بالقراءة نرتقي.. من معرض الدوحة للكتاب في نسخته الـ32

 

قيل لأرسطو: كيف تحكم على إنسان؟ فأجاب: أسأله كم كتابًا يقرأ وماذا يقرأ؟

ويقول الروائي الإنجليزي-الأيرلندي أوليفر جولد سميث: عندما أقرأ كتابًا للمرة الأولى أشعر أني قد كسبت صديقًا جديدًا، وعندما أقرأه للمرة الثانية أشعر أني ألتقي صديقًا قديمًا.

حقًّا فالكتب هي أفضل أصدقاء لنا، تثري أذهاننا وتوسع منظورنا نحو الحياة، ولا يمكن للمرء أن يشعر بالوحدة في صحبة الكتب. والقراءة بجانب كونها أقدم نشاط ثقافي وعقلي عبر التاريخ، فهي أفضل ملاذ لنا من ويلات الحياة ومتاعبها.

ولذلك قامت كل الحضارات بعد اكتشاف وسائل القراءة والكتابة، فهي العامل الأساسي الذي يسهم في رقي الأمم.. ولهذا فقد اهتمت جميع الدول بنشر معارض الكتاب عبر أرجائها، ولقد حالفني الحظ بزيارة معرض قطر الدولي للكتاب، الذي يقام في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات بمنطقة الخليج الغربي في نسخته الثانية والثلاثين، والمقام في الفترة من 12 إلى 21 يونيو/حزيران 2023، وهو حدث مهم ينتظره عشاق الكتب والطلبة والمثقفون في قطر بفارغ الصبر.

وقد حافظ معرض الدوحة الدولي للكتاب منذ انطلاقته الأولى عام 1972 على نشر الثقافة والمعرفة.

 بالقراءة نرتقي

“بالقراءة نرتقي” هو شعار معرض الدوحة الدولي للكتاب هذا العام، وهو شعار -كما ذكرت وزارة الثقافة القطرية- يعكس شغف القطريين على امتداد تاريخهم بالقراءة وتحصيل المعرفة وتنمية الوعي الثقافي في المجتمع.

نظرًا لإيمان القطريين بدور الكتاب في الارتقاء بالمجتمع وتعزيز القيم الأصيلة، التي توارثوها من الأجداد والآباء، وبفضلهم اهتدوا إلى فضل العلم.

ولإيمان القطريين بدور الكتاب في الارتقاء بالمجتمع، فقد قاموا بنشر كتب العلماء، وحرصوا على توزيعها في البلدان العربية والإسلامية حتى يستفيد منها طلاب العلم.

 ضيف شرف المعرض

وكتقليد يقوم به المعرض منذ العام 2014، تحل إحدى الدول ضيف شرف للمعرض، وكانت البداية مع تركيا، وهذا العام تحل المملكة العربية السعودية ضيف شرف للمعرض، لتكون أول دولة عربية تحل ضيف شرف منذ استحداث تقليد دولة الشرف، وسوف تشارك المملكة العربية السعودية في جناحها بمجموعة متنوعة من الكتب إلى جانب برنامج ثقافي يتضمن أمسيات شعرية وعددًا من المحاضرات وورش العمل.

فعاليات فنية وثقافية

ويشهد معرض الدوحة الدولي للكتاب تزايدًا فى عدد دور النشر المشاركة فى المعرض هذا العام، حيث يضم 505 دور نشر بمشاركة 37 دولة مشاركة، وسيضم المعرض عددًا من الفعاليات الثقافية والأدبية والموسيقية وورش عمل للأطفال وعددًا من الندوات والمحاضرات وحفلات التوقيع.

وفعاليات هي الأولى من نوعها تحت مسمى “الطهي الحي” حيث سيقوم ثمانية وعشرون طاهيًا وطاهية من قطر ودول أخرى باختيار وصفة من كتابه وتحضيرها مباشرةً أمام الجمهور، أتوقع أن تكون فعالية شيقة للغاية وستلاقي تفاعلًا متزايدًا لمحبي الطهي.

وفعاليات واحة الأطفال، وتشمل عددًا من الأنشطة الفنية، كنشاط “أنا وقصتي” وهو عبارة عن رسم أغلفة للكتب من رسم الأطفال، و”حائط المشاعر” وهو حائط تفاعلي يسمح للأطفال بالتعبير عن مشاعرهم عبر خيوط ملونة ترمز إلى الأحاسيس التى يشعرون بها تجاه أي كتاب، وفاعلية “المدارس الفنية العالمية” وتتيح للأطفال التعرف على أهم المدارس الفنية العالمية عبر ورش فنية، و”رحلة الغوص” من خلال التراث القطري، وهو نشاط تفاعلي عن طريق تجميع الأطفال للمحار من البحر، و”ساحة الليغو” وورش تفاعلية خاصة بالزراعة ضمن فعالية “براعم إكسبو 2023″، وعروض مسرحية تضم 87 فقرة، ومسرح للدمى يقدّم فقرات تفاعلية.

كما تقام أيضًا ضمن فعاليات المعرض أعمال موسيقية كالعزف على العود والكمان.

عودة ليبيا بعد غياب سنوات عدة

أثناء وجودي بالمعرض، التقيت الناشر الليبي الأستاذ فتحي مختار بن عيسى مؤسس “دار الكون” للنشر والتوزيع، وهو المشارك الوحيد من ليبيا بعد غيابها عن فعاليات معرض الدوحة سنوات عدة، وقال “إن معرض الدوحة الدولي للكتاب يُمثل قيمة كبيرة تعزز المكانة الثقافية في الدولة ومدى انتشار الوعي بأهمية الكتاب، إن مشاركتي في معرض الدوحة هي فرصة حقيقية للتعريف بالكاتب الليبي والأعمال الليبية، حيث يضم جناح دار الكون 331 عنوانًا، تُمثل 218 كاتبًا وكاتبة ليبية في شتي المجالات”.

وأعرب عن سعادته للمشاركة في المعرض قائلًا “لفت انتباهي كمشارك دقة التنظيم وسلاسة التعامل بداية من لحظة التسجيل في المعرض حتى استلامي للجناح، أيضًا حرص المسؤولون على تفقّد كل أجنحة عرض الكتب وزيارتي بالجناح”.

فتحي مختار بن عيسى

خدمات يقدمها المعرض

يقدّم المعرض عددًا من الخدمات العامة للجمهور، منها “مرشد القراءة” وهي خدمة تهدف إلى تمكين المستفيد من اكتساب مهارات تمكنه من الدخول في ميادين القراءة من خلال عدة أشياء، منها:

جلسة إرشادية يقدمها متخصصون في مجال القراءة والمكتبات، تهدف إلى تزويد المستفيد بالمهارات والمعارف الأساسية في القراءة والنصائح الإرشادية بشأن الطريقة المُثلى لاختيار الكتاب، وتزويد المستفيد بقوائم مقترحة لكتب عامة ومتخصصة مناسبة للمبتدئين.

وخدمة “اسألني” وهي خدمة يقوم بها متطوعون لمساعدة الزوار في معرفة أماكن دور النشر، كما أن لديهم مطبوعات أنيقة تحمل عنوان “الدليل اليومي”، وتضم جدول الفعاليات اليومية وبعض المعلومات عن المعرض.

وخدمة “حمالي” لمساعدة الزوار في حمل الحقائب والتنقل معهم من دار نشر إلى أخرى.

ويتوقع الناشرون إقبالًا كبيرًا على المعرض تزامنًا مع الإجازة الصيفية للطلاب، بالإضافة إلى السائحين في الموسم الصيفي الذين يهوون القراءة ويتتبعون أخبار الكتب في كل مكان.

المصدر : الجزيرة مباشر