إليزابيث الثانية.. وحقيقة نسبها للرسول!

بعد وفاة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا عن عمر ناهز الـ 96 عاما، كثر الجدال حول أصول الملكة، وأنها من أصول عربية، وينتهي نسبها للأسرة الهاشمية، بل قال البعض إن نسبها ينتهي إلى رسول الله -عليه الصلاة والسلام- واستعاد البعض ما نشرته صحيفة الديلي ميل البريطانية عام 2018، حيث نشرت رسما توضيحيا تقول فيه إن ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث حفيدة للنبي محمد -عليه الصلاة والسلام-!

تصريحات علي جمعة

وكان الدكتور علي جمعة، مفتي مصر السابق، قال في تصريحات سابقة له إن الملكة إليزابيث من نسل الرسول -عليه الصلاة والسلام- وإنهم قبضوا على شخص مسلم في إنجلترا من بني هاشم، وأرغموه على أن يتنصّر، وهو جد ملكة بريطانيا الراحلة، وإن هناك مراجع تاريخية تشير إلى أن العائلة المالكة في بريطانيا ربما تعود أصولها إلى آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وأن جدها ترك الإسلام بعد الضغط عليه، ولذلك هي غير مسلمة، بينما قال مختصون في علم الأنساب والتاريخ الإسلامي إن تدقيق الأصول العائلية يحتاج إلى بحث وافٍ يستند إلى وثائق محققة.

أصل بني عباد

فقد تردد أن المعتمد بن عباد (ملك إشبيلية في زمن ملوك الطوائف) زوّج ابنته زائدة لألفونسو السادس ملك قشتالة (إحدى ممالك المسيحيين في شمال الأندلس)، وادّعوا كذلك أن ابن عباد من نسل الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأنهما لما تزوجَا أنجبا نسلا كثيرا، وإليزابيث من أحفادهما.

وهذه كانت في الأصل أسطورة إسبانية كتبها بعض المؤرخين الإسبان في الماضي، وتناقلتها من بضع سنين بعض الصحف والشخصيات العامة، ومنها صحيفة الديلي ميل التي قامت بإجراء تعديل، قالت فيه إن زائدة كانت زوجة للمعتمد، وإنها من نسل الرسول -عليه الصلاة والسلام-.

أما الحقيقة؛ فإن المعتمد لم تكن له ابنة اسمها زائدة، بل كانت زائدة زوجة ابنه الفتح الملقب بـ “المأمون” -حاكم قرطبة- وعندما اقتحم المرابطون قرطبة، وقتلوا الفتح، هربت زائدة، ولجأت إلى ألفونسو، وتزوّجها، واعتنقت المسيحية، وتسمّت باسم إيزابيل، وقيل: إنها كانت في الأصل جارية قشتالية، فعادت إلى دينها.

وبعد أن تزوجت ألفونسو، وأنجبت منه ولده الوحيد سانشو؛ توفيت زائدة بعد ولادة ابنها، أما سانشو فقد قُتل وهو لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره في معركة مع المرابطين، ومات والده ألفونسو السادس بعدَه؛ حزنًا عليه. إذًا، فليس لألفونسو السادس ولا زائدة عقب.

الملكة إليزابيث ألمانية

أما حقيقة انتماء بني عباد للرسول -عليه الصلاة والسلام- فهذا غير صحيح، فقد ذهب بعض علماء النسب إلى أن بني عباد ينتمون إلى لخم، فجدهم عطاف بن نعيم دخل الأندلس مع بلج بن بشر في زمن الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك.

أما بعض المؤرخين فيرجّحون أن بني عباد من ولد النعمان بن المنذر بن ماء السماء، فقد كان بنو عباد يفتخرون بهذا، ويُمدَحون به، ومن ذلك قول شاعرهم ابن اللبانة:

“من بني المنذر وهو انتساب.. زاد في فخره بنو عباد

نبتة لم تلد سواها المَعالي.. والمعالي قليلة الأولاد”

أما الحقيقة فإن الملكة إليزابيث الثانية من أسرة ساكس كوبرغ وغوتا، التي تنحدر من أكبر العائلات النبيلة في ألمانيا؛ عائلة الفيلف، حكام هانوفر في ألمانيا، وقام جدها جورج الخامس بتغيير اسم العائلة إلى ويندسور خلال الحرب العالمية الأولى، فقد حاربت بريطانيا ألمانيا، وكان اسم العائلة الألماني يشكّل لهم حرجا، أما جدها الأكبر جورج الأول المولود في هانوفر في ألمانيا، وأول مَن حكم بريطانيا من هذه العائلة؛ فلم يكن يعرف حتى التحدث بالإنجليزية.

المصدر : الجزيرة مباشر