متى ينفذ بايدن نصيحة زوجته بإيقاف الحرب؟

السيدة الأولى للولايات المتحدة جيل بايدن (غيتي)

كتبت صحيفة “نيويورك تايمز” أن زوجة بايدن نصحته بإنهاء حرب الإبادة في غزة، وقالت له: “أوقفها.. أوقفها الآن يا جو”.

من المؤكد أن بايدن سمع بلينكن وزير خارجيته عندما طالب مؤخرًا العالم بدعم أوكرانيا لمرورها “بلحظة” حرجة، “وتجاهل” المظاهرات والمعتصمين أمام منزله الذين وصفوه بمجرم حرب وكلب لنتنياهو، وقالوا لأطفاله: “والدكم قاتل أطفال”.

كما نصح ترامب نتنياهو بإيقاف الحرب، فإسرائيل تخسر حرب العلاقات العامة، وزادت المظاهرات في معظم أنحاء العالم ضد أمريكا وإسرائيل والمطالبة بوقف العدوان الهمجي.

وربما رأى بايدن وبلينكن “فيديو” لوزيرة خارجية كندية عندما طاردها مواطن كندي قائلًا: “أنت تسترخين وتشاهدين إبادة الفلسطينيين وأنت مع أطفالك، ولن نسمح لك بالتجول بحرية”.

حلقن شعر رؤوسهن

لا نعرف هل قالت زوجة بايدن له إن وزير خارجية إيرلندا أعلن صدمته من مستوى الـ”لا” إنسانية في غزة؟ وإن نقابة عمال هندية تغطي العديد من الموانئ في أنحاء البلاد جميعها رفضت تحميل السفن التي تحمل أسلحة إلى إسرائيل أو تفريغها رفضًا لقتل الأبرياء، وإن ناشطات حلقن شعر رؤوسهن أمام البرلمان البريطاني تضامنًا مع غزة وطالبن بإيقاف الحرب، وزرع ناشطون أمريكيون 13 ألف علم فلسطيني في حديقة “الكابيتول”.

وأعلن لاري هيبرت الطيار الأمريكي إضرابه المفتوح عن الطعام أمام البيت الأبيض احتجاجًا على تجويع أطفال غزة وحرب الإبادة منذ ستة أشهر، وقال: “لم أستطع الاستمرار والتواطؤ فيما يحدث، لذا قررت النزول للاحتجاج”.

نتساءل: هل شاهد بايدن تسريب “فيديو” لنتنياهو وهو يتدرب بغضب “وارتباك” واضح قبل ظهوره في مؤتمر صحفي؟ وهل “أدرك” أن ما يتجاهله من قراءة لغة جسد نتنياهو التي توضح مدى محاولاته للتماسك “وادعاء” أن كل شيء جيد بينما يغرق في أوحال غزة، وأن “تأجيل” إنهاء الحرب الوحشية لن يجلب معه أي انتصار، فلن يستطيع سوى تدمير ما تبقى، ولذا يعيد قواته لمحاصرة مناطق “سبق” محاصرتها وتدميرها!!، ويستغرب “العسكريون” من عودتهم لها وكأنهم يحاولون إثبات سيطرتهم على أماكن دمروها!؛ “فيفاجئون” بالمقاومة تظهر لهم من تحت الأنقاض وتباغتهم مرات تلو مرات.

هل شاهد بايدن أو “أخبرته” زوجته أو أحد المقربين له عما حدث في اليوم الحادي عشر لحصار الصهاينة لثالث مرة لمجمع الشفاء الطبي، حيث كتب المحاصرون على الجدار:  “صبرًا يا أهل الشفاء فإن فرجكم قريب”، وكأنهم “يتنفسون” قول شمس التبريزي: “ومن يكن مصباحه داخله لا يخشى الظلام”.

صور بذيئة

نود أن نعرف رد فعل بايدن ونتنياهو وكل زعماء الغرب عندما رأوا “فيديوهات” وصورًا “بذيئة” لجنود الاحتلال، وهم يلهون بملابس نسائية داخلية وجدوها في منازل بغزة، ويرتدونها ويتصورون بها في مقاطع “فيديو”، ويقولون كلامًا مسيئًا لنساء غزة، ويعبّرون عن خلل نفسي يحاولون به “تعويض” أنفسهم عما لحق بهم “منذ” السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ويتباهون بسرقة ملابس داخلية نسائية.

هل عرف بايدن أن هناك عشرات الآلاف في غزة يعيشون في خيام ضيقة لا تتجاوز كل خيمة ثلاثة أمتار يتكدس فيها عائلات، والخيمة هي “المأوى” كله من مكان للطهي -إن وجد طعام بالطبع- ومعيشة وللنوم، وأن بعض الأمهات “يتعمدن” عدم إيقاظ الأبناء للسحور لعدم وجود طعام، ومع ذلك “يصر” الصغار على الصيام، وعلى الخيام رسوم ترحب برمضان، وتكتب: “رغم الحرب والتجويع، أهلًا رمضان”.

هل “يفهم” بايدن وزوجته استحالة تحقيق هدف نتنياهو من القضاء على المقاومة كهدف أعلنه منذ بداية الحرب، ومنذ أشهر يخرج ووزراء حربه يتباهون بالانتصار ووجوههم “تفضح” الخيبة.

هل قرأ بايدن وأصحاب القرار في إدارته ما كتبه كوبي نيف في (هآرتس) لا يمكن أن تنتهي الحرب بالنصر، فلقد قتلنا سابقًا قادة “حماس” مرات عدة ودائمًا يظهر بدائل لهم وسيحدث ذلك هذه المرة أيضًا، هل سنحتل غزة بأكملها!؟، وأي زعيم في العالم يقوده الغباء لإرسال جنوده للسيطرة على غزة المزدحمة والمحاصرة ويبلغ سكانها مليوني نسمة.

تعرية الرجال!

هل رأى بايدن “فيديو” لجندي صهيوني يحقق مع فلسطيني بعد تجريده من ملابسه كلها، ويضع سلاحه على صدره العاري ويجلس الفلسطيني رافعًا رأسه وينظر بثبات؟ وهل سمع شكاوى بعض نساء غزة من اعتقال الصهاينة لهم مع بعض الرجال وتعرية الرجال أمامهن؟ هل هذا هو النصر الذي “ينتظره” بايدن كي ينهي الحرب ويحافظ على هيبة إسرائيل ويعيد سيطرتها؟

هل يتفق بايدن “وزوجته” مع قول رامي إيغرا المسؤول السابق في الموساد إن المدنيين جميعهم في غزة مذنبون، وإن الفلسطينيين كلهم فوق عمر أربع سنوات يدعمون المقاومة ويستحقون العقاب الجماعي الإسرائيلي”؟

هل أنصت بايدن “قبل” زوجته لما أعلنه معهد الأمن القومي في تل أبيب؟ أن دولة إسرائيل تعيش أصعب وأعقد فترة منذ نشأتها أمنيًا واجتماعيًا بعد نقطة التحول في السابع من أكتوبر وما تلاها من مخاوف كثيرة، وأسئلة جوهرية تجاه الاستراتيجية الأمنية في مواجهة التهديدات المتصاعدة على حدودنا.

وهل يوقن بايدن وإدارته أن المزيد من “المقتلة” والتجويع يحلان الأزمة الوجودية للكيان؟ وهل أخبرته “زوجته” بالمظاهرات المتزايدة يوميًا في تل أبيب للمطالبة بسرعة إجراء صفقة للإفراج عن الأسرى الذين “يتناقص” أعداد الأحياء منهم، “ويتضاعف” غضب أسر الأسرى والغضب الشعبي والخوف من عدم اهتمام نتنياهو وحكومته بهم، وغياب “الأمان” لديهم لأول مرة منذ نشأة الكيان.

قد “ينفذ” بايدن نصيحة زوجته عندما “يقتنع” أنه يخسر بصلفه، فالمقاومة “تطلق” الصواريخ وتباغت بالهجوم وتنصب الكمائن، “ولم” تنكسر إرادة القتال لديها وأن الأرض تعمل “لصالحها”، فهم يعرفون تضاريسها وليس لديهم ما يخسرونه بعد تدمير بيوتهم وتشريد أسرهم وقتل وجرح الآلاف، وأن فاتورة خسائر الصهاينة تتزايد عسكريًا وماديًا وسياسيًا ومعنويًا.

 

 

 

المصدر : الجزيرة مباشر