حماس هي السبب!

حركة حماس تدرس مقترحا للتهدئة في غزة
شعار حركة حماس

اشنقوا “حماس” أو اطرحوها أرضًا يَخلُ لكم وجه أمريكا، وتكونوا من بعدها آمنين.

اشنقوا “حماس” واقضوا عليها فهي تُمثل مشكلة في المنطقة، وقادتها لا يقرؤون الواقع ولا يريدون أن يعيشوا في هدوء وسلام.

ألقوا “حماس” في غيابة الجُب، واحذروا أن تخرج منه كما خرجت من قبل تُمثل صداعًا في رؤوسكم، فهم قوم يعيشون أوهام الماضي ويتصورون -وهم يعيشون تحت الأرض- أنهم سيهزمون القوى العظمى والجيوش الجرارة والأسلحة الجبارة.

هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول هو سبب ما يحدث، ولا ذنب لشعب غزة الذي يحب الحياة ومن حقه أن يعيش كما بقية الشعوب في سلام وأمان، وهو حتمًا سيكفر بحماس وأخواتها طلبًا للنجاة وسعيًا للحياة.

هكذا خرجت أصوات الجرذان من المرجفين في المدينة والذين في قلوبهم مرض، وأتوقع أن تزداد كلما طالت الحرب.

لمن كان له قلب

وقد حاولت وسعي أن أُلجِم نفاد صبري بلجام حلمي، علَّني أطرح أسئلة فيها الجواب لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وللجماهير التي قد يَخدع بعضَها مثلُ هذه الأقوال الساقطة وهي تحت تأثير الألم من تلك المشاهد التي يشيب من هولها الولدان.

فأُذكّر الجميع بأن “حماس” نشأت عام 1987، وهنا أسال:

أولًا: هل كانت حماس هي السبب في عقد مؤتمر الصهيونية العالمية في بازل عام 1897 الذي دعا إليه هرتزل؟!

ثانيًا: هل كانت حماس هي السبب في اتفاقية “سايكس بيكو” عام 1916 لتقسيم المنطقة؟!

ثالثًا: هل كانت حماس هي السبب في وعد بلفور عام 1917 بإقامة دولة يهودية صهيونية على أرض فلسطين؟!

رابعًا: هل كانت حماس هي السبب في الانتداب (الاحتلال) البريطاني على فلسطين عام 1920 ثم إلغائه لإعلان قيام “إسرائيل” في مايو/أيار 1948 وهزيمة الجيوش العربية هزيمة منكرة؟!

خامسًا: هل كانت حماس السبب في هذه النكبة الكبرى ومحاولة الصهاينة تفريغ فلسطين من أهلها؟! وهل هي التي دفعت يشعياهو بن فورت عضو الكنيست السابق إلى القول “لا دولة يهودية بدون إجلاء العرب من فلسطين ومصادرة أراضيهم وتسييجها”؟!

وهل حماس هي التي دفعتهم إلى القول “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”؟!

سادسًا: هل حماس كانت موجودة وقامت بشيء استفز الصهاينة فارتكبوا مجزرة دير ياسين غربي القدس في أبريل/نيسان 1948 بأيدي مجموعتي الأرغون وشتيرن الصهيونيتين، وقاموا بالتمثيل بالجثث بقطع الآذان وبقر البطون، يقودهم مناحم بيجين الذي تقاسم جائزه نوبل للسلام بعد ذلك مع أنور السادات على جهود الأول الجبارة في سفك الدماء وتمزيق الأشلاء والثاني على التطبيع معه؟!

سابعًا: هل كانت حماس موجودة واستفزت الكيان الصهيوني فقام باجتياح مصر في يونيو/حزيران 1967 واحتلال سيناء ومدن القناة في ما سُمي “النكسة”؟! وهل حماس هي التي تسببت أيضًا في احتلاله هضبة الجولان السورية إلى يومنا هذا؟!

ثامنًا: هل كانت حماس موجودة واستفزت الكيان الصهيوني فارتكب مجزرة بحر البقر في مصر عام 1970 إذ قصفت طائرات (الفانتوم) مدرسة أطفال بقرية بحر البقر، لتقتل 30 طفلًا وتصيب 50 آخرين، أم كان هؤلاء الأطفال أبناء قادة حماس؟!

تاسعًا: هل كانت حماس موجودة واستفزت الكيان الصهيوني فقام بحرق المسجد الأقصى في 21 من أغسطس/آب 1969؟!

عاشرًا: هل حماس هي التي دفعت الكيان الصهيوني المسمى “إسرائيل” إلى احتلال جنوبي لبنان عام 1978 وإنشاء مليشيات سعد حداد ثم أنطوان لحد؟! وهل حماس هي التي دفعتها إلى احتلال بيروت عام 1982 قبل انسحابها وبقائها في الجنوب حتى عام 2000 ثم استمرار احتلالها لمزارع شبعا حتى يومنا هذا؟!

حادي عشر: هل حماس كانت موجودة وكانت هي السبب في ما يقوم به الصهاينة من حفريات تحت المسجد الأقصى منذ عام 1967 للبحث عن “الهيكل” المزعوم ومحاولات هدم المسجد الأقصى مع أن علماء الآثار الذين قاموا بالحفريات قالوا إن فكرة الهيكل هي مجرد خرافة لا وجود لها؟!

ثاني عشر: هل حماس وهي في غزة قد دفعتهم إلى التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى ودخول قطعان المستوطنين ودعس رقاب النساء الفلسطينيات بأحذيتهم؟!

ثالث عشر: هل حماس هي السبب في بناء المستوطنات الصهيونية في غلاف غزة وغيرها من المدن الفلسطينية؟!

رابع عشر: وإن كانت حماس هي السبب لما يحدث في غزة، فمن السبب في ما يحدث في الضفة الغربية والقدس وسائر المدن الفلسطينية؟!

وإن كانت حماس هي السبب لأنها تقاوم، فماذا حدث لمن وضع السلاح وعقد اتفاقيات سلام أو استسلام للكيان الغاصب؟! هل استرد أرضًا أو صان عرضًا أو عاش في أمان؟!

وأمّا إن كانت حماس قد أخطأت الحسابات فدخلت في معركة غير متكافئة، فمنذ متى كانت حركات المقاومة تدخل في معارك متكافئة؟! وهل كانت قوة المقاومة الفيتنامية متكافئة مع القوات الأمريكية إذ أخرجتها ذليلة؟!

وهل كانت قوة حركة طالبان متكافئة مع القوات الأمريكية إذ أخرجتها تجر أذيال الخزي ويهرول جنودها خلف الطائرات خشية أن تتركهم؟!

وفي تاريخنا الإسلامي إن كنتم تقرؤونه، فأسألكم: أي معركة تلك التي دخلناها بقوى متكافئة وكانت سببًا في النصر؟ ما اعتمد المسلمون على تكافؤ القوى قط، ولكنهم أعدوا ما استطاعوا ثم اعتمدوا على ربهم وتوكلوا عليه فنصرهم، وليس من نافلة القول إن المعركة التي انهزم فيها المسلمون هي يوم أن كانت القوات متكافئة وربما زادت على العدو، وأُعجب المسلمون بالكثرة، ذاك يوم حنين {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ} (التوبة: 25).

نحن نؤمن بقول الله تعالى {قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا اللهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} (البقرة: 249).

فقط نأخذ بالأسباب المباحة والمتاحة {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ} (الأنفال: 60).

إن كنت من القاعدين فلا تكُ من المُثبطين

“دعِ المكارمَ لا ترحلْ لبُغيتِها ….. واقعدْ فإنكَ أنتَ الطاعمُ الكاسي”

وإن كنت ممن خدعهم زخرف القول من هؤلاء المرجفين، فانفض عنك غباره، فقد بيَّنا لك بما تيسر من أدلة واضحة، فاستجمع همتك واستنهض عزيمتك، وقم فجاهد بما تستطيع.

حماس وقوى المقاومة هم أمل الأمة، وهم يخوضون معركة التحرير الكبرى، وهم الطائفة المنصورة الذين اصطفاهم الله لهذه المهمة الجليلة الكبيرة، وفي ظهرهم شعب مجاهد صابر مرابط لا مثيل له على وجه الأرض، وقضيتهم ليس أرض غزة بل القدس والأقصى أولًا، وهذه قضيتنا جميعًا وليست قضيتهم دون غيرهم.

من نصرهم نصره الله، ومن خذلهم خذله الله.

المصدر : الجزيرة مباشر