يشير لوجود تنسيق ورؤية مشتركة غير مريحة الدلالات تجاه الخرطوم.
التقارب مع الإمارات.. هل تسبب في غياب أفورقي عن احتفالات السودان؟
المصدر : الجزيرة مباشر