عام على “الهروب الكبير” من جلبوع.. هكذا انتزع 6 أسرى فلسطينيين حريتهم وزلزلوا الاحتلال

عملية "نفق الحرية" فضحت المنظومة الأمنية للاحتلال وأعادت قضية الأسرى إلى الواجهة (شؤون الأسرى)

مع بزوغ فجر الثلاثاء يمرّ عام على انتزاع 6 أسرى فلسطينيين حريتهم من سجن جلبوع الإسرائيلي الشديد الحراسة في 6 سبتمبر/أيلول 2021، عبر نفق حفروه سرًّا من زنزانتهم إلى خارج السجن بملعقة طعام، وهي العملية التي عُرفت إعلاميًّا بـ”نفق الحرية”.

ومن تحت أرض أشد سجون الاحتلال تحصينًا خرج الأسرى الستة ليجوبوا سهول وجبال فلسطين من الناصرة وبيسان إلى جنين للمرة الأولى بعد 25 عامًا من الاعتقال بالنسبة محمود العارضة و20 ليعقوب قادري ومحمد العارضة.

رأى مدّبر عملية “الهروب الكبير” محمود العارضة الشمس للمرة الأولى هو ورفاقه محمد العارضة وزكريا الزبيدي وأيهم كممجي ومناضل انفيعات ويعقوب قادري، بعد أن واصلوا الحفر مدة 9 أشهر بـ”ملعقة الحرية”.

أخرج الأسرى الذين هزوا ترسانة الاحتلال الأمنية، التراب من النفق خلال عملية الحفر في جيوبهم ثم إلى دورة المياه، حتى أصبح النفق بعمق 25 مترًا أسفل بلاطة مساحتها 60 سنتيمترًا، تحت مغسلة حمام الغرفة رقم (2) في القسم رقم (5) من سجن “جلبوع” الذي شيّده الاحتلال عام 2004 استعانةً بشركة أيرلندية أحاطته بجدران خرسانية مرتفعة عَلتها أسلاك شائكة، فضلا عن كاميرات المراقبة التي تعمل على مدار الساعة.

خرج الأسرى الستة من فوهة النفق قبل بزوغ فجر السادس من سبتمبر من أسفل برج مراقبة من دون أن يدرك حراس الاحتلال خروجهم، وقضوا 4 أيام خارج الأسوار حاولوا الوصول فيها إلى عائلاتهم قبل أن يلقي الاحتلال القبض على كل من زكريا زبيدي، ومحمود العارضة، ويعقوب قادري، ومحمد العارضة في 10 و11 سبتمبر، ويعتقل مناضل انفيعات وأيهم كممجي في 19 من الشهر نفسه.

ثم أضافت محكمة الاحتلال بعد عدة جلسات إلى أحكام كلّ من الأسرى الستة، حكمًا بالسجن مدة 5 سنوات وغرامة مالية.

وأمضى محمود العارضة (47 عاما) في سجون الاحتلال (29 عاما ونصفا)، وهو من عرابة جنوب جنين، وقد حُكم عليه بالسجن المؤبد و15 عاما، وسبق أن اعتقل مدة 3 أعوام ونصف عام 1992.

 

وينحدر يعقوب قادري (50 عاما) من بير الباشا جنوب جنين، وهو محكوم عليه بمؤبدين و35 عامًا، وأمضى في سجون الاحتلال 20 عاما، وأيهم كممجي (36 عاما) من كفر دان غرب جنين ومحكوم عليه بمؤبدين، وقد أمضى في سجون الاحتلال 17 عاما.

ولا يتجاوز عمر مناضل انفيعات 27 عاما، وهو من يعبد، وموقوف منذ 3 سنوات، ومحمد العارضة (40 عاما) من عرابة جنوب جنين، ومحكوم عليه بـ3 مؤبدات و20 عاما، وقد أمضى في سجون الاحتلال 20 عاما ونصفا، وزكريا الزبيدي (46 عاما) من مخيم جنين وهو موقوف منذ 3 سنوات، وقد أمضى في سجون الاحتلال 8 سنوات.

 

ورغم أن إعادة اعتقال الأسرى الستة لم تستغرق أكثر من أسبوعين، فإن عملية “نفق الحرية” سببت حرجًا بالغًا لمنظومة الاحتلال الأمنية وأعادت قضية الأسرى إلى الواجهة.

وينحدر أسرى “نفق الحرية” من عائلات مناضلة تلقت بفخر بالغ انتزاعهم حريتهم، حتى بعد إعادة اعتقالهم.

أسرى جلبوع الستة أبطال عملية نفق الحرية (منصات التواصل)

وروى والد أيهم كممجي لتلفزيون فلسطين في جنين تفاصيل الاتصال الذي أجراه معه بعد هروبه وكيف أوصل بدا بسعادة المنتصر على عدوه.

وبعد اعتقاله مرة أخرى، وجّهت والدة محمد العارضة رسالة حثته فيها على الصبر والثبات وقالت “ارفع راسك يما أنا فخورة فيك”.

ظلت وفود المهنئين تتوافد على بلدة عرابة وتحديدا منزل مهندس عملية “نفق الحرية” محمود العارضة لتقديم التهاني، ووجهت له ابنة شقيقه أسينات رسالة قالت فيها “شاهدتك وأنت حر ترتدي جواربي وكم فرحت بذلك”.

وزاد الاحتلال الإسرائيلي تضييق القيود على الأسرى الفلسطينيين في سجونه بعد عملية الهروب الكبير، وخاضوا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إضرابًا مفتوحًا عن الطعام احتجاجا على استمرار اعتقالهم وتردي أوضاعهم.

وكشفت مصادر فلسطينية، أمس الأحد، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تفرض عزلًا مضاعفًا على أكثر من 400 أسير في غرفهم، وتفرض شروطًا قاسية على الأسير زكريا الزبيدي المعتقل بسجن ريمون.

ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال نحو 4550، بينهم 32 أسيرة، و175 طفلًا وقاصرًا، ونحو 730 معتقلًا إداريًّا (من دون تهمة أو محاكمة أو سقف زمني).

المصدر : الجزيرة مباشر + وسائل إعلام فلسطينية