أهالي سيناء يفتحون منازلهم للعالقين الفلسطينيين

معبر رفح البري
معبر رفح البري

عاش المسافرون الفلسطينيون العائدون لقطاع غزة، ظروفا إنسانية صعبة للغاية بانتظار فتح السلطات المصرية للحواجز الأمنية المنتشرة بطول الطريق الدولي من قناة السويس وحتى معبر رفح البري.

وكانت السلطات المصرية قد شددت إجراءاتها الأمنية في أعقاب التفجيرات التي شهدتها سيناء يوم الثلاثاء الماضي، والتي كان أبرزها تفجير سوق مدينة الشيخ زويد الذي أدى لمقتل ثلاثة مدنيين وأربعة عسكريين.

وفي المقابل، خفف أهالي سيناء من معاناة المسافرين الفلسطينيين بعد أن فتحوا لهم منازلهم، للمبيت وقضاء حوائجهم، في حين تجاهلت الحكومة المصرية والجهات الأمنية وكذلك السفارة الفلسطينية في القاهرة ظروفهم الصعبة.

شكر فلسطيني:
  • المسافر الفلسطيني يسري فضل لـ”الجزيرة مباشر”: عشنا أياما سيئة للغاية منذ مساء يوم الإثنين وحتى ظهر يوم الأربعاء الماضي، في ظل منع دخولنا عبر معدية “الفردان” المخصصة للفلسطينيين، أو كمين الميدان، والريسة.
  • المسافر فضل: الجهات الأمنية لم تراعِ أن بيننا مرضى وأطفال ونساء، وتركونا على الكمائن والمعدية في ظروف إنسانية صعبة، لم نعايشها طوال مكوثنا في مصر.
  • فضل: أهالي سيناء خصوصًا القاطنين في مدينة بئر العبد والطريق الدولي كانوا سندًا لنا، وفتحوا لنا منازلهم، ودواوينهم، وقدموا لنا كل الإمكانات، للتخفيف من المعاناة.
  • فضل: نشكر كل المصريين من أبناء القبائل في سيناء الذين قالوا لنا إن منازلنا منازلكم، نحن إخوة وأهل، ونخص بالذكر عشيرة المرازقة وعائلة السراحين التي استقبلت أكثر من 300 مسافر فلسطيني كانوا عالقين بين الكمائن العسكرية.
  • فضل: لم نسمع صوتًا لأي طرف فلسطيني أو مصري للوقوف على معاناتنا، برغم أن كل مطلبنا يتمثل في فتح الطريق أمامنا من أجل الوصول إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري.
  • فضل: نقدر الظروف الأمنية في سيناء، إلا أن عرقلة السفر في مناطق سيناء باتت سياسة دائمة لدى الجهات الأمنية، بغض النظر عن طبيعة الوضع الأمني القائم سواء كان هدوء أم تصعيد.
  • المسافرة الفلسطينية جيهان عويمر لـ”الجزيرة مباشر”: منحونا الخصوصية في المنازل، واستطعنا قضاء حوائجنا في ظل عدم توافر أي خدمات أساسية على الكمائن العسكرية والمعدية.
  • جيهان: لولا العوائل السيناوية التي استقبلتنا في منازلها لأصبحنا في ظروف أكثر سوءًا مما كنا عليه، ولذلك لا نجد كلمات للتعبير عن شكرنا لأشقائنا المصريين من أبناء القبائل في مدينة بئر العبد ومحيطها.
  • جيهان: العائلات السيناوية قدمت لنا الطعام والشراب والمبيت، والأدوية، بدون أي مقابل.
مسافرون فلسطينيون بانتظار فتح معبر رفح (أرشيف)
 موقف واجب:
  • إبراهيم المنيعي من مشايخ سيناء لـ”الجزيرة مباشر”: ما يقدمه أبناء سيناء لأشقائهم الفلسطينيين يمثل جزءًا من عادات القبائل في إكرام الضيف، وإغاثة الملهوف، وقضاء حاجات الناس.
  • المنيعي: لأشقائنا الفلسطينيين معاملة خاصة لدى أبناء سيناء، تقديرا لمعاناتهم في الحياة بغزة، وكذلك، معاناة السفر عبر معبر رفح، مرورا بالكمائن العسكرية المنتشرة في سيناء.
  • الشيخ المنيعي: ما نفعله مع أشقائنا الفلسطينيين من فتح المنازل أمام المسافرين العالقين على الطريق، لا يمثل سوى جزء من الواجب علينا نحو القضية الفلسطينية وأبنائها.
  • المنيعي: نقدر جهود كل قبائل سيناء التي تخفف من معاناة الفلسطينيين خلال رحلة السفر مرورًا بمحافظة شمال سيناء، ونخص العائلات السيناوية المتواجدة على الطريق الدولي، وفي محيط مدينة بئر العبد.
  • الشيخ المنيعي: سمعنا شكر وعرفان من الأشقاء الفلسطينيين على المواقف النبيلة التي قدمها أبناء سيناء خلال رحلة السفر من غزة لمصر.
خلفيات:
  • السلطات المصرية أعادت فتح معبر رفح منتصف مايو الماضي، في ظل تفاهمات الهدوء في قطاع غزة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تدير القطاع، إثر مسيرات العودة وكسر الحصار.
  • السلطات المصرية كانت قد أغلقت المعبر منذ عام 2014 بشكل شبه دائم، في كلا الاتجاهين، دون أي مراعاة للظروف الإنسانية في قطاع غزة المحاصر منذ عام 2006.
  • المسافر الفلسطيني يمر في عدة مراحل من المعاناة خلال رحلة السفر من غزة لمصر، أولها في الحصول على فرصة السفر عبر معبر رفح، من ثم المرور عبر سلسلة من الكمائن العسكرية على طول الطريق بسيناء، بالإضافة إلى معاناة معدية قناة السويس.
  • يبلغ عدد المسافرين عبر معبر رفح البري بشكل يومي من 200 إلى 300 مسافر فقط، في حين أن كشوفات المحتاجين للسفر لدى وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة تغص بآلاف المسجلين.
  • لطالما حاولت حركة “حماس” التوصل لتفاهمات مع المسؤولين المصريين في سبيل تخفيف المعاناة على الطريق الرابط بين معبر رفح وحتى قناة السويس، إلا أن كل الوعودات المصرية لا زالت حبرًا على ورق.
المصدر : الجزيرة مباشر