سادية الصهاينة.. مشاهد من إبادة غزة

فلسطينية تحمل طفلها وهي تقف في منزل تضرر في الغارات الإسرائيلية (رويترز)

“قسوة لا نهاية لها”؛ كان عنوان صحيفة معاريف عن مقتل مجندة صهيونية في الأسر؛ “وتعمد” الصهاينة تجاهل الألاف الشهداء في غزة وغالبيتهم من الأطفال والنساء ومنهم من مات جوعًا، ومن مات لنقص الدواء ومن أخرجهم الصهاينة من المستشفيات ومن منعوا الإسعاف من الوصول إليهم وتركوهم ينزفون حتى الموت، ومن استشهدوا تحت الأنقاض بعد بقائهم طويلًا؛ لمنع الصهاينة إنقاذهم وقتل من يقترب منهم لإزالة الأنقاض فوق رؤوسهم، وتجريد رجال من ملابسهم لإهانتهم واستخدامهم دروعا بشرية، وكل ذلك ليست حوادث بل قرارات متعمدة..

وكذلك ارتكاب مستوطنين جرائم القتل وحرق بيوت فلسطينيين؛ فهذا ليس ردًا على الصفعات التي تلقوها في 7 أكتوبر ولكن لأنها العقيدة التي “يتنفسها” كل صهيوني..

عقيدة الصهاينة

قال مستوطن صهيوني: ” ثقافتنا النظر للعربي كأقل منا؛ لهذا السبب نضربهم ونركلهم ونصفعهم ونطلق النار عليهم لأنهم لا يسوون شيئا، ونقول: ما أروع الفيديو الذي صورته لأنهم منحطين وتراب ورماد هم زباله؛ هكذا نربي أولادنا”.

السادية هي الاستمتاع بإيذاء الآخرين “وتعمد” الاعتداء عليهم والقسوة وبلا أي رحمة، والتخويف والعنف “والتلذذ” بأساليب التحقير والإهانة للإحساس بالسيطرة وبالقوة ولإخضاعهم وتعريضهم للأخطار بلا أي شعور بالذنب نحوهم.

نشر جنود صهاينة فيديوهات بمقاطع سادية تتباهى بجرائمهم في غزة؛ في فيديو قال جندي صهيوني: “هناك حلا واحدا في غزة وسنواصله”؛ ويظهر بعده تفجير لأبراج سكنية، ووضع جندي صهيوني سلاحه على سجادة صلاة فيها الكعبة والأقصى، وأهدى جندي صهيوني تفجير منزل لابنته بمناسبة عيد ميلادها تكمل عامين.

في فيلم “طنطورة” ظهر جندي صهيوني مسن يحكي عن مجازر ارتكبها هو وزملاؤه وهو “يضحك” ويحكي كيف قتلوا وحرقوا خلال النكبة ودفنوهم في مقابر جماعية تحولت لموقف سيارات.

أطلق الصهاينة كلابهم لتنهش أجساد الشهداء وقال إيدي كوهين: “غزة تشتعل كشجرة عيد الميلاد؛ غزة بلا ماء ولا كهرباء ولا اتصالات ولا غذاء ولا دواء، فجيشنا أعاد غزة لما قبل العصر الحجري، وهتف أطفال صهاينة: “لتحترق قريتك”؛ وهم يقفزون في شماتة.

تحت جلدهم

قال جدعون ليفي الصحفي في هآرتس: “يصعب إيجاد احتلال أكثر وحشية من الاحتلال الإسرائيلي، وما يوضح النظرة الإسرائيلية قول جولدا مائير: “لن نغفر أبدا للعرب أنهم أجبرونا على قتل أطفالهم”، ولا أتذكر احتلالًا واحدًا جعل فيه المحتل من نفسه ليس فقط ضحية ولكن الضحية الوحيدة، فنحن الضحايا المضطرون لقتل أطفالهم!!، يا لبؤسنا وبصفتنا الضحية الوحيدة في التاريخ؛ فهذا يمنحنا الحق للقيام بما نريده ولن يملي علينا أحد ماذا نفعل؛ لأننا الضحايا الوحيدون، ومن وراء هذا توجد عقيدة متأصلة وسينكرها الكثيرون؛ وإذا حفرت تجت جلد معظم الإسرائيليين ستجده: مقولة الفلسطينيين ليسوا بشرا مثلنا؛ ليسوا مثلنا، لا يحبون أطفالهم مثلنا، ولا يحبون الحياة مثلنا؛ لقد وُلدوا ليقتلوا. إنهم قساة ساديون، بلا قيم أو أخلاق”.

قال رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون: “ما فعله الفلسطينيون سادية وعربدة من القسوة والتعذيب على الأبرياء، هناك فرق بين ما ارتكبوه وبين ما يحاول الجنود الإسرائيليون فعله في غزة”، واتهم بايدن الفلسطينيين بقتل أنفسهم في المستشفى المعمداني، وأعلن أنه زار إسرائيل “ليطمئن” على امتلاكها الأسلحة للدفاع عن نفسها، وظهر مؤخرا في متجر “آيس كريم” مع ممثل كوميدي ورد على سؤال عن “الهدنة” فقال:” أمل أن تكون الاثنين القادم”.

قال مانو بنيدا، وهو عضو في البرلمان الأوروبي: “لم نشاهد سادية إسرائيل حتى في الأفلام؛ لقد تركوا الأطفال الخدج دون رعاية ليموتوا وتتحلل أجسادهم ومنعوا إنقاذهم أو أخذهم من المستشفيات وكل شيء موثق”.

“إسرائيل” مجتمع يتنفس السادية؛ فلم نسمع صوتًا واحدًا يطالب بإنهاء الحرب ولا بتقديم المساعدات ولا بإيقاف قتل النساء والأطفال؛ تفضح ساديتهم ثلاثة جنود صهاينة يصبون أسلحتهم نحو طفل فلسطيني، وأطفال الصهاينة يهددون أطفال فلسطين، ومنع دفن الشهداء وترك جثثهم لتتحلل وإطلاق النار على سيارات الإسعاف ومنع الأونروا اللاجئين من مساعدتهم، ورفض إصدار تأشيرات لموظفي الإغاثة الدوليين العاملين في غزة والضفة الغربية، ونشر جندي صهيوني صورا لدهسه معلبات غذائية بدبابته، واستخدام الفلسطينيين دروعًا بشرية..

يتعمدون ضرب وإهانة وتعرية النساء أمام الرجال وكلابهم تهجم على الأسرى وتكسر عظامهم؛ والبعض مات من التعذيب أو تكسرت أطرافهم، واستهدافهم أثناء انتظارهم المساعدات وتهديد ضابط صهيوني للأطباء قائلًا: مصيركم قطع متناثرة، وشرب المشروبات الغازية على أنقاض البيوت بعد تدميرها، وانتهاك حرمة المقابر وتدنيسها وسرقة بعضها، ونهب البيوت التي دمروها والتي قاموا باقتحامها وسرقة ذهب النساء عند اعتقالهن وعند الحواجز، والتقاط الصور التذكارية لهذه الجرائم ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي..

والتشفي في معاناة أهل غزة واضطرار الأطباء إلى إجراء العمليات الجراحية على ضوء الهواتف المحمولة ومشاهد لنازحين يجمعون بقايا الدقيق من الأرض أو لمحاولات فرارهم عند إطلاق الصهاينة النار على الألاف أثناء محاولات الحصول على الدقيق.

ومن السادية زغاريد جنود صهاينة وهم يصورون بالفيديو تفجير مساكن في غزة، واعتراض مستوطنين لشاحنات المساعدات الإنسانية ومنعها من الوصول لغزة لأنهم يريدون قتلهم جوعًا، وقول جندي صهيوني: “مثل الكلاب فهذا ما تستحقونه” وهو ينشر إعلانا لمحل حلاقة بجوار جثامين شهداء تم إعدامهم في غزة.

وتباهي جندي صهيوني على التيك توك بأن الضابط طلب منه إزالة كتابات كانت على منزل في شمال غزة؛ فقام بهدم المنزل بأكمله من أجل “المتعة” بدلًا من إزالة الكتابة”.

سمحت المقاومة لأسيرة صهيونية بالاحتفاظ بكلبها واصطحابه معها وعملوا على إطعامه 50 يومًا حتى أعادوهما في أول هدنة، وقالت طفلة من غزة: “مع أن الأكل قليل جدا لكني “بحسب حساب” قطتي مثل أهل الدار.

المصدر : الجزيرة مباشر