فلسطين.. ستنتصر ما دمت تقاوم

 

فتحت باب الألم.. صرخ الوجع غزة

زرعت شجر الأمل.. طلع الورق غزة

شفت الولاد في الصور

طرحت زهور عزة

كلما استشهد طفل فلسطيني في أي بقعة من أرضنا المحتلة في فلسطين زاد الأمل في النصر، واقتربت ساعات شروق شمس الحرية، فالدماء والمقاومة هما سبيل حرية الأرض ولا سبيل سواهما، فقد فشلت كل محاولات ما سمي بالسلام مع المحتل الصهيوني، ولا تزال دماء شهدائنا في كل بقاع فلسطين تروي شجرة الحرية والعودة.

منذ سنوات بعيدة تمتد إلى قرن من الزمن لم يتوقف نهر الدماء الزكية على التراب الأغلى في وطننا العربي، ولدت فلسطين من رحم الشهادة والشهداء، ونمت في حضرتهم وقاومت بدماء طاهرة زكية، وطوال قرن من الزمان لم يكف الدم الفلسطيني عن النزيف، لذلك هي الأغلى، فما دُفع فيها من دماء لم تشهده أي بقعة عربية من مطلع القرن العشرين حتى اليوم.

ستتحرر فلسطين على زغاريد أمهات الشهداء مهما طال الزمن، فالدماء تنبت زهورًا مقاتلة تعي معاني الشرف والكرامة والحرية.

الشعوب الحية.. لا تصمت ولا تستسلم

يولد الطفل في جنين والناصرة والقدس وغزة، وفي يده شجرة زيتون وبندقية، قصيدة شعر وأغنية، لا يترك شجرة الزيتون إلا حين تثمر في الأرض، حتى وهو مطارد بصواريخ من أحدث ما صنعت مصانع الأسلحة في الولايات المتحدة الأمريكية، وحين يسقط والده شهيدًا، يمسك بندقيته ويروى شجرته بالدماء، ثم يبدع قصيدة عشق للشهيد ويغنيها مع رفاقه في الشوارع وعلى بوابات مسجدنا الأقصى.

يتألم ويشعر بالمهانة والعجز كل رجل وشاب وطفل في أي بقعة أرض عربية ما عدا أطفال فلسطين في غزة وحيفا ويافا والقدس يشعرون بالعزة واقتراب الخلاص، فهم يصنعون مستقبل وطنهم، وبالجوار يحررون أوطانًا عربية أخرى تموت تحت وطأة الاستبداد والقهر من أبناء جلدتهم، يستغربون من دموعنا العاجزة عن العمل والسعي نحو حريتنا، بينما دماؤهم أغنية على تراب فلسطين تؤكد أن النصر قادم والفجر قريب.

القوة بالإيمان بالحق

لا تقاس موازين القوة في حروب الحق بمقياس عدد الأسلحة ولا قوتها ولا تقدمها، فتاكة أو غير فتاكة، مدمرة أو لا تدمر، إنما تقاس بقوة إيمان من يحملها، حتى ولو كان طفلًا صغيرًا يحمل حجرًا في مواجهة دبابة.

علّمنا أبناء فلسطين كما التاريخ أن العجز في ضعف الإيمان، وغياب البصيرة والرؤية، فكل صرخة من فلسطيني حين تهاجمه صواريخ الغاصب وطائراته الذي يغتصب أرضه، هي إيمان بحقه في الأرض، وخطوة على طريق التحرر.

مهما تخندق المحتل خلف متاريس وأسلحة، صواريخ وإن كانت نووية، فهو يدرك حقيقته، هذه ليست أرضه، حتى وإن زرع فيها، محاطًا بأحدث صواريخ العصر وكل ما تنتجه مصانع الذين يحلمون بكنوز الشرق وثرواته.

المقاومة والصبر طريقا النصر

تموت الشعوب حين تكف عن المقاومة، تلك الحكمة التي ورثناها من قصص الأنبياء والرسل، ومن حركة بناء الأمم عبر التاريخ، وفي فلسطين أجيال لا تتوقف عن المقاومة والصبر، وحين يقتل العدو الصهيوني طفلًا فلسطينيًا أو طفلة، فإنه يفعل ذلك قاصدًا متعمدًا، فهؤلاء المغتصبون الذين يحاولون كل يوم الفوز بحيز قدم على أرض ليست لهم، يدركون أن في هؤلاء الأطفال نور الغد.

تلك الصور لأطفال فلسطين مرفوعي الرأس في مواجهة سلاح جندي محتل ترعبهم، لذا ليس غريبًا تعمدهم قتل الأطفال في غزة أو في أي أرض فلسطينية، فما أن يستطيع فتى فلسطيني حمل السلاح إلا ويصبح رعبًا لكل محتل ولأي محتل.

ستبنى فلسطين من مقاومة هؤلاء، من أحجارهم، هتافاتهم وغنائهم، ستتحول دماء أطفال غزة الستة الذين استشهدوا بالأمس القريب إلى دفقة ودفعة جديدة في نهر حرية فلسطين الذي لن يقف إلا حين يتحرر الوطن، فدماء الطفلة آلاء قدومي وإخوانها ستنبت في أرض فلسطين زهور الحرية، يتحول فيها كل دم إلى شجرة زيتون فلسطينية زاهية بأغصانها، وحبات زيتون، وستنتج فجرًا عربيًا جديدًا يحرر الوطن كله من محيطه إلى خليجه.

هذا العجز العربي يمده أطفال فلسطين بروح المقاومة والإيمان، وحينما يحرر أبطال فلسطين الوطن ستكون بداية تحريرنا جميعًا، فلنتعلم من أطفال غزة التضحية والفداء والشهادة، وحين تسقط دموعكم ألمًا على استشهاد أحدهم أو إحداهن فتذكروا قوتهم وصبرهم وإيمانهم بالحق في الأرض والحرية والمقاومة.

هذه أرض أبناء فلسطين ولن يدافع عنها سوى هؤلاء الأطفال والصبية، الشباب والفتيات، الرجال والنساء في كل أرض فلسطين حتى تتحرر من النهر إلى البحر، فتعلموا من أطفال غزة.

كفكفوا دموعكم فغزة ليست لها بحاجة

واصمتوا فالصمت أفضل من العويل

وتعلموا أن النصر في الإيمان والقوة

ولا تهادنوا ولا تخافوا وتجبنوا

فالنصر لمن شد العزيم وانتفض

ولا مهانة إلا لمن تخاذل وجلس

لا صوت يعلو إلا صوت الحق

ولا طريق إلا الأمل.

ملاحظة: 

الخواطر الشعرية من وحي استشهاد أطفال فلسطين خلال الغارات التي يشنها الاحتلال منذ يومين على قطاع غزة ولا تزال مستمرة حتى كتابة المقال بينما ما زالت المقاومة تطلق صواريخها على الأرض المحتلة، دامت المقاومة طريق النصر.

المصدر : الجزيرة مباشر